[تنبيه على اصطلاحات خاصة للحافظ الزيلعي في كتابه "نصب الراية"]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 02 - 04, 05:13 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فقد اختار الحافظ الزيلعي في كتابه (نصب الراية لأحاديث الهداية) عدة اصطلاحات خاصة يستعملها لبيان مرتبة الأحاديث الواردة في كتاب (الهداية) التي يريد تخريجها وجملة ما اختاره من الاصطلاحات هي:
(1) قوله عن الحديث: " غريب، أو غريب جدا ".
وهذا يطلقه غالبا على ما لم يجده بعد البحث عنه.
انظر مثاله: (1/ 234 - طبعة مؤسسة الريان ودار القبلة).
(2) قوله: " غريب بهذا اللفظ ".
وهذا يطلقه على متن غير معروف بلفظه عند المحدثين، إما بسبب زيادات وقعت فيه، أو لتعديلات حصلت من قبل صاحب " الهداية " فإن صاحب " الهداية " قد يذكر الحديث على غير لفظه مع زيادة فيه أو نقص ويتبعه الزيلعي بقوله: " غريب بهذا اللفظ " وهذا النوع كثير جدا في كتابه فمن الأمثلة على ذلك (1/ 34):
قوله: (قال عليه السلام: " إن الله يحب التيامن في كل شيء ").
قال الزيلعي: (قلت: " غريب بهذا اللفظ " والحديث في الكتب الستة عن عائشة بلفظ:
" كان صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شيء في طهوره، وتنعله، وترجله، وشأنه كله ").
(3) قوله: " غريب مرفوعا ".
وهذا يطلقه على ما تصرف فيه صاحب " الهداية " من رفع موقوف أو مقطوع أو كلام أحد من أتباع التابعين ونحوهم.
انظر مثاله: (2/ 195).
(4) قوله: " غريب عن ... ".
وهذا يطلقه إذا كان صاحب " الهداية " قد نسب الحديث إلى غير من عرف عنه ذلك الحديث.
انظر مثاله: (1/ 383).
هذه جملة ما اختاره الزيلعي من الاصطلاحات، والاصطلاح وإن كان يقال لا مشاحة فيه، لكن قد يعد هذا مما يؤخذ على هذا الكتاب ومؤلفه؛ لأن هذا الاصطلاح موهم، فقد ينقل عنه من لا يعرف ذلك فيظن أن الزيلعي حكم على الحديث بالغرابة مع أن مراده أنه لم يجده، وبما أن الزيلعي حافظ فلا ضير أن يقول عن الحديث الذي لم يجده " ليس له أصل "، ولهذا كان الحافظ ابن حجر - رحمه الله - حين اختصر الكتاب في كتابه " الدراية " حذف كلمة "غريب" ووضع مكانها " لم أجده ".
ولا أعلم لم اختار الحافظ الزيلعي - رحمه الله - هذا الاصطلاح وهو " الغريب "؟! وهو المعروف عند المحدثين بمدلوله الاصطلاحي على ما عرف سندا ومتنا، لا على ما لا يوجد أصله في كتب الحديث، لا صحيح، ولا ضعيف.
فلذلك يجب التنبه لهذا الاصطلاح خشية أن يتوهم أن الحديث الذي يطلق عليه الزيلعي "غريب" أن له أصلا فيفزع إليه للبحث عنه، والواقع أنه ليس له أصل.
وقد نبه الشيخ الألباني - رحمه الله - على هذا الاصطلاح في بعض أشرطته.
وانظر كتاب (تحقيق الغاية بترتيب الرواة المترجم لهم في نصب الراية) لحافظ ثناء الله الزاهدي - الناشر دار أهل الحديث - الكويت.
والله أعلم.
والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله.
منقول عن الكاتب ابن عيسى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 01 - 05, 08:35 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على هذا التنبيه القيّم أستاذ محمد الأمين
ـ[بن خميس]ــــــــ[26 - 01 - 05, 09:40 م]ـ
للأسف اراك أخي محمد أمين تنقل بدون الاشارة فكلامك هذا من كلام المؤلفين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1494&highlight=%C7%E1%D2%ED%E1%DA%ED+%DB%D1%ED%C8
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=360&highlight=%C7%E1%D2%ED%E1%DA%ED+%DB%D1%ED%C8
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 01 - 05, 10:45 م]ـ
1 - أنا قلت في آخر المقال: "منقول عن الكاتب ابن عيسى"، ولعلك لم تنتبه لهذه الجملة
2 - ما ذكره الكاتب ابن عيسى مختلف أيضاً عما هو مكتوب في الرابطين السابقين، مع العلم بأني لم أطلع عليهما من قبل.
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 05:40 ص]ـ
نفع الله بكم وجزاكم خيرا
وكذلك نص ابن الملقن في مقدمة البدر المنير على ان مراده بغريب من لم يقف على من أخرجه