وفي إسناده محمد بن إسماعيل الجعفري، قال ابن أبي حاتم: سألت أبى عنه، فقال: منكر الحديث يتكلمون فيه. الجرح التعديل (7/ 189).
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يغرب.
وعبد الله بن سلمة بن أسلم، ضعفه الدارقطني وغيره. قال أبو نعيم: متروك، لسان الميزان (3/ 292).
وقال الحافظ في الفتح (13/ 468) عن حديث (ثم يعلو ربنا على كرسيه): «وهو من رواية محمد بن إسماعيل الجعفري، عن عبد الله بن سلمة، وفيهما مقال».
وقال عنه العيني في عمدة القارئ (7/ 198): «وهو حديث منكر، في إسناده محمد بن إسماعيل الجعفري، يرويه عن عبد الله بن سلمة بن أسلم. بضم اللام، والجعفري منكر الحديث، قاله أبو حاتم: وعبد الله بن سلمة ضعفه الدارقطني وقال أبو نعيم: متروك».
وفي الجرح والتعديل (5/ 70): سئل أبو زرعة عنه، فقال: منكر الحديث.
وأبيه سلمة بن أسلم بضم اللام الجهني لم يرو عنه غير ابنه عبد الله فيما اطلعت عليه، وهو تابعي. ولم يوثقه أحد، انظر إكمال الكمال (1/ 74).
كما أن عبد المجيد تارة يحدث به عن سعيد بن المسيب، وتارة يحدث به عن أبي صالح السمان، عن أبي سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
ذكره البخاري تعليقاً في المغازي، قال البخاري: وعن عبد المجيد، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة وأبي سعيد مثله.
وقد وصله الطحاوي في مشكل الآثار (1300) من طريق الدارودري، عن عبد المجيد ابن سهيل، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد الخدي مثله.
ولم يقل أحد عن أبي صالح السمان إلا عبد المجيد من رواية الدراوردي عنه، وتفرد الدراوردي عن عبد المجيد بذكر أبي صالح السمان يجعله عندي غير محفوظ، والله أعلم.
وقد اختلاف على الدراوردي أيضاً فروي من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: رواه الطحاوي في مشكل الآثار (1298) من طريق نعيم بن حماد، عن الدراوردي، عن أبي سهيل، عن أبي صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة.
فجعل بدلاً عن عبد المجيد أبا سهيل.
وخالفه إبراهيم بن حمزة الزبيري كما في مشكل الآثار (1299) قال: حدثنا الدراوردي، عن عبد المجيد بن سهيل، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد.
قال أبو جعفر الطحاوي: هكذا هو في كتاب مصعب الذي أخبرنا أنه أصل أبيه، عن عبد المجيد بن سهيل، عن أبي صالح، وهذا خلاف ما ذكرناه من حديث يحيى بن عثمان، عن نعيم، عن الدراوردي، لأنه جعل مكان عبد المجيد أبا سهيل، والذي قاله مصعب في هذا هو الصواب عندنا». اهـ
الوجه الثالث: رواه الدراوردي، عن عبد المجيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد وأبي هريرة، وهذا هو الطريق الذي أخرجاه الشيخان، من طريق مالك، عن عبد المجيد به. وهذا هو المعروف من رواية عبد المجيد بن سهيل.
وخالف قتادة بن دعامة عبد المجيد، فرواه، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري وحده، وبدون ذكر الميزان في متنه. أخرجه أحمد في المسند (3/ 67) عن يزيد بن هارون.
وأخرجه النسائي في المجتبى (4554) وابن حبان (5020) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 68) من طريق هشام الدستوائي. (سعيد وهشام) عن عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري وحده بنحوه. ولم يذكر لفظة الميزان. وسنده صحيح.
كما أن كل من رواه عن مسند أبي سعيد الخدري وحده لم يذكر فيه لفظة الميزان، من ذلك:
الأول: أبو نظرة، عن أبي سعيد الخدري.
أخرجه أحمد (3/ 3) وأبو يعلى (1226)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 68) من طريق سليمان بن طرخان التيمي.
وأخرجه مسلم (1594) من طريق أبي قزعة الباهلي،
وأخرجه أحمد (3/ 60)، ومسلم أيضاً (1594) وأبو يعلى (1371) من طريق سعيد الجريري.
وأخرجه أحمد (3/ 10) ومسلم (1594) من طريق داود بن أبي هند كلهم عن أبي نظرة به.
الثاني: عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري.
أخرجه البخاري (2312)، ومسلم (1594)، وأكتفي بهما عن غيرهما.
الثالث: عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
أخرجه الشيخان البخاري (2080)، ومسلم (1595) وأكتفي بهما عن غيرهما.
الرابع: عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري. أخرجه أحمد (3/ 55) من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، عنه. والمبارك يدلس ويسوي، والحسن لم يسمع من أبي سعيد.
فهؤلاء أصحاب أبي سعيد يروون الحديث لم يقل واحد منهم لا في طريق صحيح، ولا في طريق ضعيف كلمة (الميزان).
¥