شيئاً لأن الثقات إذا رووا عنه فهو مستقيم الحديث إلا أن يروى عنه
ضعيف فيكون قد أتي من قبل الضعيف لا من قبله، ولم يمتنع الأئمة
من الرواية عنه، وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنه ثقة
في صحاحهم وهو أشهر من أن احتاج أن أخرج له شيئاً من حديثه
وهو لا بأس به.
? وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من علماء زمانه بالفقه
والقرآن، وكان جابر بن زيد يقول: عكرمة من أعلم الناس ولا يجب لمن شم رائحة العلم أن يعرج على قول يزيد بن أبي زياد – يعني المتقدم – لأن يزيد بن أبي زياد ليس من يحتج بنقل مثله، لأن من المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح قال: وعكرمة حمل عنه أهل العلم الحديث والفقه في الأقاليم كلها، وما أعلم أحداً ذمه بشيء إلا بدعابة كانت فيه.
? قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني: وأما حال
عكرمة مولى ابن عباس – رحمه الله – في نفسه فقد عدله أئمة من
نبلاء التابعين ومن بعدهم وحدثوا عنه واحتجوا بمفاريده في
الصفات والسنن والأحكام، روى عنه زهاء ستمائة رجل من أئمة
البلدان فيهم زيادة على سبعين رجلاً من خيار التابعين ورفعائهم
وهذه منزلة لا تكاد توجد لكبير أحد من التابعين إلا لعكرمة مولى ابن
عباس رحمة الله عليه، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسكوا عن
الرواية عنه ولم يستغنوا عن حديثه مثل يحيى بن سعيد الأنصاري
ومالك بن أنس وأمثالهما رحمهم الله.
وكل يتلقى حديثه بالقبول ويحتج به، قرناً بعد قرن، وإماماً بعد إمام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح، وميزوا ثابت الحديث من سقيمه، وخطئه من صوابه وخرجوا رواته: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن شعيب، رحمة الله عليهم أجمعين، فأجمعوا على إخراج حديثه واحتجوا به، على أن مسلم بن الحجاج كان أسوأهم رأياً فيه، فأخرج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح وعدله بعدما جرحه. اهـ
قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي: قد أجمع عامة أهل العلم على الإحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبو ثور ويحيى بن معين، ولقد سألت إسحاق بن راهوية عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال لي: عكرمة عندما إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه قال: وحدثنا غير واحد: أنهم شهدوا يحيى بن معين – وسأله بعض التابعين عن الاحتجاج بحديث عكرمة – فأظهر التعجب.
وأثنى عليه جابر بن زيد أبو الشعثاء وسعيد بن جبير وأبو أمامة سهل بن حنيف والشعبي وقتادة وعمرو بن دينار والثوري وابن المديني.
قلت (الزيادي): هو ثقة ثبت. لذلك قال ابن حجر: ثقة ثبت عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة.
تهذيب الكمال (5/ 209)، تهذيب التهذيب (5/ 630)، التقريب
(ص 687)، هدي الساري (ص 597)، جزء فيه ذكر حال عكرمة للإمام المنذري.
كتبه: محمد بن زايد الفقيه الزيادي النفيعي البرقاوي العتيبي.
ـ[أبو إلياس الرباطي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 02:34 م]ـ
هو عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، مكي تابعي ثقة بريء مما يرميه الناس به من الحرورية، أحد التابعين والمفسرين المكثرين والعلماء الربانيين والرحالين الجوالين، صنفه ابن سعد في الطبقه الثانية من التابعين. ومات ابن عباس وهو عبد فاشتراه خالد بن يزيد ابن معاوية من علي بن عبد الله بن عباس بأربعة آلاف دينار فبلغ ذلك عكرمة فأتى عليا فقال بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار فراح علي إلى خالد فاستقاله فأقاله فأعتقه.
عاش عكرمة بين مكة والمدينة ولم يثبت أنه تركهما إلا إلى خرسان، وقال ابن كثير: طاف عكرمة البلاد ودخل إفريقية واليمن والشام والعراق وخراسان وبث علمه هنالك.
الصحابة الذين تعلم على أيديهم:
كانت فرصة عكرمة كبيرة في العلم، فكان مولى عبد الله بن عباس حبر الأمة وهذه الفرصة أتاحت له التعلم حتى صار من علماء التابعين، وكان عكرمة يقول: كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل ويعلمني القرآن والسنن، ورغم أنه كان مولى ابن عباس إلا أنه لم يكتف بالتعلم على يديه؛ بل تعلم على يد كثير من الصحابة ونهل من علمهم فقد روى عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة ونهل من علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
¥