ـ[عبد الرحمن عامر]ــــــــ[13 - 08 - 07, 07:34 ص]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ أحمد، ونفع الله بك.
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:15 ص]ـ
قال الإمام الطبري:
...... ابن أبي نجيح، عن مجاهد
جزاكم اللَّه خيراً أخانا الفاضل أحمد بن سالم المصري.
- وأزيدُ فأقولُ:
بِأَنَّ رِوَايَةَ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَدَ طَعَنَ فِيْهَا نَاقِدَانِ كَبِيْرَانِ:
الأَوَّلُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ كَمَا حَكَى أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيْحٍ مِنْ كِتَابِ ((الثِّقَاتِ)) [7/ 5]، قَالَ يَحْيَى: ((لَمْ يَسْمِعَ التَّفْسِيْرَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ مِنْ مُجَاهِدٍ)).
وَالثَّانِي: وَهُوَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ نَفْسُهُ؛ فَقَالَ مُعَقِّبَاً عَلَى كَلاَمِ يَحْيَى: وَابْنُ نَجِيْحٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ نَظَرَا فِي كِتَابِ القَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي التَّفْسِيْرِ؛ فَرَوَيَا عَنْ مُجَاهِدٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. انْتَهَى.
وَقَدْ كَرَّرَ ابْنُ حِبَّانَ كَلاَمَهُ فِي تَرْجَمَةِ القَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ مِنَ ((الثَّقَاتِ)) [7/ 331] وَأَدْخَلَ مَعَ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ: الحَكَمَ، وَهُوَ ابْنُ عُتَيْبَةَ، وَلَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، وَابْنَ جُرِيْجٍ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ.
- وَقَدْ نَقَلَ هَذِيْنِ القَوْلَيْنِ (قولَ يحيى، وابنِ حبَّان) الحَافِظُ فِي تَرْجَمَةِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ مِنَ ((التَّهْذِيْبِ)) [3/ 284].
- وَابْنُ حِبَّانَ لَنْ نَقُوْلَ بِتَشَدُّدِهِ وَشَغَبِهِ هُنَا؛ فَقَدْ وَافَقَ كَلاَمُهُ كَلاَمَ يَحْيَى القَطَّانِ.
وَالخِلاَفُ عَلَى ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ؛ فَإِنَّهُ مَا قَالَ: ((عَنِ القَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ))، وَإِنَّمَا أَسْقَطَ ذِكْرَ القَاسِمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ الحَافِظُ فِي تَرْجَمَتِهِ مِنَ ((التَّقْرِيْبِ)) [3662]: ثِقَةٌ، رُبَّمَا دَلَّسَ.
- فَالَّذِي يُمكنُ أن يُقَالُ: أنَّ ابْنَ أَبِي نَجِيْحٍ قد عَنْعَنَهُ؛ فَلَمْ يُصَرِّحْ بِالسَّمَاعِ أَوِالتَّحْدِيْثِ، (لِيُلَبِّسَ عَلَى غَيْرِهِ أَنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ) وَإِنَّمَا بَيْنَهُمَا القَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ.
فَمَحِلُّ الخِلاَفِ هُنَا قَائِمٌ مَدَارُهُ عَلَى التَدْلِيْسِ.
- اعتراضٌ: قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ العَلاَئِيُّ فِي ((جامعِ التحصيلِ)) [406]، وهو في ((سؤالات ابن الجُنيد لابن معين)):
قال إبراهيم بنُ الجنيد، قلت ليحيى بنِ معين: أنَّ يحيى بنَ سعيد ـ يعني: القطانَ ـ يزعم أنَّ ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير من مجاهد، وإنما أخذه من القاسم بن أبي بَرَّةَ؛ فقال ابن معين: كذا قال ابنُ عيينة، ولا أدري أحقٌّ ذلك أم لا.اهـ
- والجوابُ على هذا الاعتراضِ:
وَأَمَّا كَلاَمُ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعْيْنٍ ـ رَحِمَهُ الْلَّهُ ـ مَا قَدَّمَ جَدِيْدَاً؛ فَلَمْ يُعْطِي حُكْمَاً شَافِيَّاً فِي الرَّدَّ عَلَى القَطَّانِ، وَإِنَّمَا بَيَّنَ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ قَدْ صَدَرَ مِنْهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ كَانَ مُعَايْناً لِلْوَاقِعَةِ بَلْ حَدَثَتْ مَعَهُ أَيْضَاً كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ. وَإِنَّمَا الَّذِي قَدَّمَ جَدِيْدَاً قَدْ يُدْفَعُ بِهِ ظَاهِرَاً كَلاَمُ يَحْيَى القَطَّانِ هُوَ كَلاَمُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ الجُنَيْدِ:
((أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيْدٍ ـ يَعْنِي: القَطَّانَ يَزْعُمُ!))، هَكَذَا قَدْ جَعَلَهُ إِبْرَاهِيْمُ مَزْعَمَاً.
- وَيُمْكِنُ أَن يُجَابَ عَلَيْهِ: بِأَنَّهُ يَبْدُو ـ واللَّه أعلمُ ـ أَنَّهُ قَدْ تَنَاقَلَ عِنْدَ كَثْرَةٍ مِنْهُمْ وَعِنْدَ كَثْرَةٍ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ: أَنَّ ابْنَ أَبِي نَجِيْحٍ قَدْ أَخَذَ التَّفْسِيْرَ عَنْ مُجَاهِدٍ سَمَاعَاً، فَعِنْدَمَا وَصَلَ إِبْرَاهِيْمَ كَلاَمُ يَحْيَى القَطَّانِ تَعَجَّبَ مِنْهُ لِذَلِكَ؛ فَجَعَلَهُ مَزْعَمَاً!!! ...
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ كَلاَمَ يَحْيَى القَطَّانِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ ابْنِ حِبَّانَ فِيْهِ زِيَادَةُ عِلْمٍ.
ثُمَّ إِنَّ أَبِي نَجِيْحٍ قَدْ أَخَذَهُ عَنِ القَاسِمِ عَرْضَاً أَوْ مُنَاوَلَةً مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ، وَإِنْ كَانَ السَّمَاعُ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِمَا فِي طُرُقِ التَّحَمُّلِ.
فَيَكُوْنُ الإِسْنَادُ عَلَى هَذِهِ الصُّوْرَةِ:
(( ... عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ عَنِ القَاسِمِ عَنْ مُجَاهِدٍ))، مَحْمُوْلٌ عَلَى الاِتِّصَالِ، وَيَكُوْنُ صَحِيْحَاً، وَلاَ إِشْكَالَ فِيْهِ، لاَ سِيَّمَا وَالقَاسِمُ، ثِقَة من رجال ((الصحيحن))؛ فخرج له مسلمٌ عدَّةَ مواضعَ، بينما خرَّج له البخاريُّ موضعاً واحداً في كتاب التفسير، تفسير سورة الفرقان سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عن ابنِ عبَّاسٍِ ـ رضي اللَّه عنهما ـ. واللَّه أعلمُ بالصَّواب، وإليه المرجعُ والمآب.