[إتحاف الزمرة ببحث حديث من مكث في المسجد بعد صلاة الفجر للذكر ثم صلى ركعتين كتبت له حج]
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 07, 04:12 م]ـ
إتحاف الزُّمْرَة
ببحث حديث
مَنْ مَكَثَ فِي المَسْجِدِ بَعْدَ صَلاةِ الفَجْرِ للذِّكْرِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كُتِبَتْ لَهُ حَجَةٌ وَعُمْرَة
حرره:
أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
عفا الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فهذا بحث حديثي لحديث اشتهر العمل به بين الناس، وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله r(( من صلى الفجر في جماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة, تامة, تامة)).
ومما حملني على دراسته دراسة حديثية، اختلاف أهل العلم في تصحيحه وتضعيفه؛ قديماً وحديثاً- كما سيأتي - ولقد أخبرني بعض الإخوة أن الإمام ابن باز رحمه الله تعالى يضعفه، بل قال: إنه حديث موضوع، ولقد سألت الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله تعالى عن حكم الإمام ابن باز رحمه الله علي هذا الحديث؟ فقال: كان يضعفه؛ فاستعنت بالله على تحقيق القول فيه، فاجتهدت وسعي في جمع طرقه والحكم عليها وفق القواعد المعروفة لدى أصحاب هذا الشأن، لله درهم.
فما كان فيه من صواب فمن الله وحده لا شريك له، وهو المستعان، وما كان فيه من خطإٍ أو نسيان؛ فمني ومن الشيطان والله ورسوله r منه بريئان.
هذا ... ولقد حظي بحثي بقراءة شيخنا المحدث الدكتور أبي عبد الله يحيى بن عبد الله البكري الشهري حفظه الله تعالى، وراجع كل طرقه، وأفادني إفادة عظيمة، فاللهم بارك له في علمه وأهله واجزه عني خيراً.
وصلِّ اللهم على نبينا ورسولنا محمد وآله وسلم.
وكتب
أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
الأحد 8/ 4/ 1426هـ
أولاً: متن الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله r (( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة, تامة, تامة)).
ثانياً: أقوال أهل العلم فيه.
1 - قال الترمذي رحمه الله: (حديث حسن غريب).
2 - وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (غريب)، وقال عن طريق أبي أمامة (إسناده جيد)
3 - وصححه الإمام الألباني رحمه الله في: السلسلة الصحيحة (7/ 3403) وفي صحيح الجامع (رقم: 6346) وحسنه في صحيح سنن الترمذي (رقم: 481)، وصحيح الترغيب والترهيب (رقم 464).
4 - وصححه المباركفوري رحمه الله كما يفهم من كلامه في (تحفة الأحوذي) [3/ 158].
قلت: ولقد توصلت في نهاية بحثي بأنه (حديث منكر)، ودونك تفصيل ذلك:
ثالثاً: دراسته حديثياً:
الحديث أخرجه الترمذي في (الجامع) [2/ 586] وقال: (حسن غريب).
قلت: وقول الترمذي: ((حسن غريب))؛ فوصفه بالحسن فبعيد كما سيأتي، وأما وجه الغرابة فلتفرد أبي ظلال واسمه هلال بن أبي هلال القسملي.
قال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل عن أبي ظلال فقال: هو مقارب الحديث, وقال محمد: واسمه هلال.
قلت: وللبخاري رحمه الله قولٌ آخر كما في تهذيب التهذيب: (عنده مناكير)، وهذه بعض أقوال النقاد في أبي هلال:
قال يعقوب بن سفيان: لين الحديث, وقال ابن معين: ليس بشيء, وفي رواية الدوري: ضعيف ليس بشيء, وقال الآجري سألت أبا داود عنه: فلم يرضه وغمزه, وقال النسائي: ضعيف وقال مرة: ليس بشيء, وقال مرة أخرى ليس بثقة, وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
قلت: أقل أحواله أنه ضعيف كما قال الحافظ في التقريب إلا أنني أزيد (عنده مناكير) لأن قول البخاري جرح مفسر لابد وأن يعتبر، ولا أشك أن هذا الحديث من مناكيره لاسيما ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب التسعة غير الترمذي, وأهل العلم من أئمة هذا الشأن يطلقون على مثل هذا التفرد النكارة.
هذا ... وقد رُوي عن أنس من وجهين ولكن لا يفرح بهما:
¥