ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 09 - 07, 08:23 م]ـ
الشيخ الكريم محمد الأمين
أرجو أن تحرر المسألة والترجيحات الحديثية التي ذكرتها مرة أخرى بعد أن ترجع إلى مكتبتك وتوثقها وتعززها بأقوال أهل العلم؛ لأن الكلام الإنشائي لا يكفي في المسائل العلمية كما لا يخفاك أخي الكريم، وحيث إننا نتكلم في مسائل حديثية فالقول قول أهل الشأن فكل دعوى او ترجيح لمسألة يحتاج إلى كلام يدعمه أو يبين أصله عند أهل الحديث وإلا فسيظهر عندنا أصنافا من الشذوذ عدد أصناف التمر، وسيكون لي رد إن شاء الله على ما ذكرته شيخنا الكريم بعد رمضان لضيق الوقت في رمضان ولا أحب أن أنشغل في هذا الوقت الفاضل بمناقشة يمكن تأخيرها لوقت أوسع مع أنه لا جديد فيما ذكرته أخيراً فهو مجرد نفي لما ذكرتُه سابقاً والنفي بدون ذكر أقوال أهل العلم حكمه حكم العدم؛ لأنه رأيكم الشخصي و هو ليس حجة في الباب.
وأما قياس التاريخ الكبير للبخاري على مسند أحمد فعجيب أن يصدر من مثلك بارك الله فيك فكتاب التاريخ لا يخفاك انه في التراجم والجرح والتعديل و هو مظنة أن يوجد فيه حديث ضعيف او منكر حتى قال المعلمي رحمه الله في حاشية الفوائد المجموعة ص 180
(إخراج البخاري الخبر في التاريخ لايفيد الخبر شيئا بل يضره فإن من شأن البخاري أن لايخرج الخبر في التاريخ إلا ليدل على وهن راويه)
ومسند الإمام أحمد يعتبر من كتب الأصول ومن داووين السنة المعتمد عليها في العقائد والأحكام، وهو إمام لأهل الحديث كما قال أحمد رحمه الله فيما رواه عنه ابنه عبد الله، قد انتقاه أحمد من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث وهو إمام أهل الحديث وجل ما في الكتب الستة موجود فيه وينظر ما كتبه أبو موسى المديني في خصائص المسند وما كتبه الجزري في المصعد الأحمد وقول الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 329) وقول الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (ص 6) وفي القول المسدد وغيرهم.
واما قول ابن تيمية فهذا نصه قال رحمه الله: (ولهذا تنازع الحافظ أبو العلاء الهمدانى والشيخ أبو الفرج ابن الجوزى هل فى المسند حديث موضوع فأنكر الحافظ أبو العلاء أن يكون فى المسند حديث موضوع وأثبت ذلك أبو الفرج وبين أن فيه أحاديث قد علم أنها باطلة ولا منافاة بين القولين
فإن الموضوع فى اصطلاح أبى الفرج هو الذى قام دليل على أنه باطل وإن كان المحدث به لم يتعمد الكذب بل غلط فيه ولهذا روى فى كتابه فى الموضوعات أحاديث كثيرة من هذا النوع وقد نازعه طائفة من العلماء فى كثير مما ذكره وقالوا إنه ليس مما يقوم دليل على أنه باطل بل بينوا ثبوت بعض ذلك لكن الغالب على ما ذكره فى الموضوعات أنه باطل باتفاق العلماء وأما الحافظ أبو العلاء وأمثاله فانما يريدون بالموضوع المختلق المصنوع الذى تعمد صاحبه الكذبوالكذب كان قليلا فى السلف
أما الصحابة فلم يعرف فيهم ولله الحمد من تعمد الكذب على النبى كما لم يعرف فيهم من كان من أهل البدع المعروفة كبدع الخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة فلم يعرف فيهم أحد من هؤلاء الفرق
ولا كان فيهم من قال إنه أتاه الخضر فإن خضر موسى مات كما بين هذا فى غير هذا الموضع والخضر الذى يأتى كثيرا من الناس إنما هو جنى تصور بصورة إنسى أو إنسى كذاب ولا يجوز أن يكون ملكا مع قوله أنا الخضر فإن الملك لا يكذب وإنما يكذب الجنى والإنسى وأنا أعرف ممن أتاه الخضر وكان جنيا مما يطول ذكره فى هذا الموضع وكان الصحابة أعلم من أن يروج عليهم هذا التلبيس
وكذلك لم يكن فيهم من حملته الجن الى مكة وذهبت به الى عرفات ليقف بها كما فعلت ذلك بكثير من الجهال والعباد وغيرهم ولا كان فيهم من تسرق الجن أموال الناس وطعامهم وتأتيه به فيظن أن هذا من باب الكرامات كما قد بسط الكلام على ذلك فى مواضع
وأما التابعون فلم يعرف تعمد الكذب فى التابعين من أهل مكة والمدينة والشام والبصرة بخلاف الشيعة فإن الكذب معروف فيهم وقد عرف الكذب بعد هؤلاء فى طوائف وأما الغلط فلا يسلم منه أكثر الناس بل فى الصحابة من قد يغلط أحيانا وفيمن بعدهم
ولهذا كان فيما صنف فى الصحيح أحاديث يعلم أنها غلط وإن كان جمهور متون الصحيحين مما يعلم أنه حق
¥