بحث حديثي مهم جداً
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[15 - 08 - 07, 12:30 ص]ـ
الدرر المرجانية
في
نفي وفاة الصحابي الجليل عبيد الله بن جحش رضي الله عنه على النصرانية
تأليف
أبي العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وبعد:
فهذا بحث حديثي درست فيه الأسانيد التي ورد فيها ذكر وفاة الصحابي الجليل عبيد الله بن جحش رضي الله عنه، بحثتها وفق مناهج وقواعد المحدثين، رضي الله عنهم، وكان الباعث على ذلك عدة أمور:
الأمر الأول: ما حدثني به بعض إخواني بأن أحد الباحثين بحث المسألة وذهب إلى نفي وفاة هذا الصحابي الجليل على النصرانية، فاستغربت جداً لشهرة عكسه؛ وطلبت منه أن يوقفني على هذا البحث فندَّ عن ذهنه أين وقف عليه، فاستعنت بالله وبحثته.
الأمر الثاني: هو حبي للصحابة رضي الله عنهم جميعاً، وحبهم دين؛ وهو عنوان كل سني سلفي.
الأمر الثالث: هو الدفاع عن صحابي ثبتت له الهجرة إلى الحبشة، ثم رمي بالردة، وقالوا: إنه تنصر بعد هجرته إلى الحبشة، ومات على ذلك.
الأمر الرابع: هو لفت نظر علمائنا وطلاب العلم إلى أن كثيراً من المسائل في ديننا تحتاج إلى تحرير علمي رصين – وخاصة من الناحية الحديثية - لأن علم الحديث هو الميزان لضبط كثير من المسائل إذ لم يكن كلها، وهذا البحث أكبر دليل.
الأمر الخامس: وهو الانتصار لهذا الدين العظيم، أنه لا يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، إذا وقر الإيمان وخالطت بشاشته القلوب.
كل هذه الأمور وغيرها حدا بي إلى بحثي هذا فما كان فيه من توفيق وسداد فمن الله وحده، لا شريك له، فله الحمد، وله الشكر، وما كان فيه من زللٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وأستغفر الله العظيم منه.
والخطأ والنسيان صفتان ملازمتان لبني آدم؛ وأبى الله العصمة إلا لكتابه.
والله أسألُ أن يلبسني وهذا العمل وسائر أعمالي حلل القبول، وأن يجعله في موازين حسناتي؛ إنه بكل جميلٍ كفيل وهو حسبي ونعم الوكيل.
وصلِّ اللهم على نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
وكتب: أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
25/ 2/1428هـ
أولاً: الروايات الصحيحة:
1 - عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضْيَ الله عَنْهَا ((أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ فَمَاتَ بِأَرْضِ الحَبَشَةَ فَزَوْجَهَا النَّجَاشِي النَّبِيَّ e وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ آَلافٍ وَبَعَثَ بِهَا إِلى رَسُولِ اللهِ e مَعَ شَرْحَبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ))
ـــــــــــــــــــــــــــ
((حديث صحيح))
أخرجه أبو داود في (السنن) [2/ 2107] ومن طريقه ابن حزم في (المحلى) [8/ 244] والنسائي في (المجتبى) [6/ 3350] و في (الكبير) [3/ 5512] وأخرجه أحمد في (المسند) [6/ 427] وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) [5/ 3067] وابن الجارود في (المنتقى) [1/ 713، 714] والحاكم في (المستدرك) [2/ 2741] ومن طريقه البيهقي في (الكبير) [7/ 139،232] وأخرجه الطبراني في (الكبير) [23/ 402] والدارقطني في (السنن) [3/ 246] وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [3/ 207،69/ 139] جميعاً من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة رضي الله عنها به.
وعند أحمد وابن أبي عاصم وابن عساكر وغيرهم زيادة وهي: ((وجهازها كله من عند النجاشي ولم يرسل إليها رسول الله e بشيء وكان مهر أزواج النبي e أربع مائة درهم))
قلت: أخرجه عن ابن المبارك جماعة منهم:
1 - معلى بن منصور. 2 - نعيم بن حماد.
3 - عبد الله بن عثمان. 4 - علي بن إسحاق.
5 - إبراهيم بن إسحاق. 6 - علي بن الحسن بن شقيق. 7 - يعمر بن بشير. 8 - عبد الله بن سنان.
قلت: والأخير وقع له عند ابن عساكر في موضعين؛ ففي [69/ 139] وافق الجماعة، وفي [3/ 207] قال في حديثه: (وكانت تحت عبد الله بن جحش) والظاهر أنه خطأ مطبعي.
قلت: ورواه علي بن الحسن بن شقيق - على وجه آخر - عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، أن النجاشي زَوَّجَ أم حبيبة بنت أبي سفيان من رسول اللّه r على صداق أربعة آلاف درهم. . . فذكره بنحوه مرسلاً.
¥