بل قال ابن أبي الدم (ت642هـ): (اعلم أن الخبر المتواتر إنما ذكره الأصوليون دون المحدثين، خلا الخطيب أبابكر البغدادي، فإنه ذكره تبعا للمذكورين، وإنما لم يذكره المحدثون، لأنه لا يكاد يوجد في روايتهم، ولايدخل في صناعتهم).
وقد اعترض على ابن الصلاح بما نقله العراقي حيث قال: (وقد اعترض عليه بأنه قد ذكره: أبوعبدالله الحاكم وأبومحمد بن حزم وابوعمر ابن عبدالبر وغيرهم من أهل الحديث. والجواب عن المصنف: أنه إنما نفى عن أهل الحديث ذكره باسمه المشعر بمعناه الخاص، وهؤلاء المذكورون لم يقع في كلامهم التعبير عنه بما فسره به الأصوليون، وإنما يقع في كلامهم أنه يتواتر عنه صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، أو أن الحديث الفلاني متواتر، وكقول ابن عبدالبر في حديث المسح على الخفين: إنه استفاض وتواتر، وقد يرويدون بالتواتر: الاشتهار، لا المعنى الذي فسره به الأصوليون).
وقد بين خطأ التقسيم وأنه وارد من الأصوليين المتكلمين وأفاض في هذه المسألة أعني مسألة تفسيم الأخبار إلى مفيد للظن ومفيد للعلم الشيخ الفاضل الشريف حاتم العوني في كتابه البديع حقا (المنهج المقترح 91_158).
عبدالله العتيبي شيخنا الفاضل المسدد: عصام البشير:
بشرني الله واياه بروح وريحان في جنة الخلد.
لاتقسوا علي هداك الله.
ولي عودة لشغلي الان
عصام البشير
وفقك الله يا شيخنا هيثم
لكن ما ذكرتَه لا علاقة له بكلام الأخ العتيبي بارك الله فيه ..
فكلامك في مسألة تعارض القطعي بالظني، وهل يخصص القطعي بالظني الخ .. وهي من مباحث علم أصول الفقه.
أما الأخ العتيبي - كان الله له بإحسانه - فينكر أصل تقسيم نصوص السنة إلى قطعية وظنية ..
وهناك فرق واضح بين المسألتين ..
هيثم حمدان
وفّق الله الجميع.
كثير من الأحكام الفقهية التي خالف فيها أقوام (وبخاصة الأحناف) إنّما كان مصدرها هذا الأصل عندهم.
وآخر ما تناقشتُ فيه مع أحدهم هو: قولهم بأنّ من دخل المسجد والإمام يخطب للجمعة لا يصلي تحية المسجد.
السبب: أنّ قوله تعالى: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون" قطعي الثبوت.
والغالب على الظن أنّ الإمام يقرأ القرآن في الخطبة.
في حين الحديث ظنّي الثبوت.
والقطعي مقدّم على الظنّي عندهم!!
عصام البشير
السلام عليكم ورحمة الله
عندي بعض الملاحظات وأرجو أن يتسع صدرك لها ..
1 - تقسيم الإدراك إلى يقين وظن وشك ووهم مما لا يخالف فيه عاقل، والتشكيك في هذا التقسيم مكابرة. على أن هذه التسميات مجرد اصطلاح، ولا مشاحة فيه.
2 - الظن المذكور في الآية هو غير الظن في اصطلاح الأصوليين. وقد أقررتَ بهذا ولكن لم ترده إلا بقولك: (ما الداعي لهذا الاصطلاح اصلا؟). وهذا ليس ردا عند التحقيق، إذ لا يخلو متكلم في علوم الشرع من اعتماد مصطلحات تواضع الناس عليها ..
وأنت قد قلت - مثلا - إن الخبر ينقسم عقلا وشرعا إلى آحاد ومتواتر، وأقول: هذا اصطلاح لأهل الحديث .. فما الداعي له؟
3 - قولك: (بل ان اقسام الخبر: يقين: وهو يتفاوت) مجرد اصطلاح في مقابلة اصطلاح، فلم تأت بجديد!! إذ لي أن أقول: ما سميتَه يقينا وهو في الدرجة الدنيا عندك، أسمسه أنا ظنا .. فكان ماذا؟!!
4 - لو صغت كلامك حول مسألة (إفادة حديث الآحاد الظن) وناقشت ذلك، لكان أولى من التعلق بإنكار المصطلح من أصله .. علىأن هذه المسألة مطروقة جدا وقد أفاض فيها أئمة السنة قديما وحديثا ..
5 - سؤال: هل لك سلف في ما ذكرته هنا؟ وهل قرأت كلام شيخ الإسلام لما فصل في حديث الآحاد وقال إنه يفيد اليقين إذا احتفت به القرائن؟ فهل هو على منهج المتكلمين في هذه المسألة؟
6 - سؤال: الحديث إذا اختلف أهل العلم في درجته بين مصحح ومضعف .. هل نثبت به عقيدةً؟
أحسن الله إليك
السلام عليكم ..
عبدالله العتيبي ان من اعظم ما هدمت به السنة، وردت به الاحداديث، هو ما جلبه لنا اهل الكلام من اهل الاصول وغيرهم، وفي كتاب ربنا وسنة نبينا غنى عما احدثه المحثون،
ان مما لا خلاف فيه عقلا ولا شرعا تقسيم الاخبارالى آحاد ومتواتر.
الا ان تقسيم الاحاديث الصحيحة الثابته لاخبار قطعية وظنية، اي ان الاخبار التي هي آحاد ظنية، والمتواتر قطعي، هذا تقسيم فاسد قاله المتكلمون ثم جرى علي هذا كثير من علماء اهل السنة.
واحدث بناء على هذا التقسيم ان خبر الاحاد غير مقبول في العقيدة، ثم تشدد بعض اهل البدع وردوه مطلقا الا بقرائن تفيد القطع،
ان الله جل وعلى يقول الله جل (اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم).
(ان الظن لا يغني من الحق شيئا)
وهل تكون احكام الدين من باب الظن.
قد يقال: ان هذا الظن الذي اراده الاصوليون ليس هو الظن المراد في الشرع!!.
قيل: ما الداعي لهذا الاصطلاح اصلا؟.
ان ما جرى عليه كثير من اهل الاصول، وادخله كثير منهم في علوم المصطلح، هو مما لا طائل تحته، وما هذا التقسيم الا من باب تذرع اهل البدع لرد السنه، ومن باب توسيع علم لا يضر جهله ولا ينفع علمه، اذا علمنا ان كل ما صح فهو دين.
فهذا التقسيم لا يعضده شيء من القرآن والسنة واقوال الصحابة.
بل ان اقسام الخبر:
يقين:
وهو يتفاوت:
فكل خبر صحيح ولو غريب فهو يقين:
واليقين يتفاوت كما قال جل وعلى (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسؤلن ... الاية).
وهذا هو الدين كله ((((((ولا ندين الله الا به)))))))
وخبر ظني: وهو ليس من قسم الصحيح وليس هو الذي اراده الاصوليون ولا اهل الاصطلاح، وهو متوقف فيه، واتباعه بلا تثبت اتباع للظن والظن لا يغني من الحق شيئا.
قد يروق قولي هذا لمشائخي الفضلاء منهم شيخنا العالي و ذوالقدم العالي ذو المعالي.
وشيخنا الجليل الموفق الصارم المنكي.
فحي هلا بالنقاش والطرح لجميع الاخوة