تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن ابن عدي قال: " روى عنه ابن جريج أحاديث، وهو في جملة من يضع الحديث " ([163] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn163)) وهذا يبين أنها كانت أحاديث قليلة، وقد ذكرها ابن عدي.

وجاءت رواية أخرى، عن يحيى بن معين، أنه سئل عن أبي بكر السبري، فقال: ليس حديثه بشيء، قَدِم هاهنا فاجتمع الناس عليه، فقال: عندي سبعون ألف حديث، إن أخذتم عني كما أخذ ابن جريج، وإلا فلا.

قيل ليحيى: عرض؟ قال: نعم ([164] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn164)) .

وهذه الرواية، توضح طريقة تحمل ابن جريج، من أبي بكر السبري، وأنه تحمل عنه مناولة، لكن لا يلزم من ذلك، أنه روى عنه، كل تلك الأحاديث التي تحملها، فربما اختار منها ما رآه حسناً.

6 - أن أشد من تكلم في ابن جريج، هو الدارقطني، ثم كل من جاء بعده تأثر بكلامه، ونقل نفس عبارته، ومن المعروف، أن الدارقطني من المتشددين في التجريح.

قال الإمام محمد بن عبدالله الزركشي (ت794هـ): " وما سبق عند الدارقطني، عن ابن جريج، فيه تشديد " ([165] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn165)) .

وقد وصفه ابن حجر ([166] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn166)) بالتعنت.

7 - وصف الحافظ العلائي ([167] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn167)) ابن جريج، بقوله: " يكثر من التدليس " ثم صنفه من المرتبة الثانية من مراتب التدليس وهي: " من احتمل الأئمة تدليسه، وخرجوا له في الصحيح، وإن لم يصرح بالسماع، وذلك إما لإمامته، أو لقلة تدليسه في جنب ما روى،

أو لأنه لا يدلس إلاّ عن ثقة ".

فالعلائي هو أول من وصف ابن جريج بكثرة التدليس، ثم تتابع على ذلك من جاء بعده، كالعراقي، وسبط ابن العجمي، وابن حجر، والسيوطي.

لكن العجيب، أنه يضعه بعد ذلك في المرتبة الثانية، الذين احتمل الأئمة تدليسهم، للأسباب السابق ذكرها.

وابن جريج ممن تنطبق عليه هذه الأوصاف، فهو قليل التدليس كما سيأتي بيانه، وممن أخرج له البخاري ومسلم في الصحيحين، وفي مواضع منهما، لم يصرح فيها ابن جريج بالسماع، ومما لا شك فيه أنه إمام ثقة حافظ، بل مجمع على إمامته وثقته، كما سبق من أقوال العلماء فيه.

ثم جاء ابن حجر، واستفاد من كتاب العلائي، كما بين ذلك في مقدمة كتابه: " تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس " فقال:

فهذه معرفة مراتب الموصوفين بالتدليس، في أسانيد الحديث النبوي، لخصتها في هذه الأوراق لتحفظ، وهي مستمدة من جامع التحصيل، للإمام صلاح الدين العلائي شيخ شيوخنا، تغمدهم الله بواسع رحمته، مع زيادات كثيرة في الأسماء ... " ([168] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn168)) .

ثم نجد أن ابن حجر، خالف العلائي في مرتبة ابن جريج، ووضعه في المرتبة الثالثة وهم: " من أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم، إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبله " ([169] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn169)) .

والعجيب بعد ذلك، نجد أن ابن حجر، يصف ابن جريج بقلة التدليس، كما سيأتي بيانه.

8 - لقد وصف ابن جريج بكثرة تدليسه، وعند التحقيق، وجدت أنه كثير الإرسال لا التدليس؛ لأن غالب صيغ تحديثه ظاهرها الانقطاع، وليس إيهام التدليس، كما أن تدليس ابن جريج واضح وظاهر، مما جعل العلماء يميزون بين ما سمعه من فلان، وما لم يسمع. كما قال الخليلي عنه: " يدلس في أحاديث، ولا يخفى ذلك على الحفاظ " ([170] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn170)) .

كما أنه عند البحث، ترجح لي أن ابن جريج، قليل التدليس، وليس كما اشتهر عنه بأنه يكثر من التدليس، والدليل على قلة تدليسه عدة أمور:

أولاً: أن الغالب في ذلك العصر هو الإرسال وليس التدليس، ولم يكن يعرف فيهم التدليس بعد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير