وقد خالف قتادة في إسناده ثلاثة ثقات رووه عن سالم بن أبي الجعد عن عمر مرسلاً، لم يذكروا فيه معدان وهم منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وعمرو بن مرة ورواه عن منصور جرير بن عبد الحميد، ورواه عن حصين جماعة منهم أبو الأحوص وجرير وابن فضيل وابن عيينة.
ورواه عن عمرو بن مرة عمران البرجمي، وقتادة وإن كان ثقة وزيادة الثقة مقبولة عندنا فإنه مدلس ولم يذكر فيه سماعه من سالم فاشتبه أن يكون بلغه عنه فرواه عنه. ا. هـ
وقتادة قد أثبت الإمام أحمد سماعه من سالم بن أبي الجعد.
ولعل قلة تعليلهم للأحاديث بعنعنة قتادة يعود إلى أمرين اثنين:
1. أنه مقل من التدليس غير مكثر لذلك حملت عنعنته على الاتصال وعدم الانقطاع، فما نسبة تدليسه بالنسبة لمروياته لا سيما وهو مكثر جدا من الرواية، بل ممن تدور عليه الأسانيد.
ولعل في كلام ابن حبان الذي ذكرته سابقاً ما يدل على قلة تدليسه عندما قال بعد أن ذكر اسمه مع جملة مدلسين فقال ... فربما دلسوا عن الشيخ بعد سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء ..
ولذلك قال ابن حجر في هدي الساري في ترجمة قتادة:
كان يضرب به المثل في الحفظ إلا أنه كان ربما دلس.
فقوله: (ربما دلس) يفيد قلة تدليسه.
لكنه في تعريف أهل التقديس قد عده في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي "من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي.
2. أنه لا يدلس إلا عمن يقبل خبره:
? قال أبو عبد الله الحاكم " التدليس عندنا على ستة أجناس: فمن المدلسين من دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونه إلا أنهم لم يخرجوا من عداد الذين يقبل أخبارهم فمنهم من التابعين أبو سفيان طلحة بن نافع، وقتادة بن دعامة، وغيرهما.
? وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: وأبو الزبير وإن كان فيه تدليس فليس معروفا بالتدليس عن المتهمين والضعفاء بل تدليسه من جنس تدليس السلف لم يكونوا يدلسون عن متهم ولا مجروح وإنما كثر هذا النوع من التدليس في المتأخرين.
قلت (الزيادي): لذلك قال الذهبي عن قتادة: حافظ ثقة ثبت لكنه مدلس ورمي بالقدر قاله يحيى بن معين ومع هذا فاحتج به أصحاب الصحاح لاسيما إذا قال حدثنا.
فالخلاصة: أن عنعنة قتادة محمولة على الاتصال ما لم يعلم تدليسها من طريق آخر أو تدل قرينة على تدليسه كمخالفة غيره أو نكارة في المتن أو السند.
مقدمة مسلم (94)، المجروحين لابن حبان (1/ 92)، الإرشاد للخليلي (2/ 487) الإلزامات والتتبع (370) معرفة علوم الحديث للحاكم (129) معرفة السنن والآثار للبيهقي (1/ 152)، الكفاية للخطيب (412)، تهذيب الكمال (6/ 99) الميزان (5/ 466)، زاد المعاد (5/ 457)، شرح العلل لابن رجب (2/ 582)، تعريف أهل التقديس (ص43)، تهذيب التهذيب (6/ 482) هدي الساري (ص610) (3/ 315)، جامع التحصيل (254)، الإتصال والإنقطاع لإبراهيم اللاحم (ص184، 309). منهج المتقدمين في التدليس للفهد.
كتبه: محمد بن زايد الزيادي.
ـ[أم جابر]ــــــــ[14 - 11 - 10, 01:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا