تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما حديث ابن مسعود فرواه عنه أبو الأحوص وعنه رواه (حميد بن هلال وأبو إسحاق وإبراهيم ومورق العجلي) وقد رواه الكثر موقوفا على ابن مسعود ورواه قتادة عن مورق مرفوعاً كما عتند الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم وقد ذكر الدارقطني في العلل (5/ 314 - 315) الاختلاف في ذلك ورجح الوقف من رواية أبي إسحاق وحميد بن هلال ورجح الرفع من رواية قتادة.

وقد أخرج أبو داود والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم رواية الرفع وصححها الحاكم ووافقه الذهبي.

وعلى كل فمع رواية الوقف مثل هذا له حكم الرفع.

وقد ثبت عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه كان يطرد النساء من المسجد يوم الجمعة كما عند الطبراني في الكبير وغيره.

والمقصود أن الأحاديث دلت على جواز صلاة المرأة في المسجد كما في حديث ابن عمر وغيره لكن الكلام على الفضل وقد دل حديث أم حميد وابن مسعود رضي الله عنهما على ان الأفضل للمرأة الصلاة في البيت.

ولحديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - شاهد عند الطبراني في الأوسط (3/ 189) من رواية ابن عمر رضي الله عنهما

وروى ابن عبد البر في التمهيد (23/ 399) قال: (أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا جرير بن أيوب قال حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " صلاة المرأة في داخلتها وربما قال في مخدعها أعظم لأجرها من أن تصلي في بيتها ولأن تصلي في بيتها أعظم لأجرها من أن تصلي في دارها ولأن تصلي في دارها أعظم لأجرها من أن تصلي في مسجد قومها ولأن تصلي في مسجد قومها أعظم لأجرها من أن تصلي في مسجد الجماعة ولأن تصلي في الجماعة أعظم لأجرها من الخروج يوم الخروج ")

وقال ابن عبد البر: (لم يختلفوا أن صلاة المرأة في بيتها أفضل) التمهيد (11/ 196) الاستذكار (3/ 399)

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 09 - 07, 08:48 م]ـ

الحمد لله

الشيخ الفاضل إليك أجابة أسئلتك:

1 - عن عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن أبيه (مجهول) عن جدته أم حميد أنها قالت: «يا رسول الله. إنا نحب الصلاة (أي النافلة) –تعني معك– فيمنعنا أزواجنا». فقال رسول الله r: « صلاتكن في بيوتكن خير من صلاتكن في دوركن. وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في مسجد الجماعة». والحديث قال عنه الإمام ابن حزم: «خبرٌ موضوع».

2 - عن داود بن قيس عن عبد الله بن سويد الأنصاري (الخطمي وليس الحارثي) عن عمته امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي r فقالت: «يا رسول الله r، إني أحب الصلاة (أي النافلة) معك». فقال: «قد علمت انك تحبين الصلاة معي. وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك. وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك. وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك. وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي». فأمَرَت، فبُنِيَ لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل. قلت: لا نعلم لداود سماعاً من ابن سويد. وليس له في الكتب التسعة رواية عنه إلا هذه. و عبد الله بن سويد الأنصاري هو غير الحارثي (الصحابي). وهذا الأنصاري ذكره البخاري (5\ 109) وأبي حاتم (5\ 66) بدون جرح أو تعديل، فهو مجهولٌ عندهما. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين (5\ 59) على عادته في توثيق المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا واحد.

ملاحظة: لم يصححه ابن خزيمة كما تفضلت، وأظنه سبق قلم منكم. بل شكك بصحة كل أحاديث الباب

3 - بقي ما روي عن قَتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحْوَص عن عبد الله مرفوعاً: «إنما المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها. وصلاة المرأة في مَخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها».

قال ابن خزيمة في صحيحه (3\ 94): «وانما شكّكْت –أيضاً– في صِحّته، لأني لا أقف على سماع قتادة هذا الخبر من مُوَرِّق». وقال قبل ذلك: «ولا هل سمع قتادة خبره من مورق عن أبي الأحوص أم لا. بل كأني لا أشك أن قتادة لم يسمع من أبي الأحوص». قلت: لم يسمع قتادة (مدلّس من الثالثة) هذا الحديث من مورّق. ولا أعلم له سماعاً منه. وروايته عن مورّق، ورواية مورّق عن أبي الأحوص، قليلة جداً. لكن الحديث قد روي –قريباً من هذا اللفظ– عن أبي الأحوص موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصواب. وليس في الحديث ذكر المسجد في أيّ حال. والحديث ضعيف لأن كل طرقه المرفوعة فيها قتادة ولم يسمعه. والطرق التي ليس بها قتادة، رجح الدارقطني (5

314) وقفها. ولفظه الموقوف من قول ابن مسعود كما عند الطبراني (9

185): «إنما النساء عورة. وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس، فيستشرف لها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتِه». ويبعد جداً حمله على الرفع بل هو مما شذ به ابن مسعود رضي الله عنه، كما فعل في رفع اليدين في الصلاة وعدم كتابة الفاتحة في القرآن وغير ذلك.

4 - بقي الحديث الأخير، فجرير بن أيوب يضع الحديث. وهذه الأحاديث كلها ضعيفة جداً أو موضوعة، لا يصحّ منها شيءٌ أبداً. وصلاة المرأة في المسجد خير لها من صلاتها في بيتها. ومن احتج بقول ابن عبد البر فليأخذ وصفه لمن قال بتغطية وجه المرأة بالشذوذ، وإذا فهو التناقض. والله المستعان على ما يصفون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير