تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما وجه إنكار أبي داود لحديث ابن عمر في زمارة الراعي؟]

ـ[أحمد يس]ــــــــ[07 - 09 - 07, 07:31 ص]ـ

السلام عليكم:

حاولت البحث في هذا الملتقى عن حديث حول هذا الأمر فلم أجد والموضوع كما يلي:

روى أبو داود في سننه قال:

1 - حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع قال:

سمع ابن عمر مزماراً قال: فوضع إصبعيه على أذنيه، و نأى عن الطريق، و قال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا: فرفع إصبعيه من أذنيه و قال: كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا.

قال أبو علي اللؤلؤي: سمعت أبو داود يقول: هذا حديث منكر.

2 - حدثنا محمود بن خالد، ثنا أبي، ثنا مطعم بن المقدام قال: ثنا نافع قال:

كنت ردف ابن عمر، إذ مر براع يزمر ذكر نحوه.

قال أبو داود: أدخل بين مطعم و نافع سليمان بن موسى.

3 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الله بن جعفر الرقى، قال ثنا أبو المليح، عن ميمون،عن نافع قال: كنا مع ابن عمر فسمع صوت زامر فذكر نحوه.

قال أبو داود: و هذا أنكرها.

قال شارح السنن الفيروزآبادي أنه لا يعلم وجه نكارتها.

فهل من شارح لوجهة نظر الإمام أبي داود؟؟

نحن لا نريد الكلام عن تصحيح الحديث وتضعيفه ولكن ما وجه النكارة من وجهة نظر الإمام؟؟

جزاكم الله خيراً.

ـ[أحمد يس]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:42 م]ـ

للرفع

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 09 - 07, 11:12 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله.

أما الإسناد الأول، فلعله لتفرد سليمان بن موسى عن نافع، وسليمان شامي فقيه، تكلم بعض العلماء في حديثه، فقال البخاري: " عنده مناكير "، وقال أبو حاتم: " في حديثه بعض الاضطراب "، وقال النسائي: " ليس بالقوي في الحديث "، وقال في موضع: " في حديثه شيءٌ "، وقال ابن عدي: " سليمان بن موسى فقيهٌ راوٍ، حدث عنه الثقات من الناس، وهو أحد علماء أهل الشام، وقد روى أحاديث ينفرد بها يرويها ولا يرويها غيره، و هو عندي ثبت صدوق ".

وكأنّ ابن عدي بقوله: " وقد روى أحاديث ينفرد بها يرويها ولا يرويها غيره "= يبين سبب كلام الأئمة في سليمان، وأنه بسبب الأحاديث التي انفرد بها عن بعض الرواة، خاصةً ممن كان له أصحاب معتنون بحديثه، وأن هذا هو ما أدى إلى ذكر البخاري المناكير في حديثه، وتضعيف غيره له.

ومن ذلك حديثُهُ هذا، حيث تفرّد عن نافع بهذا الحديث، ولم يروه غيره عنه، ونافع ثقة حافظ، حديثه يجمعه غير واحد من الثقات الكبار، ولم يروه أحدهم، وهم الطبقات الأولى في نافع، وسليمان بن موسى عدَّه ابن المديني في الطبقة الثالثة من أصحاب نافع، وعدَّه النسائي في الطبقة السادسة منهم، فتفرده عن نافع دون أصحابه الثقات المقدَّمين فيه= دليل على نكارة حديثه هذا.

والحديث ذكره ابن عدي في الأحاديث التي تُنكر على سليمان بن موسى، ويستحق بها الذكر في كتاب الضعفاء، قال - في ترجمة سليمان -: " حدثنا القاسم بن زكريا، ثنا الوليد بن شجاع ومحمد بن المثنى وحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع أنه كان مع ابن عمر في طريق، فسمع صوت زمار، فعدل عن الطريق، فسأل نافع: هل تسمع شيئًا؟ قال: نعم، ثم سأل وهو منطلق: هل تسمع شيئًا؟ فلم يزل يسأله حتى قال: لا، فلما قال: لا، عارض الطريق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل. قال الشيخ - أي: ابن عدي -: وهذا الحديث يُعرف بسليمان بن موسى عن نافع، وعن سليمان: سعيد بن عبد العزيز، وأظن أن الوليد يحدث به عن سعيد ".

كما نقل ابن رجب في نزهة الأسماع أنه ذُكر للإمام أحمد أن الحديث منكر، فلم يصرح بذلك، قال ابن رجب: " ولم يوافق عليه، واستدل الإمام أحمد بهذا الحديث ".

فإن كان استدلال الإمام أحمد بالحديث هو ما دعى ابن رجب - رحمه الله - إلى فهمِ أن الإمام أحمد لم يوافق على نكارة الحديث= ففي هذا نظر.

وقال ابن طاهر المقدسي: " سليمان بن موسى تكلم فيه أهل النقل، وتفرد بهذا الحديث عن نافع، ولم يروه عنه غيره ... ".

وأما الإسناد الثاني فصورة متابعة لسليمان بن موسى عن نافع، بيّن أبو داود أنه عائد إلى سليمان نفسه.

ولعل علة الإسناد الأخير تفرد أبي المليح عن ميمون، وغرابة هذا الإسناد، واشتهاره بسليمان بن موسى عن نافع، حيث لا يذكر فيه ميمون إلا أبو المليح، وهذا ما ذكره ابن عدي - فيما سبق نقله عنه-، قال: " وهذا الحديث يُعرف بسليمان بن موسى عن نافع ".

وانظر: الحديث المنكر عند نقاد الحديث، للشيخ عبد الرحمن بن نويفع السلمي (2/ 656 - 660).

تنبيه: الكلام على هذا الحديث إنما هو من الناحية الحديثية البحتة.

والله أعلم.

ـ[أحمد يس]ــــــــ[10 - 09 - 07, 05:33 م]ـ

جزاكم الله خيراً يا أخي الكريم وكلامك هذا فتح لي مجالاً فوجدت في كتاب مفهوم الحديث المنكر في سنن الإمام أبي داود السجستاني للدكتور عبد العزيز بن عبد الله الهليل ص77 - 78:

(ويظهر أن الإمام أبا داود حكم على حديث سليمان بن موسى بأنه منكر لما سبق في ترجمة سليمان من كونه ليس بالقوي في الحديث وقول الإمام البخاري أن عنده مناكير وعنده أحاديث عجائب وقول ابن المديني أنه خولط قبل موته بيسير.

وأما رواية مطعم بن جبير فقد بين الإمام أبو داود أنه قد أدخل بينه وبين نافع سليمان بن موسى وفي هذا إشارة إلى إعلال رواية مطعم وأنها راجعة في نفس الأمر إلى حديث سليمان بن موسى أضف إلى ذلك أنها من رواية خالد بن يزيد السلمي عن مطعم , وخالد لم يوثقه سوى ابن حبان ولذا قال عنه الحافظ ابن حجر: مقبول.

وليس لمطعم عن نافع في الكتب الستة سوى هذه الرواية عند أبي داود وحده (انظر تحفة الأشراف: 6/ 232).

وأما رواية ميمون بن مهران فقد ذكر الإمام أبو داود أنها من أنكر هذه الطرق عن نافع وميمون هذا ليس له عن نافع في الكتب الستة سوى هذه الرواية عند أبي داود وحده (انظر تحفة الأشراف: 6/ 248)) انتهى.

فهل من مزيد نقاش؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير