الوجه الأول: أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) [4/ 2610] من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الله بن وهب عن ثوابة بن مسعود عمن حدثه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان بن مظعون، من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر حتى تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة, كل درجتين كحضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة .......... ))
قلت: وهذا الوجه معلول بعلتين:
الأولى: الجهالة في قوله عمن حدثه.
العلة الثانية: أن ثوابة بن مسعود منكر الحديث.
الوجه الثاني: أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) [7/ 9305] من طريق عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان عن أبيه عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: ((توفي ابن لعثمان بن مظعون- وذكر قصة وفيه- من صلى الغداة في جماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس كانت له كحجة مبرورة, وعمرة متقبلة)).
قلت: بكر بن خنيس اختلفت أقوال النقاد فيه اختلافاً شديداً, راجع تهذيب التهذيب والراجح عندي: أنه ضعيف جداً, وفيه عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً, وذكر فيمن روى عنه عبد الله ابن الجراح القهستاني فهو على هذا مجهول العين, إذاً هذا الوجه فيه علتان:
الأولى: بكر بن خنيس ضعيف جداً.
الثانية: عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان مجهول العين.
وللحديث شواهد ولكن لا يفرح بها:
الشاهد الأول: من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وهو حديث مضطرب:
رواه عنه الأحوص بن حكيم واختلف عنه:
فرواه أبو معاوية عنه عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ ((من صلى الفجر وجلس في مصلاه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين من الضحى كان صلاته عدل حجة وعمرة متقبلة)).
واخْتُلف عن أبي معاوية، فرواه محمد بن عبد الأعلى عنه عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن ابن عمر مرفوعاً به.
أخرجه ابن حبان في (المجروحين) [1/ 176].
وخالفه موسى بن مروان فرواه عنه عن الأحوص بن حكيم عن ابن عمر مرفوعاً به فأسقط (خالد بن معدان).
أخرجه ابن عدي في (الكامل) [1/ 415].
وخولف أبو معاوية خالفه بشر بن عمارة فرواه عن الأحوص بن حكيم عن عبد الله بن عامر بن عتبة بن عبد مرفوعاً به.
أخرجه ابن قانع في (معجم الصحابة) [2/ 787].
وخالف الجميع المحاربيُّ فرواه عنه عن عبد الله بن عامر عن عتبة بن عبد السلمي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن رسول الله r قال: ((من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم لبث في مجلسه حتى صلى سبحة الضحى فله أجر حجة وعمرة تامة حجته وعمرته))
ذكره الحافظ في (المطالب العالية) [4/ 580]
قلت:
مداره على الأحوص بن حكيم وهو (ضعيف الحفظ) كما قال الحافظ في التقريب واضطرب في هذا الحديث كما هو ظاهر فمرة يرويه عن ابن عمر، ومرة عن خالد بن معدان عن ابن عمر، ومرة يرويه عن عبد الله بن عامر عن عبد، ومرة يرويه عن عبد الله ابن عامر عن عتبة بن عبد السلمي عن أبي أمامة رضي الله عنه؛ وهذا من اضطرابه فيه.
وروي عن ابن عمر من وجه آخر:
أخرجه الطبراني (الأوسط) [5/ 5602] حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا محمد بن عمر الهياجي قال حدثنا الفضل بن موفق قال ثنا مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر قال: ((كان رسول الله r إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة وقال: من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كانت بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين))
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا الفضل بن موفق.
قلت: الفضل بن موفق ضعفه أبو حاتم وقال كان يروي أحاديث موضوعة.
الشاهد الثاني: من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وهو منكر:
أخرجه الطبراني في (الكبير) [8/ 7741] وفي (مسند الشاميين) [2/ 885] من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن موسى بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ ((من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فركع ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة)).
¥