تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان سفيان الثوري يقول: خذوا المناسك عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة، وقال أيضًا: خذوا التفسير عن أربعة سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك.

أهم ملامح شخصيته:

العلم:

بلغ عكرمة مولى ابن عباس في العلم درجة كبيرة، وعده قتادة من أعلم التابعين فعنه قال: أعلم التابعين أربعة: كان عطاء أعلمهم بالمناسك وكان سعيد بن جبير أعلمهم بالتفسير وكان عكرمة أعلمهم بسيرة النبي وكان الحسن أعلمهم بالحلال والحرام".

ومما يدل على غزارة علمه ما رواه معمر عن أيوب قال: كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة إلى أفق من الآفاق. فإني لفي سوق البصرة إذا رجل على حمار .. فقيل لي: عكرمة!! فاجتمع الناس إليه، فقمت إليه فما قدرت على شيء أسأله، ذهبت مني المسائل فقمت إلى جنب حماره فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ. وقال ابن كثير: وكان أحد أوعية العلم وقد أفتى في حياة مولاه ابن عباس.

سرعة البديهة:

عن أيوب سمعت رجلا قال لعكرمة فلان قذفني في النوم قال: اضِرب ظله ثمانين.

تفنيد شبه:

1ـ رميه بالكذب.

2ـ الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج.

3ـ القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأمراء.

احتج به البخاري وأصحاب السنن، وتركه مسلم فلم يخرج له سوى حديث واحد في الحج مقرونا بسعيد بن جبير؛ وإنما تركه مسلم لكلام مالك فيه، وقد تعقب جماعة من الأئمة ذلك وصنفوا في الذب عن عكرمة: منهم أبو جعفر بن جرير الطبري، ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عبد الله بن منده، وأبو حاتم بن حبان، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهم. فأما أقوال من ضعفه فمدارها على ثلاثة أشياء: على رميه بالكذب، وعلى الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج، وعلى القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأمراء، فهذه الأوجه الثلاثة يدور عليها جميع ما طعن به فيه. فأما البدعة: فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه لأنه لم يكن داعية مع أنها لم تثبت عليه، وأما قبول الجوائز: فلا يقدح أيضا إلا عند أهل التشديد وجمهور أهل العلم على الجواز كما صنف في ذلك بن عبد البر، ولقد أثني عليه علماء عصره فقال محمد بن فضيل عن عثمان بن حكيم: كنت جالسًا مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف إذ جاء عكرمة فقال: يا أبا أمامة أذكرك الله هل سمعت ابن عباس يقول ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي؟ فقال أبو أمامة: نعم، وهذا إسناد صحيح. وقال يزيد النحوي عن عكرمة: قال لي ابن عباس انطلق فافت الناس. وحكى البخاري عن عمرو بن دينار قال: أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل عن عكرمة فجعلت كأني أتباطأ فانتزعها من يدي وقال: هذا عكرمة مولى ابن عباس هذا أعلم الناس. وقال الشعبي: ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة. وقال حبيب بن أبي ثابت: مر عكرمة بعطاء وسعيد بن جبير فحدثهم، فلما قام قلت لهما تنكران مما حدث شيئا قالا: لا. وقال أيوب: حدثني فلان قال: كنت جالسًا إلى عكرمة وسعيد بن جبير وطاووس وأظنه قال: وعطاء في نفر فكان عكرمة صاحب الحديث يومئذ وكأن على رؤوسهم الطير. فما خالفه أحد منهم إلا أن سعيدًا خالفه في مسألة واحدة، قال أيوب: أرى ابن عباس كان يقول القولين جميعًا. وقال حبيب أيضًا: اجتمع عندي خمسة طاووس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء فأقبل مجاهد وسعيد يلقيان على عكرمة المسائل فلم يسألاه عن آية إلا فسرها لهما، فلما نفد ما عندهما جعل يقول: نزلت آية كذا في كذا ونزلت آية كذا في كذا. وقال ابن عيينة كان عكرمة إذا تكلم في المغازي فسمعه إنسان قال: كأنه مشرف عليهم يراهم.

وفاته:

مات عكرمة بالمدينة سنة خمس ومائة وهو ابن ثمانين سنة. وكان موته هو وكثير عزة - وهو من شعراء ذلك العصر- في يوم واحد فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس.

المصادر:

فتح الباري - الثقات لابن حبان - صفة الصفوة - البداية والنهاية ..

ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[30 - 05 - 09, 02:56 م]ـ

في النفح الشذي لابن سيد الناس اليعمري بحث مطول عن عكرمة مولى ابن عباس تجده في كتاب الطهارة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير