[أحاديث نكاح المتعة عند البخاري ومسلم]
ـ[أبو أحمد الصافوطي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:30 ص]ـ
وقعت يدي على بحث مقدم من أحد طلبة الماجستير في تخصص اصول الدين
وقد كان البحث منه على عجل والرجل لا أزكيه على الله فهو من أهل الحديث وأصحاب العقيدة السليمة وقد استعربت لبغض ماورد فيه الرجاء أفيدوني بالنسبة لما قلت وسأورد البحث كاملا
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستنصره من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
هذا البحث قمت به بناء على طلب فضيلة الدكتور حسين النقيب حفظه الله وقد قسمت البحث إلى قسمين رئيسين القسم الأول عرضت فيه الأحاديث التي ذكرت نكاح المتعة عند الإمام البخاري في صحيحه ثم قمت بتحليل محتوى الأحاديث الواردة والجمع بينها وبيان ما يستفاد منها في إثبات أو نفي نكاح المتعة.
أما القسم الثاني فقد كرسته لما ورد عند الإمام مسلم في صحيحه من الأحاديث الذاكرة لنكاح المتعة وكما فعلت في القسم الأول فعلت في القسم الثاني.
وقد حرصت أن أبتعد عن نقد السند عند الإمامين وذلك لأن العلماء تتبعوا الأسانيد عندهما فلم يبق لمثلى مع مثلهم شئ أقوله ولما للصحيحين من مكانة عندي وعند جميع المسلمين ولكن أشرت إشارة إلى الإمام الزهري وعنعناته ودراجاته.
كما أنني تتبعت الأحاديث بجهد ذاتي دون الرجوع إلى أقوال العلماء السابقين في المسألة وهذا إقرار مني بنقص بحثي ولكن يشفع لي ضيق الوقت الذي منح لي منذ علمت بفرضية هذا البحث علي وعلى زملائي وكذلك الإحاطة التامة بكل ما يمكن أن يقال في المسألة وسبر أغوارها بفحص وتمحيص دقيق يجعل الباحث المبتدئ مثلي ينمي ملكه التنقيب عن علل السائل.
ولبحثي أيضا مقدمة وخلاصة وخاتمة أجملت فيها كل ما توصلت إليه فأسأل الله المغفرة عن كل خطأ والثواب عن كل صواب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما جاء في صحيح البخاري في نكاح المتعة
3894 حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ
صحيح البخاري/ المغازي / غزوة خيبر
6446حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ الْحَسَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِمَا أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قِيلَ لَهُ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَا يَرَى بِمُتْعَةِ النِّسَاءِ بَأْسًا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ إِنْ احْتَالَ حَتَّى تَمَتَّعَ فَالنِّكَاحُ فَاسِدٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ النِّكَاحُ جَائِزٌ وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ
صحيح البخاري / الحيل / الحيلة في النكاح
الحديثان ذكرا النهي عن متعة النساء والنهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية وبرأي هنا أن الحديث ليس حجة للقائلين بإباحة نكاح المتعة أولا ثم تحريمه وذلك لأمرين.
أولا: الحديثان لا يدللان على إباحة سابقة من النبي وأقصى ما يدللان عليه أن نكاح المتعة كان الناس يفعلونه قبل الإسلام كما كانوا يأكلون لحوم الحمر الإنسية وفعله بعض الصحابة ظنا منهم أنه على البراءة الأصلية فلما علم النبي بذلك جاء النهي منه ليكون هو الحكم الشرعي في المسألة.
ثانيا: الحديث في إسناده الزهري والزهري رحمه الله كان يدلس (1) الحديث وفي هذا الإسناد عنعن ولم يصرح بالتحديث وأهل العلم يحكمون على المعنعن من أحاديث المدلسين بالضعف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ التبيين لأسماء المدلسين / إبراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي أبو الوفا الحلبي الطرابلسي
¥