قلت: عثمان بن عبد الرحمن هو المعروف بالطرائفي الحراني اختلفت فيه أقوال النقاد اختلافاً كثيراً، فقال الحافظ رحمه الله في التهذيب والتقريب: ((عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني المعروف بالطرائفي صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل, فضعف بسبب ذلك, حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب وقد وثقه ابن معين, قال البخاري: يروي عن قوم ضعاف قال أبو حاتم: ثقة، قال أبو أحمد الحاكم: يروي عن قوم ضعاف، حديثه ليس بالقائم, قال ابن عدي: لا بأس به, وقال: يحدث عن قوم مجهولين بالمناكير وعنده عجائب وهو في الجزريين كبقية في الشاميين. قال أحمد بن حنبل: لا أجيزه قال ابن حبان: يروي عن قوم ضعاف أشياء يدلسها لا يجوز الاحتجاج به. وقال الساجي: عنده مناكير، وقال الأزدي: متروك، وقال ابن نمير: كذاب، وقال أبو عروبة: قال لي محمد بن يحيى: لين؛ ووثقه ابن شاهين)).
قلت: والذي ترجح ليّ من أقولهم أنه ضعيف يدلس وعنده مناكير لا سيما والجرح فيه مفسر، وهذا الحديث رواه بالعنعنة ولم يصرح بالسماع من شيخه، فهو من منكراته والله أعلم.
هذا ... وله وجه آخر عن أبي أمامة.
أورده الذهبي في (الميزان) عن البخاري [5/ 129] من طريق سليمان بن الحكم عن العلاء بن كثير الدمشقي عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعاً به.
قلت: منكر؛ مكحول لم يسمع من أبي أمامة كما في المراسيل لابن أبي حاتم, و العلاء بن كثير, قال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد وغيره: ليس بشيء, وقال ابن المديني: ضعيف.
الشاهد الثالث والرابع: حديث عائشة والزبير بن العوام رضي الله عنهما، وهو منكر.
أخرجه ابن عدي في (الكامل) [1/ 337] في ترجمة أبي حذيفة وأورده الذهبي أيضاً في ترجمته في (الميزان) [1/ 336] من طريق أبي حذيفة عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ: ((من صلى الفجر يوم الجمعة ثم وحّد الله حتى تطلع الشمس غفر له وأعطي أجر حجة وعمرة، وقال لا يقطع الصلاة شيء)).
قلت: أبو حذيفة هو إسحاق بن بشر متروك، أحاديثه منكرة، ومتهم.
قال الحافظ الذهبي في الميزان في ترجمته (تركوه، وكذبه على بن المديني، وقال الدارقطني: كذاب متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة إما إسناداً وإما متناً لا يتابعه عليه أحد، وقال الذهبي: يروي العظائم عن ابن إسحاق وابن جريج والثوري) انتهى هذا ... واختلف فيه عن عروة بن الزبير:
فرواه هشام بن عروه عنه عن عائشة مرفوعاً به كما سبق وفيه أبو حذيفة وهو متروك أحاديثه منكرة ومتهم.
وتوبع هشام تابعه طيب بن سليمان فرواه عنه عن عائشة مرفوعاً بلفظ: ((من صلى الفجر أو قال الغداة فقعد فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا, ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه, لا ذنب له)).
أخرجه أبو يعلى في (مسنده) [7/ 4365] وعنه ابن السني في (عمل اليوم والليلة) [ص: 104] قال أخبرنا أبو يعلى ثنا شيبان بن فروخ ثنا طيب بن سليمان قال سمعت عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها مرفوعاً به.
قال الدار قطني: طيب بن سليمان بصري ضعيف, وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الطبراني: بصري ثقة.
وخالفهما عمرو بن صفوان فرواه عنه عن الزبير بن العوام مرفوعاً بلفظ: ((من صلى الغداة وجلس في مجلسه حتى تطلع الشمس كانت كغدوة في سبيل الله)).
رواه عن عمرو بن صفوان، حسين ُبنُ محمد المروزي.
ذكره الدارقطني في (العلل) [4/ 241, 240].
وقال: رواه هيثم الدوري عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حسين بن محمد المروزي عن صفوان بن عمرو عن عروة عن أبيه مرفوعاً به، ثم قال: ووهم فيه إنما هو عمرو بن صفوان انتهى.
قلت: عمرو بن صفوان لا يعرف, قال العقيلي في (الضعفاء الكبير) [2/ 306]: ((لا يتابع على حديثه ولا يعرف بنقل الحديث)).
فالراجح عن عروة طريق طيب بن سلمان وهو مختلف فيه كما سبق.
وثَمَّ خلاف عنه، هل عن عروة أم عمرة؟!! وفرضاً لو رجحّنا أنه ثقة فانظر إلى المتن وأمعن النظر فيه فستجد الغرابة والنكرة فالذي يغلب على ظني ويقترب من اليقين أنه منكر.
وفي الباب:
1 - حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو ضعيف، والمتن مغاير شيئاً ما:
¥