تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ شمسالدين ابن القيم رحمه الله:

" وفي صومه صلى الله عليه وسلمشعبان أكثر من غيره ثلاث معان: أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر , فربما شغل عنالصيام أشهرا , فجمع ذلك في شعبان , ليدركه قبل صيام الفرض. الثاني: أنه فعلذلك تعظيما لرمضان , وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيما لحقها. الثالث: أنه شهرترفع فيه الأعمال , فأحب صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم ". (تعليقاتالحافظ ابن قيم الجوزية).ولعل الوجه الثالث الذي ذكره ابن القيم –رحمه اللهتعالى-هو الأقرب-والله تعالى أعلم- لحديثأسامة بن زيد-رضي اللهعنه- قال: «قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوممن شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيهالأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» * ( http://www.aqsasalafi.com/vb/newreply.php#_ftn2) سنن النسائي وخرجه الألباني-رحمه الله تعالى- فيالسلسلة الصحيحة. ثم وجدت شيخ الإسلام ابن تيمية أشارإلى ذلك في " الفتاوى الكبرى" قال: " والأولى في حكمة ذلك ما أشار إليه الخبر الصحيح عنأسامة قلت: {يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال ذاك شهريغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أنيرفع عملي وأناصائم} " اهالأحاديث الواردة فينهيه-صلى الله عليه وسلم-عن صيام النصف الأخير منشعبان: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد قال قدم عباد بن كثير المدينة فمال إلى مجلس العلاء فأخذ بيده فأقامه ثم قال اللهم إن هذا يحدث عن أبيه عن أبيهريرة-رضي الله عنه-: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا انتصفشعبان فلاتصوموا» صحيح أبي داود. وعنه-رضي الله عنه- قال: «قال رسولالله صلى الله عليه وسلم إذا كان النصف منشعبان فلا صوم حتى يجيءرمضان» صحيح ابن ماجه." قيل هذا لمن يخاف عليه أن يضعف من إكثارالصيام وإلا فلا نهي وقيل النهي لمن يريد بذلك الكثير في عدد رمضان ونحوه". (شرحسنن ابن ماجه للسندي).وعنه-رضي الله عنه-قال: «قال رسولالله صلى الله عليه وسلم إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا» صحيحالترمذي. قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح لا نعرفه إلامن هذا الوجه على هذا اللفظ ومعنى هذاالحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطرا فإذا بقي منشعبان شيء أخذ في الصوم لحال شهررمضان وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشبه قولهم حيث قال صلى الله عليه وسلم لا تقدموا شهررمضان بصيام إلا أن يوافق ذلك صوماكان يصومه أحدكم وقد دل في هذا الحديث أنما الكراهية على من يتعمدالصيام لحالرمضان. الجمع بين هذهالأحاديث: ذهب بعض أهل العلم إلى عدم تعارض هذهالأحاديث واختاروا الجمع بينها-وهو الحق إن شاءالله-:قال الحافظ في الفتح: " قال القرطبي لا تعارض بين حديثالنهي عن صوم نصف شعبان الثاني والنهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين وبين وصالشعبان برمضان والجمع ممكن بأن يحمل النهي على من ليست له عادة بذلك ويحمل الأمر علىمن له عادة حملا للمخاطب بذلك على ملازمة عادة الخير حتى لا يقطع انتهىملخصا". وأورد ابن القيم-رحمه الله تعالى-قول الذين صححوا حديثالعلاء "قالوا: وأما ظن معارضته بالأحاديث الدالة على صيام شعبان , فلا معارضة بينهما , وإن تلكالأحاديث تدل على صوم نصفه مع ما قبله وعلى الصوم المعتاد في النصف الثاني , وحديثالعلاء يدل على المنع من تعمد الصوم بعد النصف , لا لعادة , ولا مضافا إلى ما قبله , ويشهد له حديث التقدم ". (تعليقات الحافظ ابن قيمالجوزية)." قال ولا تعارض بين هذا وبين ما جاء من النهي عن تقدمرمضان بصوم يوم أو يومين وكذا ما جاء من النهي عن صوم نصف شعبان الثاني فإن الجمعبينهما ظاهر بأن يحمل النهي على من لم يدخل تلك الأيام في صيام اعتادهانتهى". (تحفة الأحوذي بشرح جامعالترمذي).وعصارة كلام أهل العلم في جمعهم بينالأحاديث الواردة في صوم شعبان: أن صوم النصف الأخير من شعبان منهي عنه إلا من وافقعادة له كصوم يوم الاثنين والخميس أو صيام داود أو قضاء أونذر. ويقوي هذا القول حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قالرسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كانيصوم صومافليصمه» صحيح مسلم. قال الشيخالألباني-رحمه الله تعالى-عند شرحه لكتابالصيام من بلوغ المرام: " يقول" لا تقدموارمضان بصوم يوم ولا يومين" هل هذا النهي على إطلاقه؟ يقول الرسول-صلى الله عليهوسلم-جوابا على هذا السؤال: «إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه» هذا الاستثناء يوضح القول السابق, إنما هو خاص بمن يتعمد التقدم بين يدي رمضان يصوم يوم أو يومين؛ أما انسان آخر لهنظام من الصيام, مثلا أن يكون من عادته اتباع السنة المعروفة أن يصوم من كل أسبوعيوم الاثنين, ويوم الخميس فاتفق أن جاء يوم الخميس, وكان ذلك قبل رمضان بيوم, فهليدخل في هذا النهي اذا تقدم رمضان بصوم يوم أويومين؟ الجواب: لا, «إلا رجل كانيصوم صومافليصمه» فهذا الذي اعتاد الصيام المشروع له أن يتقدم رمضان بمثل هذا الصيام, لأنه لم يتقصدهذا التقدم".

هذا الرابط المقتبس منه للتوثيق:

http://www.aqsasalafi.com/vb/showthread.php?t=1950

أما قول الشيخ رحمه الله: '' لا بأس به '' فهذا يحتاج إلى معرفة مراد قول الشيخ، لأن الأولى إعمال الحديثين معا كما هو حال أهل العلم، والجمع الذي يظهر هو ما ذهب إليه الشيخ الألباني كما مر معنا رحمه الله والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير