الأولى: سهل بن معاذ: قال ابن معين: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زَبَّان بن فائد عنه، وذكره في الضعفاء فقال: منكر الحديث جداً فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زَبَّان، فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها ساقطة، وإنما اشتبه هذا لأن راويها عن سهلٍ زَبَّانَ، إلا الشيء بعد الشيء، وزَبَّان ليس بشيء، كذا نقل الحافظ رحمه الله في التهذيب وقال في التقريب: لا بأس به إلا في روايات زَبَّان عنه.
قلت: وهذه منها.
الثانية: زَبَّان بن فائد: قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: شيخ ضعيف، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به، وقال الساجي: عنده مناكير، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته.
الثالثة: أبو الحجاج المهدي هو رشدين بن سعد بن مفلح المهري بفتح الميم وسكون الهاء هكذا ضبطها الحافظ وقال: ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة، وقال ابن يونس: كان صالحاً في دينه، فأدركته غفلة الصالحين فخلط في حديثه.
الرابعة: الوليد بن مسلم، يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث كل السند.
قلت: والناظر بعين الإنصاف في جميع الطرق يجدها شديدة الضعيف بل فيها الكذاب والمتروك ومنكر الحديث ولا يشد بعضها بعضاً، فالحديث الراجح فيه – عندي – أنه: (منكر)، لأنه ثبت الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس في المسجد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقام ولم يصلِّ.
فأخرج مسلم في (صحيحه) [1/ 670] من حديث سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله r؟ قال: نعم كثيراً كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم)).
وعند الطبراني في (الصغير) [2/ 150] بلفظ: ((كان النبي r إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس)) قال الهيثمي في (الزوائد) [10/ 107]: ((رجاله ثقات))
قلت: والمتأمل لقول جابر بن سمرة رضي الله عنه ((فإذا طلعت الشمس قام)) يدل على نكارة حديثنا فكيف تعدل صلاة ركعتين في هذا المقام حجة وعمرة تامة, تامة, تامة، ولم يصليهما النبي r ولو مرة في حياته بدليل أن جابراً رضي الله عنه لم يَنقُل ذلك عنه مع كثرة مجالسته للنبي r كما ورد في الحديث الذي مر أنفاً حينما سأله سماك بن حرب فقال: قلت لجابر بن سمرة: ((أكنت تجالس رسول الله r؟ قال: نعم كثيراً ....... ))
انتهى البحث.
والحمد لله رب العالمين.
وكتب: أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
عفا الله عنه وعن والديه ومشايخه وجميع المسلمين
قرب فجر ليلة الجمعة لثمان ليال خلون من شهر رمضان المبارك لعام 1425 من هجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[16 - 08 - 07, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:52 م]ـ
قلت حفظك الله:
فالحديث الراجح فيه – عندي – أنه: (منكر)، لأنه ثبت الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس في المسجد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقام ولم يصلِّ. ا. هـ
لكن الذي في الحديث أنه قام , أما زيادة ولم يصل فهي مدرجة منك أيها المفضال
وفرق بين الفهم وبين الثبوت.
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:16 م]ـ
ما شاء الله
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[20 - 08 - 07, 04:08 م]ـ
شيخنا_الشيخ بلال بن ابى هلال_بارك الله لك، وفيك، ونفع بك.
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:59 م]ـ
وفيك بارك يا أبا محمد
ولنا لقاء عما قريب إن شاء الله
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:52 ص]ـ
كتب الله أجرك على هذه الجمع المبارك
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:46 م]ـ
هذا سؤال ورد للشيخ سليمان العلوان - فرج الله عنه-:
هذه مجموعة من الأسئلة المقسمة على علم الحديث والفقه والعقيدة أجاب عنها فضيلة الشيخ سليمان ابن ناصر العلوان في جلسته اليومية بعد صلاة الظهر وكانت الإجابة مسجلة بصوته فتم تفريغها وعرضها على الشيخ بتاريخ 11/ 6 / 1421 هـ فأذن بنشرها.
السؤال الأول: ما هو القول الصحيح في الحديث الوارد في الصلاة بعد الإشراق؟
¥