[تحقيق حديث افتراق الامة]
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:57 م]ـ
تحقيق حديث افتراق الأمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا, من يهدى الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادى له ,ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد إن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
إما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.
وبعد:
فقد شك البعض فى صحة هذا الحديث سنداً بل ومتناً, فأحببت ان أبين صحته مع نقل بعض أقوال العلماء فيه لتعم الفائدة ويزيد الخير, ولا شك ان الحديث صحيحاً فأن الاختلاف صفة فى الخلق جميعاً لا تنفك عنهم ولا ينفكون عنها, ونحن نعلم ان (الاختلاف يعنى وجود رأى واحد على الصواب) وما دونه غير ذلك وستنفع هذه القاعدة لرد شبهة فى زيادة الحديث (كلها فى النار الا واحدة) والله اعلم.
وأخيراً فما كان من خطأ أو سهوا فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان ونسأل الله الثوب المغفرة وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه, والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
*أولاً التخريج:
أخرجه الترمذى (641, 2640) ,وأخرجه أبو داود فى السنن (4596, 4597) ,وابن ماجة فى السنن (3991, 3992, 3993) ,وأخرجه بن حبان فى الصحيح (6247) ,وأخرجه البيهقى فى السنن (20690) ,والحاكم فى المستدرك (10, 441, 442, 443, 444, 445, 8325) ,وأخرجه الدارمي فى السنن (2518) ,وأخرجه الإمام احمد فى المسند.
قال السخاوى فى المقاصد الحسنة (حديث: تفرق الأمة، أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح. وابن ماجه عن أبي هريرة رفعه: افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول اللَّه؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي، وهو عند ابن حبان والحاكم في صحيحهمابنحوه، وقال الحاكم: إنه حديث كبير في الأصول، وقد روي عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وعوف بن مالك. قلت: وعن أنس، وجابر، وأبي أمامة، وابن عمر، وابن مسعود، وعلي، وعمرو بن عوف، وعويمر أبي الدرداء، ومعاوية، ووائلة، كما بينتها في كتابي في الفرق، وأودع الزيلعي في سورة الأنعام من تخريجه من ذلك جملة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
*ثانياً التحقيق:
*أولاً: الطرق الصحيحة:
(1) حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة.
(الترمذى).
قلت: اسناده حسن رجاله كلهم ثقات والحسين بن حريث هو الخزاعى ثقة كما فى التقريب, ومحمد بن عمرو هو بن علقمة بن وقاص الليثى صدوق حسن لا بأس به واقوال العلماء فيه متقاربة من حيث التحسين والله اعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ (2) حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقةً". (أبو داود).
قلت: اسناده حسن: رجاله كلهم ثقات ووهب بن بقية هو بن عثمان الواسطي أبو محمد ثقة كما فى التقريب, وخالد هو بن عبد الله الواسطى ثقة صحيح الحديث كما فى الجرح والتعديل لابن ابى حاتم وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث كما بينا والله اعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
¥