ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 08:37 م]ـ
هذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله كاملا:
" من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 587):
$ موضوع.
رواه ابن حبان في " المجروحين " (1/ 349) و الخطيب في " تاريخه " (5/ 156
, 262 , 6/ 50 - 51 , 71/ 298 , 13/ 0 184) و الثعالبي في " حديثه (129/ 1
) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "
(281/ 2) و السلفي في " الطيوريات " (24/ 2) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" (12/ 263 / 2) و ابن الجوزي في " مشيخته ": الشيخ الثامن و السبعون من
طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد
عن # ابن عباس # مرفوعا.
قلت: و هذا سند ضعيف و له علتان:
الأولى: ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك , قال الحافظ في
" التقريب ": لين الحديث.
الأخرى: ضعف سويد بن سعيد , قال الحافظ: صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن
ما ليس من حديثه , و أفحش فيه ابن معين القول.
قلت: و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي , و اتفق الأئمة
المتقدمون على تضعيف هذا الحديث , فقال ابن الملقن في " الخلاصة " (54/ 2):
و أعله الأئمة , قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما
أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين: لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه.
و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " (45/ 2):
و في سنده مقال , و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ,
فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " (رقم 166 ـ نسختي
): و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد , لكن لم يتفرد
به , فقد رواه الزبير بن بكار فقال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن
الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم فذكره , و هو إسناد صحيح.
قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة ": (420 ـ طبع الخانجي) بعد أن ساق
هذه الطريق: و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها , فإن تكن هي
فقد قال العراقي: في سندها نظر , و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ,
و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا.
قلت: أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي , و قد أوردها العلامة المحقق ابن
القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " (ص 353 - 354):
أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا , فكذب على ابن الماجشون , فإنه لم يحدث بهذا , و لا حدث به
عنه الزبير ابن بكار , و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين , و يا سبحان الله كيف
يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين.
و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل: حدثنا يعقوب بن
عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا , و هذا غلط
قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي , و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ,
فمحال أن يدرك شيخه يعقوب , ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه "
الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح
, و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية , ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء
".
قلت: أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم
يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " , و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في
" لسان الميزان " , و قد ترجمه الخطيب في تاريخه (2/ 139 - 140) ثم السمعاني
في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم , بل ترجمه
الحافظ ابن عساكر في تاريخه (15/ 93 / 1 - 2) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا
أنه قال فيه: كان من الأعيان الثقات.
فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي , بل هو ثقة حجة.
والله أعلم.
ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما
ذكر آخرين (3/ 46 ـ 47) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم (
¥