تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأيضًا هذا الأثر الّذي ذكره الطبري في التفسير عن البخاري، لم يذكره البخاري في الصحيح، لا من طرق مرفوعة، ولا موقوفة، ولا مرسلة، ولا معلقة.

والخلاصة الآن كالتالي: أمامنا عدة احتمالات:

1 - أحدهما أن نقول بأنَّ الطبري سمع من البخاري بالفعل؛ لتصريح الطبري بالسماع؛ ولأنَّ أيضًا ابن كثير –رحمه الله- نقل ذلك الأثر عن الطبري (4)، وبنفس سياقه، فقال: قال ابن جرير: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ... فذكره، ثم نقله أيضًا الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في الفتح (5) فقال: وأخرج –أي ابن جرير- عن البخاري عن آدم ... فذكره، والعجيب أنهما لم يعلقا عليه وهما من هما في هذا الفن؟!

والثاني: أن نقول بأن هذا تحريف؛ لما ذكرناه آنفًا.

والثالث: يحتمل أن يكون هناك سقط بين ابن جرير والبخاري –رحمهما الله تعالى- وأسقطه الناسخ.

والرابع: أن يكون ابن جرير الطبري –رحمه الله- أسقط الواسطة التي بينه وبين البخاري؛ لكي ينال علو سند، أو شرف سماعه من البخاري، ولكن هذا احتمال بعيد!!؛ لأنَّه صرح فيه بالسماع، ولم يعنعن، وأنه لا يعرف بالتدليس –رحمه الله- فضلًا أنَّ هذا لا يُعد تدليسًا أصلًا، بل كذبًا، والطبري نحسبه أنَّه أورع وأتقى من ذلك.

والخلاصة هي: أن نسأل الله تعالى أن يرزقنا نسخة خطية متقدمة للتفسير تكون بخط أحد تلامذته، أو بخط الطبري نفسه!! تحل لنا هذا الإشكال، والله المستعان. (6)

هوامش

(1) تاريخ التراث العربي (1 / جـ2/ 159)

(2) معجم الأدباء (18/ 50)

(3) انظر تفسير الطبري ط. عالم الكتب بتحقيق الشيخ التركي (23/ 507) هامش

(4) انظر تفسير ابن كثير (200/ 14) ط. أولاد الشيخ

(5) انظر فتح الباري (13/ 434) ط. دار الريان

(6) للإستفادة: يرجى مراجعة كتابي (معجم شيوخ الطبري)؛ للشيخ/ أكرم الفالوجي (443 - 448) ط. دار ابن عفان، وكتاب (أصول الدين عند الإمام الطبري)؛ للشيخ /طه محمد نجا (ص20 - 22) ط. دار الكيان.

ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[11 - 05 - 07, 05:42 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

من باب الأمانة العلمية

فإني قد استفدت مما ذكرته أعلاه، وقد نوهت إليه أدناه، من كتابين، أحدهما للشيخ/ أكرم الفلوجي،

والآخر لفضيلة الشيخ/طه محمد نجا رمضان -حفظه الله- وهو كتاب: ((أصول الدين عند الإمام الطبري))، المطبوع بدار الكيان، وكان للشيخ الفضل والسبق في نفي سماع الإمام الطبري من الإمام أحمد-رحمهما الله- واستفدت منه ونقلت كلامه وأحلت في النهاية إلى كتابه؛ وكان في ظني أن هذه الإحالة تكفي!! حتى حدثني أحد إخواني اليوم بأن الشيخ طه -حفظه الله- قد اطلع على هذا الكلام وغضب؛ لأني ما نسبت الكلام إليه، مع العلم أنه ذكرت ذلك في نهاية ما كتبت، وكان في ظني أنَّ هذا يكفي، ولكن عندما نصحني أحد إخواني وقال: بأنَّ هذا الكلام قد يوهم أنه من كيسك وأن إحالتي إلى المرجع لا تكفي، وكان ينبغي أن أقول: قال الشيخ: كذا وكذا ... ، فعرفت أني أخطأت وكان معه حق، وأردتُ أن أبين لإخواني الحق؛ حتى لا أُتَهم بما هو عدو لي وأنا بريءٌ منه وهو ((التدليس))

وأنقل لكم هنا كلام الشيخ -حفظه الله- بنصه و فصه؛ حيث قال: " ... وهذا الذي ذكره د/سزكين، لم أجد له مستندًا فيه، ولم يبين هو مصدره، ولم أقف على أحد، ممن ترجم للإمام أحمد، أو لابن جرير، نص على ذلك ومما يقوي عدم سماعه من الإمام أحمد أنه لم يترجم له في تاريخه، ولم نجد في رواياته في التفسير أو تهذيب الآثار أو التاريخ رواية واحدة صرح فيها بالسماع من أحمد، وأصرح من ذلك كله، ما ذكره تلميذ ابن جرير، أبو بكر بن كامل، عن شيخه، أنه دخل إلى مدينة السلام (بغداد)، وكان في نفسه أن يسمع من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فلم يتفق ذلك لموته قبيل دخوله إليها، وقد كان أبو عبد الله قطع الحديث قبل ذلك بسنين" أهـ.

وقد قرأت كلام الشيخ في مسألة سماع الطبري من البخاري، واستفدت منه ولم أنقل شيئًا عن الشيخ -حفظه الله- في هذه المسألة، إلا النذر اليسير في بعض الألفاظ، نظير قرائتي لبحثه جزاه الله خيرًا.

ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:23 ص]ـ

أحسن الله إليك يا منصورى , وشكر لك أمانتك ,

فى انتظار نتيجة هذا البحث المبارك , ويا حبذا لو كان معضدا ومعززا من أهل العلم المعاصرين ,

ولو اشتركت مع شيخنا الفاضل طه نجا ورجعت إليه لانتفعت ببحثه فلعل لديه مباحث ومسائل

لم يدرجها فى كتابه المطبوع , تنتفع أنت بها وتنفعنا بها.

وجزاك الله خيرا , مسدد ان شاء الله.

ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[05 - 06 - 09, 01:26 م]ـ

أحسن الله إليك يا منصورى , وشكر لك أمانتك ,

فى انتظار نتيجة هذا البحث المبارك , ويا حبذا لو كان معضدا ومعززا من أهل العلم المعاصرين.

جزاكم الله خيرًا يا أبا أسامة، ونفع الله بك ...

بالفعل عرضتُ هذا الأمر على الشيخ مشهور أثناء زيارته للمعرض، وقال لم يُعرف سماع هذا من ذاك، وأظن أن الأمر يه تصحيف أو تحريف، وقال لي أنت على صواب_إن شاء الله.

وأيضًا الشيخ طارق عوض الله، عرضت عليه الأمر، فقال نفس الكلام أو ما يقرب منه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير