تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مبحث: تقوية الحديث الضعيف بكثرة طرقه]

ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تقوية الحديث الضعيف بكثرة طرقه

---

نقاط البحث

- قول ابن الصلاح

- أقوال النووي والسيوطي

- قول القاسمي

- أقوال الألباني

- أمثلة لما جاء في التلخيص ونصب الراية وفتح الباري وتحفة الأحوذي وعون المعبود

ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:34 ص]ـ

فصل

قلت، الذين قالو بتقوية الحديث الضعيف بكثرة الطرق،

هم: ابن حجر والألباني، ونقل عن البيهقي والصنعاني والشوكاني والحازمي والسخاوي والنووي وابن تيمية والسيوطي،

والأصل في ذلك إلى كلام أبو عمرو ابن الصلاح

قال ابن الصلاح في مقدمته:

النوع الثاني – معرفة الحديث الحسن

تنبيهات وتفريعات:

أحدها الحسن يتقاصر عن الصحيح ............

الثاني لعل الباحث الفهم يقول أنا نجد أحاديث محكوما بضعفها، مع كونها قد رويت بأسانيد كثيرة من وجوه عديدة، مثل حديث: " الأذنان من الرأس " ونحوه، فهلا جعلتم ذلك وأمثاله من نوع الحسن، لأن بعض ذلك من بعضا، كما قلتم في نوع الحسن على ما سبق آنفا.

وجواب ذلك: أنه ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه،

بل ذلك يتفاوت: فمنه ضعف يزيله ذلك، بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف حفظ راويه، مع كونه من أهل الصدق والديانة. فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر عرفنا أنه مما قد حفظه، ولم نختل فيه ضبطه له. كذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك، كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ، إذ فيه ضعف قليل، بنزول بروايته من وجه آخر.

ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك، لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته. وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب، أو كون الحديث شاذا.

وهذه جملة تفاصيلها تدرك بالمباشرة والبحث، فاعلم ذلك، فإنه من النفائس العزيزة. والله أعلم.

الثالث إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة أهل الحفظ والإتقان

غير أنه من المشهورين بالصدق والستر، وروي مع ذلك حديثه من غير وجه فقد اجتمعت له القوة من الجهتين، وذلك يرقي حديثه من درجة الحسن إلى درجة الصحيح. مثاله: حديث محمد في عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".

فمحمد بن عمرو بن علقمة: من المشهورين بالصدق والصيانة، لكنه لم يكن من أهل الإتقان، حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته، فحديثه من هذه الجهة حسن. فلما انضم إلى ذلك كونه روي من أوجه أخر، زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه: وان جبر به ذلك النقص اليسير، فصح هذاالإسناد والتحق بدرجة الصحيح، والله أعلم.

ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:55 ص]ـ

فصل

وقال السيوطي في تدريب الراوي:

النوع الثاني: الحسن:

الثَّاني: إذا كان رَاوي الحديث مُتأخِّرًا عن درجة الحافظ الضَّابط, مشهورًا بالصِّدق والسَّتر, فَرُوي حديثه من غير وجه, قَوِيَ وارتفعَ من الحَسَنِ إلى الصَّحيح.

[الثَّاني: إذا كان راوي الحديث متأخرًا عن درجة الحافظ الضابط] مع كونه [مشهورا بالصِّدق والستر] وقد علم أنَّ من هذا حاله فحديثه حسن [فرُوي حديثه من غير وجه] ولو وجهًا واحدًا كما يُشير إليه تعليل ابن الصَّلاح [قوي] بالمُتابعة, وزال ما كُنَّا نخشاهُ عليه من جهة سوء الحفظ, وانجبر بها ذلك النَّقص اليسير [وارتفع] حديثه [من] درجة [الحسن إلى] درجة [الصَّحيح].

قال ابن الصَّلاح مثالهُ حديث محمَّد بن عَمرو, عن أبي سَلَمة, عن أبي هُريرة, أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْلا أن أشُق على أمَّتي, لأمرتهُم بالسِّواكِ عند كُلِّ صَلاة».

فمحمَّد بن عَمرو بن عَلْقمة من المَشْهورين بالصِّدق والصِّيانة, لكنَّهُ لم يكن من أهل الإتقان, حتَّى ضعَّفه بعضهم من جهة سُوء حفظه, ووثَّقه بعضهم لِصْدقه وجَلالتهِ, فحديثهُ من هذه الجهة حسن, فلمَّا انضمَّ إلى ذلك كونه رُويَ من أوجه أُخر حكمنا بصحَّته, والمتابعة في هذا الحديث ليست لمحمَّد عن أبي سلمة, بل لأبي سلمة عن أبي هُريرة, فقد رواه عنه أيضًا الأعرج وسعيد المقبُري وأبوه وغيرهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير