تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - أبو الشَّيخ في أمثال الحديث وأبو نعيم في أخبار أصبهان

حيث إنهما نقلا الإسناد من طريق أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عيسى بن ماهان الجوَّال ثنا كثير بن هشام ثنا فرات بن سلمان ثنا أبو المهاجر الدِّمشقي عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه

وهذا من أخطاء أحمد بن إسحاق الجوَّال

فقد قَالَ عنه أبونعيم ((صاحب غرائب وحديث كثير)) (6)

وقال السَّمعاني: ((تكلموا فيه وفي رواياته)) (7)

وقد تابع ابن عساكر في تاريخ دمشق أبا نعيم على هَذَا الوهم فأفرد لأبي المهاجر ترجمة ولم يسق فيها إلا هذه الرِّواية المغلوطة (8).

وقد سُئِل عن درجة هَذَا الحديث في (ملتقى أهل الحديث) فنقل له أحد الإخوة كلام الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في الصحيحة (9) فبيَّنت له الخطأ الَّذِيْ وقع فيه، وحسن الرواية لأجله. وذلك بتاريخ (15/ 7/1425)

فقد تبيَّن أن هَذَا الإسناد من المراسيل بل المعضلات الَّتِيْ لا تفيد شيئا.

وللرِّواية شاهد من حديث أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، والصَّواب أنها مرسلة ليست موصولة

وإليك بيان ذلك:

أخرج أبو يعلى الموصلي في مسندة الكبير [المطالب العالية (/)]، [إتحاف الخيرة للبوصيري (9/ 518)] ولم يسق إسناده] ورواه عنه ابن حبان في المجروحين (10) وقد ساق ابن كثير إسناده في التفسير (سورة: الجاثية _ 21)، وأبو نعيم في الحلية (11) كلاهما من طريق الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم

_ أبويعلى حدَّثنا مؤمَّل بن إهاب حدَّثنا مكبر بن عثمان التنوخي حدَّثنا الوضين بن عطاء ... بذكر أبي ذر في الإسناد

_ أبو نعيم حدَّثنا إسحاق بن أحمد حدَّثنا إبراهيم بن يوسف حدَّثنا أحمد بن أبي الحواري حدَّثنا مروان عن يزيد بن السمط عن الوضين ... بدون ذكر أبي ذر في الإسناد

والصَّواب أنَّ المرسل هو المحفوظ وأن المرفوع لا يصحُّ لأنَّه من أفراد " مكبر بن عثمان التنوخي "، وقد ساق ابن حبَّان هذه الرِّواية وعدَّها من مناكيره فَقَالَ: منكر الحديث جدا لا يشبه حديثه حديث الأثبات، أستحب مجانبة ما انفرد من الروايات.

ويزيد بن مرثد لم يسمع من أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

الحكم النهائي على الرواية

فيتبين أن هذا الخبر مروي بإسنادين مرسلين هما:

1 - الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم. وهناك اختلاف في ذكر أبي ذر وعدم ذكره وكل ذلك لا يؤثر لأن يزيد بن مرثد لم يسمع من أبي ذر رضي الله عنه

2 - كثير بن سليمان ثنا فرات بن سلمان عن إسماعيل بن أبي المهاجر عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم

أمَّا الأول: فيزيد بن مرثد قديم وقد أدرك معاذ بن جبل رضي الله عنه ولكنه لم يسمع منه أو من أبي ذرٍّ رضي الله عنهما، ومعاذ توفي (34 هـ)

ورواية أبي يعلى التي فيها زيادة أبي ذرٍّ في الإسناد هي من طريق (مكبر بن عثمان التنوخي) وهو منكر الحديث جدا كما قال ابن حبان.

أمَّا الطريق الثاني: إسماعيل بن أبي المهاجر فمولود عام (61هـ) وبين ولادته ووفاة أبي ذرٍّ رضي الله عنه قرابة (30 سنة)

ويزيد وإسماعيل شاميان واحتمال أخذ إسماعيل بن أبي المهاجر هذا الحديث من يزيد بن مرثد أو من أحد ممن سمعه منه وارد، وقد بحثت في أسماء الرواة عن يزيد بن مرثد فلم أجد إسماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر منهم، ولم أجد اسم يزيد بن مرثد في شيوخ ابن أبي المهاجر.

وبهذا يتبين أن هذه الرِّواية ضعيفة لا تصح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنها لم تأت إلا من مرسل يزيد بن مرثد، والطريق الأخرى مأخوذة منها، وأن تحسين الحديث بمجموع هذين الطريقين غير سديد وهو نتيجة عدم التتبع لطرق هذه الرواية جيدا.

هذا ما توصلت إليه بعد البحث والتتبع فيما بين يدي من مصادر.

والآيات في كتاب الله تَعَالَى تغني عن الاستشهاد بهذه الرواية الضعيفة وفيها الكفاية إن شاء الله تَعَالَى، فمنها قوله تَعَالَى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير