قال الذهبي في الميزان: الدولابي حدثنا محمد بن شجاع بن الثلجي حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال لا: كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث ـ يعني التي في الصفات ـ حتى خرج مرة إلى (عبادان) فجاء وهو يرويها, فلا أحسب إلا شيطاناً خرج إليه من البحر فألقاها إليه. قال ابن الثلجي: فسمعت عباد بن صهيب يقول: إن حماداً كان لا يحفظ, وكانوا يقولون إنها دست في كتبه, وقد قيل: إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه.
قال الذهبي: قلت: ابن الثلجي ليس بمصدق على حماد وأمثاله، وقد اتهم، فسأل الله السلامة.
أقول: الدولابي حافظ حنفي له ترجمة في (لسان الميزان) ج 4 ص41 وهو بريء من هذه الحكاية إن شاء الله إلا في قبوله لها من ابن الثلجي وروايتها عنه كان ابن الثلجي من أتباع بشر الريسي بهمتياً داعية عدواً للسنة وأهلها،
قال مرة: عند أحمد بن حنبل كتب الزندقة, وأوصى أن لا يعطى من وصيته إلا من يقول: القرآن مخلوق ولم أر من وثقه بل اتهموه وكذبوه.
قال ابن عدي: "كان يضع أحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك " وذكر ما رواه عن حبان بن هلال, وحبان ثقة, عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة مرفوعا ً: إن الله خلق الفرس، فأجراها فعرقت ثم خلق نفسه منها " وكذبه أيضاً الساجي والأزدي وموسى بن القاسم الأشيب. ا. هـ
قلت (الزيادي): ثم تكلم على سماع ابن الثلجي عن إبراهيم.
قال المعلمي: الوجه الرابع: أن حماداً روى أحاديث سماها الكوثري: طامات وأشار إلى أن أشدها حديث رؤية الله في صورة شاب.
والجواب: أن لهذا الحديث طرقا ًمعروفة في بعضها ما يشعر بأنها رؤيا المنام، وفي بعضها ما يصرح بذلك، فإن كان كذلك اندفع الاستنكار رأساً، وإلا فلأهل العلم في تلك الأحاديث كلام معروف، وفي (اللآليء المصنوعة) أن محقق الحنفية ابن الهمام سئل عن الحديث؟ فأجاب بأن ذلك حجاب الصورة، وبقية الأحاديث إذا كانت من رواية حماد عن ثابت أو حميد أو مما حدث به من أصوله، فهي كما قال الله تبارك وتعالى (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) (الأنعام: من الآية89). ا. هـ
قلت (الزيادي): ثم ختم بحثه بطرف من ثناء الأئمة على حماد في حياته وبعد وفاته ليبين هل ساءت سمعته في أواخر عمره.
قلت (الزيادي): خلاصة الكلام فيه: ـ
حماد بن سلمة إمام في السنة ثقة له أوهام وغرائب.
قال الذهبي " إمام ثقة، له أوهام وغرائب، وغيره أثبت منه ".
وقال أيضاً: " ثقة، صدوق، يغلط وليس في قوة مالك ".
المعرفة والتاريخ (2/ 661)، تهذيب الكمال (2/ 277)، المغني في الضعفاء (1/ 189)، الكاشف (1/ 349)، تهذيب التهذيب (2/ 423)، التقريب (ص268)، التنكيل للمعلمي (1/ 241).كتبه: محمد بن زايد الزيادي.
ـ[محمد زهير المحمد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:50 م]ـ
اوافق على كثير مما قلت وهو في اكثره نقول لكن ما يحسم الخلاف فيه سبر حديثه.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:00 م]ـ
لكن ينقص بحثك أخي الكريم أن تبين لنا الصحيح في سماع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب وهل هو مقبول مطلقاً أم يتوقف فيه كما ذكر الحافظ ابن حجر.
وجزاك الله خيراً
ـ[راكان عبدالله]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:58 ص]ـ
بورك فيكم.