تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإنما يريدون به ـ فيما أُرجِّحُ، واللَّه أعلم ـ أنَّ التساهلَ إنما هو في الأخذِ بالحديث الحسنِ الذي لم يصل إلى درجة الصِّحةِ؛ فإن الاصطلاح في القرقةِ بين الصحيح والحسنِ لم يكن في عصرهم مستقرًّا واضحاً؛ بل كان أكثرُ المتقدِّمين لا يصفُ الحديث إلا بالصحةِ أو الضعفِ فقط)).

قال الشيخ الألبانيُّ ـ رحمه اللَّه ـ في المصدر السالف ذكره وبموضعه:

((وعندي وجه آخر في ذلك: وهو أن يُحملَ تساهلهم المذكور على روايتهم إيَّاها مقرونة بأسانيدها ـ كما هي عادتهم ـ هذه الأسانيد التي بها يمكن معرفةَ ضعف أحاديثها، فيكون ذكر السند مُغنياً عن التصريح بالضعفِ، وأمَّا أن يرويها بدون أسانيدِها، كما هي طريقة الخلفِ، ودون بيان ضعفِها، كما هو صنيع جمهورِهِم، فهم أجلُّ وأتقى للَّهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ من أن يفعلوا ذلك، واللَّه تعالى أعلم.

وقال في ((السلسلة الضعيفة)) [2/ 52] حكماً عاما على هذه المسألة قريباً مما تقدم:

((ولا يُرَدُّ هنا ما اشتهر من القولِ بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمالِ، فإن هذا محلُّه فيما ثبت مشروعيته بالكتاب أو السنة الصحيحة، وأما ما ليس كذلك فلا يجوز العمل فيه بالحديث الضعيف؛ لأنه تشريعٌ، ولا يجوز ذلك بالحديثِ الضعيف؛ لأنه لا يفيد إلاَّ الظنَّ المرجوحَ اتفاقاً، فكيف يجوز العمل بمثله؟!.

فلينتبه لهذا من أراد السلامةَ في دينه؛ فإن الكثيرين عنه غافلون)).

وقال في ((السلسلة الضعيفة)) [7/ 240]: ((لا يصلح في ((فضل قزوين)) حديثٌ؛ بل غالبها باطلٌ موضوعٌ .. ولا تغترَّ بفعل (أو بفضل: هكذا) المؤلفين في فضلها؛ فإنهم يتساهلون في روايةِ أحاديثَ الفضائلِ، وبعضهُم يُؤلِّف الكتبَ لبيان ضعفها ووهائها، وهذا مما يُشكرونَ عليه، لولهم المثوبة عند اللَّهِ ـ تبارك وتعالى. انتهى.

وقال في ((حاشية اختصار علوم الحديث)) [1/ 278]:

((وأما العمل بالحديث الضعيف في الفضائل، فقد نقل النوويُّ الاتفاقَ على جواز العملِ به، ودفعه القاري في ((شرح الشمائل)) قال: ((لأن الضعيف يُعملُ به فضائل الأعمال المعروفة في الكتاب والسنة، لكن لا يُستدلُّ به إثبات الخصلةِ المستحبِّةِ))

قال الشيخ اللبانيُّ: وهذا من دقيق فهمه ـ رحمه اللَّه تعالى ـ. انتهى.

وقد ابتدأنا بالكلام على نقل الإمام النوويِّ ـ رحمه اللَّه ـ الاتفاق على جواز العمل بالحديث الضعف في الفضائل وفي الترغيب والترهيب والردَّدُّ، وبه قد ختمنا. نسأل اللَّه ـ جلَّ وعلا ـ أن يغفر لنا جهلنا وتقصيرنا، وأن يتداركنا برحمته، لإنَّه ولي ذلك والقادرُ عليه.

ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 07 - 07, 11:16 م]ـ

بارك الله فيك أخي ,. ولي عودة حتى تنتهي الإمتحانات (نسألكم الدُعاء)

ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[16 - 07 - 07, 11:58 م]ـ

وفقَّك اللَّه أخي الحبيب ((أبا شهيد)) وجعلك ممَّن يتفوَّق في امتحان الآخرة كما نسأله تعالى أن يجعلك ممَّن يتفوَّق في امتحان آخر العام، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وبالإجابة جدير، ونلقاك على خيرٍ، والسلام،،،.

ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:35 ص]ـ

- -

- أخي الحبيب ابن رباح ـ علَّمني اللَّهُ وإيَّاك ـ:

أقول لك هل درستَ هذه المسألةَ دراسةً جيدةً متأنية؛ فخلصت بذلك أم هو مجرد سماع فقط كما ظهر في كلامك ـ أعزك اللَّه ـ؟

وسأتناول مطالبك مطلباً مطلباً مُبَيِّناً لها ومفنِّدا.

فسأنقلُ لك من كلامِ شيخِ المحدِّثين وحسنةِ الأيامِ العلاَّمةِ الهُمَامِ، أسدِ السُّنَّة أبي عبد الرحمن محمد بن ناصر الدين الألباني ـ رحمه اللَّه، وأجزل له المثوبة والعطاء ـ، فللشيخ ـ رحمه اللَّه ـ كلام كثير مثناثر في ثنايا كتبه العظيمة يسَّر اللَّه تعالى جمعَه، وسنذكر ما يفيدنا تباعاً بمشيئته تعالى.

- المطلبُ الأول: قولك بأن سمعت أن النوويَّ قد نقل إجماع العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل وفي غيرها.

- الجواب: نعم، الإمام النوويُّ ـ رحمه اللَّه ـ هل هو بالفعل نقل إجماع أهل العلم قاطبة أم هناك خرقاً لهذا الإجماع فيصير كأنه ما كان؟

فمن قال بالجواز فله اجتهادات هو يراها صحيحةً عنده، ولكل وجهة هو مولِّيها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير