وقال في تاريخ الإسلام: وكان صاحب حديث وحفظ ورحلة
وقد روى الحافظين ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم تفسير عبد الرزاق من طريقه.
وما أظنه يخفى عليكم شرط ابن أبي حاتم في تفسيره.
بعد هذه المقدمة أقول:
لما قلت أن رجال الأثر ثقات أثبات، كان قصدي أولا من بعد الحسن بن يحيى لعلمي أنه مجرد راوي كتاب في هذه النسخة أي تفسير عبد الرزاق، ولا يخفى عليك بإذن الله الفرق بين رواية الكتاب ورواية المسموعات.
انظر ـ رعاك الله ـ هذه النقول:
قال الحافظ العراقي: قد احتج بإسحاق بن إبراهيم الدبري أبو عوانه في صحيحه وغيره، وكأن من احتج به لم يبال بتغيره (أي بتغير عبد الرزاق) لكونه إنما يحدث من كتبه لا من حفظه.
وقال السخاوي: قد احتج به (أي بإسحاق الدبري) أبو عوانة في صحيحه، وكذا كان العقيلي يصحح روايته، وأدخله في الصحيح الذي ألفه، وأكثر عنه الطبراني، وقال الحاكم: قلت للدارقطني: أيدخل في الصحيح؟ قال: إي والله. وكأنهم لم يبالوا بتغير عبد الرزاق لكونه إنما حدثه من كتبه لا من حفظه قاله العراقي.
وقال شيخنا (أي الحافظ ابن حجر): المناكير الواقعة في حديث الدبري إنما سببها أنه سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه، فما يوجد من حديث الدبري عن عبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا أن صحف وحرف.
وقد جمع القاضي محمد بن أحمد بن مفرج القرطبي الحروف التي أخطأ فيها الدبري وصحفها في مصنف عبد الرزاق، إنما الكلام في الأحاديث التي عند الدبري في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حال اختلاطه،
انتهى النقل من السخاوي بواسطة كتاب " معجم المختلطين "
فاتضح من هذا النقل إن رواية المصنفات لا يتأتي فيها الحكم بالاختلاط على الراوي أو الضعف.
فلو أنك أخي عبد الله أردت أن تخرج وتحقق أحاديث المصنف لعبد الرزاق أو تفسيره، فهل ستقول في كل إسناد أن إسناده ضعيف لأن راوي الكتاب ضعيف أو أن راويه قد روى عن مصنفه بعد الاختلاط. ما أظنك تجرؤ!
فهذا كان قصدي لما قلت أن الإسناد: رجاله كلهم ثقات أثبات فإن أخطأت فمني ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله وحده ـ سبحانه وتعالى ـ
غفر الله لي ولك، وآسف جدا على الإطالة التي أرجو أن تكون مفيدة.
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:58 م]ـ
إضافة فيها فائدة:
قال ابن جرير الطبري في تفسيره: ثنا موسى بن هارون الهمداني ثنا عمرو بن حماد القناد. .. .
علق عليه أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ قائلا: شيخ الطبري لم أجد له ترجمة، ولا ذكرا في شيء مما بين يدي من المراجع، إلا ما يرويه عنه الطبري أيضا في تاريخه، وهو أكثر من خمسين موضعا في الجزءين الأول والثاني منه، وما بنا من حاجة إلى ترجمته من جهة الجرح والتعديل، فإن هذا التفسير الذي يرويه عن عمرو بن حماد، معروف عند أهل العلم بالحديث، وما هو إلا راوية كتاب، لا رواية حديث بعينه.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:14 م]ـ
أطلت الكلام بارك الله فيك
أولاً أنت نفسك فرقت بين المكتوب والمروي سماعاً
فرواية الحسن بن يحيى قد يكون كرواية الدبري
يقبل منها ما في المصنف لأنه مقابل ومعتمد
وما هو خارجه فيه مناكير
وعبدالرزاق بالذات ينبغي النظر إلى متون الأحاديث التي يرويها لما فيها من المناكير في مناقب الآل
ومثالب غيرهم
وابن أبي حاتم تشدده ليس على اطلاقه بل يكاد محصوراً في شيخه
فقد روى أحاديث بسلسلة العوفيين المعروفة بالضعف
ومن لم يابه باختلاط عبدالرزاق انتقده الحفاظ وإلا فالإئمة قد نصوا على وجود المناكير في أخبار عبدالرزاق بعد الإختلاط
بل وصف بانه تلقن أحاديث وهذا من أشد الضعف
وأنت وصفت ابن أبي الربيع بالثبت وهذا خطأ
فهناك بين الثبت والحافظ
فالحفظ وصف متعلق بسعة الرواية
والتثبت وصف متعلق باتقان الرواية
لذا ينبغي أن تجزم بخطئك
بارك الله فيك
وأنا شاكرٌ لك أدبك في الحوار
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:46 م]ـ
أخي افاصل:
وفقك الله للخير دائما!
لعلك قرأت كلامي بصورة سريعة دون تمعن أو لعل الإطالة في الكلام جعلك لا تنتبه لكلامي.
أولا: لقد شكرتك على تعقيبك وإفادتك.
ثانيا: لقد قلت أن كلامي منصب على من بعد الحسن بن يحيى لآنه إنما هو راوي كتاب التفسير عن الإمام عبد الرزاق. فأنك لو ترجع إلى تفسبر عبد الرزاق المطبوع في الرشد لوجدت في بداية الأسانيد ثنا الحسن بن يحيى.
ثم إن رواية تفسير عبد الرزاق عند ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري هو من طريق الحسن بن يحيى
فهو راوية كتاب فقط.
ثم قولك إن تشدد ابن أبي حاتم إنما هو في شيوخه، أقول غفر الله لك والحسن بن يحيى هو من شيوخ الإمام ابن أبي حاتم في تفسيره.
وتقول: لابد أن تجزم بخطئك
أقول لقد بينت مقصود كلامي، ولكن إذا كان يرضيك أن أجزم بخطئي
فها أنا أقول أني أخطأت في تعميم الوصف بأن رجال الأثر ثقات أثبات.
ولكنك لم تجب على سؤالي:
الحديث أو الأثر في تفسير عبد الرزاق بماذا تحكم عليه؟ هل تقول أنه حسن لآن راوي الكتاب صدوق فقط.
وهكذا أحاديث وآثار المصنف لما تحكم عليها هل تقول إنها حسنة لأن راوي المصنف هو الدبري وهو صدوق أو تقول أنها ضعبفة لآنه روى عنه بعد الاختلاط.
غفر الله لي ولك وهداني وإياك طريق الحق والصواب
¥