تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن ذلك ظاهر في أن المراد بقوله وانشق القمر وقوع انشقاقه لأن الكفار لا يقولون ذلك يوم القيامة وإذا تبين أن قولهم ذلك إنما هو في الدنيا تبين وقوع الانشقاق وأنه المراد بالآية التي زعموا أنها سحر ووقع ذلك صريحا في حديث ابن مسعود كما بيناه قبل.

والله أعلم.

ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[24 - 08 - 07, 02:46 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

كما قال الأخ مسدد هناك خلاف بين العلماء في تواتر حديث الانشقاق. فقد قال الإمام الآلوسي في تفسيره روح المعاني 27/ 74: (والأحاديث الصحيحة في الانشقاق كثيرة. واختلف في تواتره فقيل: هو غير متواتر، وفي شرح المواقف الشريفي أنه متواتر الذي اختاره العلامة ابن السبكي قال في شرحه لمختصر ابن الحاجب: الصحيح عندي انشقاق القمر متواترمنصوص عليه في القرآن مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق شتى بحيث لا يمتري في تواتره. انتهى باختصار).

وفي كتاب نظم المتناثر للسيوطي: (قال التاج ابن السبكي في شرحه لمختصر ابن الحاجب الأصلي الصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر منصوص عليه في القرآن مروي في الصحيحين وغيرهما من طرق من حديث شعبة عن سليمان بن مهران عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود، ثم قال: وله طرق أخرى شتى بحيث لا يمتري في تواتره، وقال في الشفا بعد ما ذكر أن كثيراً من الآيات المأثورة عنه صلى اللّه عليه وسلم معلومة بالقطع ما نصه: أما انشقاق القمر فالقرآن نص بوقوعه وأخبر بوجوده ولا يعدل عن ظاهر إلا بدليل، وجاء برفع احتماله صحيح الأخبار من طرق كثيرة فلا يوهن عزمنا خلاف أخرق منحل عرى الدين، ولا يلتفت إلى سخافة مبتدع يلقي الشك في قلوب الضعفاء المؤمنين، بل نرغم بهذا أنفه وننبذ بالعراء سخفه اهـ.

وفي أمالي الحافظ ابن حجر: أجمع المفسرون وأهل السير على وقوعه، قال ورواه من الصحابة علي وابن مسعود وحذيفة وجبير بن مطعم وابن عمر وابن عباس وأنس، وقال القرطبي في المفهم: رواه العدد الكثير من الصحابة، ونقله عنهم الجم الغفير من التابعين فمن بعدهم اهـ.

وفي المواهب اللدنية: جاءت أحاديث الانشقاق في روايات صحيحة عن جماعة من الصحابة منهم أنس وابن مسعود وابن عباس وعلي وحذيفة وجبير بن مطعم وابن عمر وغيرهم اهـ.

وقال ابن عبد البر روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة وروى ذلك عنهم أمثالهم من التابعين ثم نقله عنهم الجم الغفير إلى أن انتهى إلينا وتأيد بالآية الكريمة اهـ. وقال المناوي في شرحه لألفية السير للعراقي تواترت بانشقاق القمر الأحاديث الحسان كما حققه التاج السبكي وغيره اهـ.

وفي نظم السيرة لأبي الفضل العراقي بانشقاق القمر الأحاديث الحسان كما حققه التاج السبكي وغيره اهـ.

وفي نظم السيرة لأبي الفضل العراقي

فصار فرقتين فرقة علت * وفرقة للطود منه نزلت

وذاك مرتين بالإجماع * والنص والتواتر السماعي.

قال تلميذه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما ملخصه: وأظن قوله بالإجماع يتعلق بانشق لا بمرتين، فإني لا أعلم من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه صلى اللّه عليه وسلم وفي المواهب: لعل القائل مرتين أراد به فرقتين وهذا الذي لا يتجه غيره جمعاً بين الروايات اهـ).

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية 3/ 118: (وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه عليه الصلاة والسلام، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها).

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 08 - 07, 02:18 ص]ـ

وسائر الصحابة الذي رووا هذا الحديث لم يشهدوها، كابن عمر، وابن عباس وأنس، رضي الله عنهم. فقد يكون عبد الله ابن مسعود واسطتهم، او غيره.

فيبدوا ان عدد الاسانيد منحصر في صحابي واحد او اثنين، مما لا يقرب معه من حد التواتر.

لكن حتى لو لم يكن الحديث متواترا، فماذا نستنتج؟

ـ[مسدد2]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:21 م]ـ

الواقع اننا ندعو الى دين يسع العقل والفكر العلمي المنصفَين، لا عقول الفلاسفة المجردة أو أهل الاهواء، وهو للعامي البسيط كما هو للطبيعي صاحب الاختصاص. وقضية انشقاق القمر لا وسيلة لاثباتها الا باقصاء اصحاب الاختصاص من الفلكيين، حيث انهم من المستحيل ان يقبلوا انشقاقاً لم يُر في سائر الانحاء الا من بعض الأفراد (واعني بهؤلاء: المسافرين الذين ذُكر انهم رأوه في المناطق الاخرى).

لكن كذلك التواتر قضية علمية قطعية، ولو ثبت التواتر لتناقضت الادلة القطعية. لكن بغض النظر عن قول الفلكيين، فإن دون اثبات التواتر خرط القتاد، إذ عدد كبار الصحابة الذين نقل عنهم انهم رأوه (وليس صغارهم الذين لم يشاهدوه بأنفسهم) لا يرقى إلى أدنى حد التواتر.

هذا بالاضافة الى قرائن غير هذا أشرتُ اليها تجعل قضية الانشقاق خارج دائرة "الالزام" في العقيدة.

وهذه قضية حساسة، لا شك أنها ستثير البعض وإن كان الكلام مقعناً له، لكن سبب الحساسية يكمن في خشية أن يُفتح بابٌ تقحم فيه مسائل بحق وبغيره، وهو اعتراض له قيمته بلا شك، لكن (لكل وجهة هو موليها) وانما نحاول ان نتسابق في الخيرات التي نشترك جميعا في الايمان بها، والله أعلم بالنوايا وهو الكريم، الحكم العدل.

مسدد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير