ابن سليمان من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان
عن أبيه. أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار، فقلنا:
ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمت إليه فسألته فقال: أجل سألنا عن
أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول، فذكره.
و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات، و روى ابن ماجه (2/ 524 - 525) الشطر
الأخير منه من هذا الوجه، و قال البوصيري في " الزوائد " (252/ 1):
" هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة بنحوه،
و رواه الطبراني بإسناد لا بأس به ".
السلسلة الصحيحة للألباني حديث رقم 949
949 - " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه و جمع له شمله و أتته الدنيا و هي
راغمة، و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله و لم
يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 670:
أخرجه الترمذي (2/ 76) عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان و هو الرقاشي عن
أنس مرفوعا. و سكت عنه الترمذي، و هو إسناد ضعيف لكنه حسن في المتابعات،
قال المنذري (4/ 82): " و رواه الترمذي عن يزيد الرقاشي عنه و قد وثق و لا
بأس به في المتابعات ". قلت: و ورد بلفظ أتم منه و هو: " من كانت الدنيا
همته و سدمه و لها شخص و إياها ينوي، جعل الله الفقر بين عينيه و شتت عليه
ضيعته و لم يأته منها إلا ما كتب له منها و من كانت الآخرة همته و سدمه و لها
شخص و إياها ينوي، جعل الله عز وجل الغنى في قلبه و جمع عليه ضيعته و أتته
الدنيا و هي صاغرة ". قال المنذري (3/ 9): " رواه البزار و الطبراني
و اللفظ له، و ابن حبان في صحيحه عن أنس ".
قلت: و لعل هؤلاء أو بعضهم لاسيما ابن حبان أخرجوه من طريق غير طريق الرقاشي
السابقة. و الله أعلم. و قد أخرجه ابن عدي في " الكامل " (ق 8/ 2 و 129/ 1
) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن و قتادة، و من طريق داود بن محبر حدثنا
همام عن قتادة، كلاهما عن أنس به. ثم رأيته في " زوائد البزار " (ص 322) من
طريق إسماعيل عن الحسن وحده. و إسماعيل هذا هو المكي، ضعيف. و له شاهد بلفظ
: " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من
الدنيا إلا ما كتب له و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في
قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة ".
السلسلة الصحيحة للألباني حديث 950
950 - " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من
الدنيا إلا ما كتب له، و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في
قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 671:
أخرجه ابن ماجه (2/ 524 - 525) و ابن حبان (72) من طريق شعبة عن عمرو بن
سليمان قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ابن عفان عن أبيه عن زيد بن
ثابت مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات كما قال في " الزوائد ".
ـ[أبو مجاهد القحطاني]ــــــــ[08 - 08 - 07, 03:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التفصيل الكافي الشافي بإذن الله
وسوف أقرأه بإذن الله
ـ[عبد المتين]ــــــــ[08 - 08 - 07, 08:23 م]ـ
أخي الفاضل، هلا نظرنا في تعليق الترمذي عقب إيراده هذا الحديث فقال رحمه الله في الجامع:
حدثنا عمرو بن مالك ومحمود بن خداش البغدادي قالا حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية وحيزت جمعت حدثنا بذلك محمد بن إسمعيل حدثنا الحميدي حدثنا مروان بن معاوية نحوه وفي الباب عن أبي الدرداء.
قوله: (حدثنا عمرو بن مالك)
الراسبي أبو عثمان البصري ضعيف من العاشرة
(ومحمود بن خداش البغدادي)
قال في التقريب محمود بن خداش بكسر المعجمة ثم مهملة خفيفة وآخره معجمة الطالقاني نزيل بغداد صدوق من العاشرة
(أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شميلة)
بمعجمة مصغرا الأنصاري المدني القبائي بضم القاف وتخفيف الموحدة. ممدود مقبول من السابعة
(عن سلمة بن عبيد الله بن محصن)
بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين. قال الحافظ في التقريب: سلمة بن عبد الله ويقال ابن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي المدني مجهول من الرابعة. وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته: روى عن أبيه ويقال له صحبة. وروى عنه عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري ذكره ابن حبان في الثقات له في السنن حديث واحد: (من أصبح منكم آمنا في سربه) الحديث. قال وقال أحمد: لا أعرفه. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه انتهى.
(عن أبيه)
أي عبيد الله بن محصن قال في التقريب عبد الله بن محصن الأنصاري يقال عبيد الله بالتصغير ورجح , مختلف في صحبته له حديث انتهى.
(وكانت له صحبة)
قال في تهذيب التهذيب في ترجمته: قال ابن عبد البر أكثرهم يصحح صحبته. وقال أبو نعيم: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه. وذكره البخاري وغير واحد فيمن اسمه عبيد الله يعني مصغرا انتهى.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه.
و الله تعالى أعلم.
¥