[بحثي في الأعمش وتدليسه.]
ـ[الزيادي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 03:57 ص]ـ
الأعمش: هو سليمان بن مهران، الأسدي، الكاهلي مولاهم، أبو محمد، الكوفي، مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين ومائة.
- قال عبد الله داود الخريبي: سمعت شعبة إذا ذكر الأعمش قال: المصحف المصحف.
- قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: ليس في المحدثين أثبت من الأعمش.
- قال العجلي: كان ثقة ثبت في الحديث.
قلت: وقد وصف بأمرين اثنين:
(1) الإرسال:
- قال ابن معين: كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل.
- قال البخاري: الأعمش لم يسمع من ابن بريدة.
- قال أبو زرعة: لم يسمع الأعمش من عكرمة شيئاً ولا من ابن سيرين ولا من سالم بن عبد الله.
(2) التدليس:
- قال أبو حاتم: الأعمش قليل السماع من مجاهد وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس.
- قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبو إسحاق وقتادة.
- قال يعقوب بن سفيان: وأبو إسحاق رجل من التابعين وهو ممن يعتمد عليه الناس في الحديث هو والأعمش إلا أنهما وسفيان يدلسون، والتدليس من قديم.
- قال ابن حبان: الجنس الثالث: الثقات المدلسون الذين كانوا يدلسون في الأخبار مثل قتادة ويحيى بن أبي كثير والأعمش وأبو إسحاق وابن جريج وابن إسحاق والثوري وهشيم ومن أشبههم ممن يكثر عددهم من الأئمة المرضيين وأهل الورع في الدين كانوا يكتبون عن الكل ويروون عمن سمعوا منه، فربما دلسوا عن الشيخ بعد سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم، فما لم يقل المدلس وإن كان ثقة حدثني أو سمعت، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.
- قال يعقوب بن شيبة: ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي ابن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات.
- قال ابن معين: لم يسمع الأعمش من أبي السفر إلا حديثا واحداً.
- قال البزار: لم يسمع من أبي سفيان شيئاً، وقد روى عنه نحو مئة حديث، وإنما هي صحيفة عرفت.
- قال أبو الفتح الأزدي: ولا تقبل تدليس الأعمش لأنه إذا وقف أحال على غير ثقة إذا سألته عمن هذا؟ قال: عن موسى بن طريف وعباية بن ربعي.
- قال ابن جرير الطبري: إن الأعمش عندهم مدلس، ولا يجوز عندهم من قبول خبر المدلس إلا ما قال فيه حدثنا أو سمعت وما أشبه ذلك.
- قال ابن حجر: وكان يدلس وصفة بذلك الكرابيسي والنسائي والدارقطني وغيرهم.
- قلت: لا شك أنه مدلس لكن يعنى ذلك رد جميع مروياته التي لم يصرح فيها بالسماع؟
- قبل الإجابة أقدم بالمقدمات التي قدمتها في تدليس قتادة. (بحث موجود في الملتقى).
- وأقول: هناك رويات عن الأعمش تحمل على الاتصال.
- رواية شعبة عن الأعمش.
- قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة.
- رواية يحيى بن سعيد القطان عنه.
- قال ابن حجر: والقطان لا يحمل من حديث شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم، صرح بذلك الإسماعيلي.
- رواية حفص بن غياث عنه.
- قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قلت له (يعني حفص بن غياث) ما لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلان عن فلان، ليس فيه حدثنا ولا سمعت؟ قال: فقال: حدثنا الأعمش قال سمعت أبا عمار عن حذيفة يقول ............
- وذكر حديثا آخر مثله، وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع ا. هـ
- وقد نقل ابن حجر عن أبي الفضل بن طاهر ـ ووافقه ـ أن حفص بن غياث يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه، وأن البخاري اعتمد عليه في ذلك.
- روايات للأعمش عن شيوخه تحمل على الإتصال.
- قال يحيى بن سعيد القطان في الأعمش: أحاديثه عن عمارة يعنى ابن عمير ومالك بن الحارث وخيثمة ـ يعني ابن عبد الرحمن ـ كلها صحاح.
- قال الذهبي في الأعمش: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال حدثنا، فلا كلام، ومتى قال: عن، تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم، كإبراهيم النخعي وأبي وائل وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال ا. هـ
- قلت: وأما سائر رواياته المعنعنة فهل تحمل على الانقطاع أم الاتصال، الأرجح أنها محمولة على الاتصال ما لم يثبت في حديث بعينه أنه دلسه أو تدل قرينة على تدليسه كالإختلاف في السند أوالمتن أو نكارة
وهذا صنيع الأئمة الكبار كأبي حاتم.
- قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه الحسن بن عمرو الفقيمي وفطر والأعمش كلهم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، رفعه فطر والحسن ولم يرفعه الأعمش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من يقطع فيصلها قال أبي: الأعمش أحفظهم، والحديث يحتمل أن يكون مرفوعاً وأنا أخشى أن لا يكون سمع الأعمش من مجاهد أن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس.
قلت: فأبو حاتم هنا لم يجزم بتدليس الأعمش مع أنه لم يصرح بالسماع وقد خالف غيره وهو قليل السماع من مجاهد فلم يسمع منه إلا عشرة أحاديث.
- قال يعقوب بن سفيان: حديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقال الحجة.
قلت: ومعنى هذا أن الأصل قبول روايته بأي صيغة كانت حتى يتبين أنها مدلسة بروايات أخرى.
- قال: أبو داود: سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل فيه: حدثني أو سمعت؟ ققال: ا أدري فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟ قال: يضيق هذا ـ أي إنك تحتج به. ا. هـ
قلت (الزيادي): وقد أشار أبو زرعة إلى قلت تدليس الأعمش فقال: الأعمش ربما دلس.
سؤالات أبي داود (ص 199)، المعرفة والتاريخ (2/ 633)، (2/ 637) تهذيب الآثار (3/ 61)، العلل لابن أبي حاتم (1، 14)، (2/ 210) المجروحين (1/ 92)، معرفة السنن والآثار (1/ 86)، تاريخ بغداد (8/ 198)، الكفاية (ص400)، تهذيب الكمال (3/ 300)، ميزان الاعتدال (3/ 315)، تحفة التحصيل (ص134)، إكمال تهذيب الكمال (6/ 94)، تهذيب التهذيب (3/ 506)، التقريب (ص 414)، تعريف أهل التقديس (ص 33)، فتح الباري (1/ 413)، هدي الساري (ص562).
كتبه: محمد بن زايد الزيادي العتيبي.
¥