تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - أن غضب فاطمة وهجرها إما أن يكون مدرجا {وهو الظاهر لي} وإما أن يكون مؤقتا كما جاء في رواية البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور قال: حدثنا أبو ضمرة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة رضي الله عنها أتاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستأذن عليها، فقال علي رضي الله عنه: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت. قال البيهقي: هذا مرسل حسن بإسناد صحيح. سنن البيهقي {6/ 301} وقال الحلبي في سيرته: ومعنى هجرانها لأبي بكر رضي الله تعالى عنه أنها لم تطلب منه حاجة ولم تضطر إلى لقائه إذ لم ينقل أنها رضي الله تعالى عنها لقيته ولم تسلم عليه ولا كلمته، وروى ابن سعد أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه جاء إلى بيت علي لما مرضت فاطمة فاستأذن عليها فقال علي كرم الله وجهه هذا أبو بكر على الباب يستأذن فإن شئت أن تأذني فأذني قالت وذاك أحب إليك قال نعم فأذنت له رضي الله تعالى عنه فدخل واعتذر إليها فرضيت عنه وأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه صلى عليها {3/ 478}

فاطمة - لما علم من دينها وزهدها - أكبر من أن تحزن على لعاعة من الدنيا كل هذا الحزن.

2_ لما استُخلف علي لَمْ يعط فدك لأولاده، فإن كان أبو بكر ظالما وعمر ظالما وعثمان ظالما لأنهم منعوا فدك أهلها؟ فكذلك علي ظالم لأنه منع فدك أهلها ولم يعطها لورثة فاطمة.

3_يحتمل من قولها لم تكلمه أي في طلب الميراث كما جاء مصرحا به في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الطبراني. وهذا ما نص عليه الترمذي.

4_قال ابن عبد البر: وكيف يسوغ لمسلم أن يظن بأبي بكر رضي الله عنه منع فاطمة ميراثها من أبيها وهو يعلم بنقل الكافة أن أبا بكر كان يعطي الأحمر والأسود حقوقهم ولم يستأثر من مال الله لنفسه ولا لبنيه ولا لأحد من عشيرته بشيء وإنما أجراه مجرى الصدقة أليس يستحيل في العقول أن يمنع فاطمة ويرده على سائر المسلمين وقد أمر بنيه أن يردوا ما زاد في ماله منذ ولي على المسلمين وقال إنما كان لنا من أموالهم ما أكلنا من طعامهم ولبسنا على ظهورنا من ثيابهم؟ وروى أبو ضمرة أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال لعائشة: ليس عند آل أبي بكر من هذا المال شيء إلا هذه اللقمة والغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه إلى عمر، فلما مات دفعته إلى عمر فقال عمر (رحمه الله): رحم الله أبا بكر لقد اتعب من بعده، فإن قيل: فكيف سكن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته في مساكنهن اللاتي تركن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها؟ إن كن لم يرثنه وكيف لم يخرجن عنها؟ قيل: إنما تركن في المساكن التي كن يسكنها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك كان من مؤنتهن التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استثناها لهن كما استثنى لهن نفقتهن حين قال: لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما ما تركت بعد نفقة أهلي ومؤمنة عاملي فهو صدقة. وروى حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بكر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث. ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق، وروى الثوري ومالك وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما وما تركت بعد نفقة نسائي ومؤمنة عاملي فهو صدقة ...... قال أهل العلم: فمساكنهن كانت في معنى نفقاتهن في أنها كانت مستثناة لهن بعد وفاته مما كان له في حياته، قالوا: ويدل على صحة ذلك أن مساكنهن لم يرثها عنهن ورثتهن، قالوا: ولو كان ذلك ملكا لهن كان لا شك قد ورثه عنهن ورثتهن، قالوا: وفي ترك ورثتهن ذلك دليل على أنها لم تكن لهن ملكا وإنما كان لهم سكناها حياتهن، فلما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير