تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صح الخبر". وابن خزيمة عليه رحمة الله تعالى حينما يترجم على خبر من الأخبار بهذه الترجمة بصيغة الشك فيقول "إن صح الخبر" فإنه يريد إعلال ما في هذا الباب ولا يريد أنه تردد في هذا. وأعله أيضا العقيلي كما في كتابه الضعفاء فقال "قد روي هذا الحديث من غير وجه ليس له إسناد يثبت" وعليه يعلم أن هذا هو أشهر حديث قد جاء في التهنئة بدخول رمضان ولهذا قال ابن رجب عليه رحمة الله تعالى في كتابه اللطائف "وهذا هو أشهر خبر وهو أصل في التهنئة بدخول رمضان

وروي جملة من الأخبار أيضا بنحوه:قد روى الإمام أحمد والنسائي في سننه من حديث أيوب بن أبي تميم السختياني عن أبي قلابة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أيها الناس قد حضركم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر" وهذا الحديث لا يصح فإن في إسناده أبو قلابة فإنه لم يسمع من أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى وروايته عنه مرسلة. وأصل الخبر في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "شهر رمضان فيه تفتح أبواب السماء وتغلق أبواب جهنم وتصفد الشياطين" ولم يذكر قوله في أوله "قد أظلكم شهر مبارك" فإن هذه شاذة غير محفوظة قد تفرد بها أيوب بن أبي تيم السختياني بروايته عن أبي قلابة عن أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى. وجاء أيضا من وجه آخر ولا يصح كما رواه ابن ماجه في سننه من حديث محمد بن بلال عن عمران بن داود القطان عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أيها الناس قد حضركم شهر كريم، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمه حرم الخير كله" وهذا الحديث قد تفرد به محمد بن بلال قد أعله غير واحد من الأئمة كالدارقطني عليه رحمة الله ومحمد بن بلال يهم ويغلط كما قال ذلك العقيلي في كتابه الضعفاء وأعله كذلك ابن عدي في كتابه الكامل فقال أنه يغرب رواياته عن عمران وهذا الحديث لا يصح وقد أعل بعمران فقد ضعفه غير واحد من الأئمة ضعفه يحيى بن معين وكذلك ابن المديني والنسائي وأبو داود وغيرهم، وعلى كل فالخبر لا يصح. وعليه يقال أن إيراد هذه الأحاديث وإعلالها لبيان أنه لا يثبت نسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيء منها. أما التهنئة من جهة ورود الخير على إنسان من جهة موسم أو مكان أو حلول بمكان أو نحو ذلك فإن هذا مما لا حرج فيه، قد نص عليه غير واحد من الأئمة كالإمام أحمد والإمام الشافعي وغيرهما. وقد صنف في هذا الإمام السيوطي عليه رحمة الله تعالى رسالة في التهاني وأحكامها باسم "أصول الأماني بأصول التهاني" ومال إلى مشروعية ذلك، وقد مال إليه أيضا الحافظ ابن رجب عليه رحمة الله تعالى في كتابه اللطائف وإن كان قد أعل حديث سلمان الفارسي عليه رضوان الله تعالى وما يدل على هذا ويعضده أن النبي عليه الصلاة والسلام لما هاجر الثلاثة الذين خلفوا ومنهم كعب بن مالك عليه رضوان الله تعالى لما تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت توبتهم من السماء هنأهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما من الله عز وجل عليه بقبول توبته.

[الحديث الخامس]

ومن ذلك أنه لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أو ذكر أو دعاء عند رؤية هلال رمضان، وما جاء فيه فإنه ضعيف. وما يروى "اللهم أهل علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام" فخبر منكر، قد أعله العقيلي في كتابه الضعفاء فقال "قد جاء بالذكر والدعاء عند رؤية الهلال أحاديث أسانيدها ضعيفة، هذا أحسنها عندي وهو لين" وعليه لا يصح شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رؤية الأهلة سواء كان هلال رمضان أو غيره.

[الحديث السادس]

ومن ذلك ما رواه أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده من حديث أبي بكر بن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى قال "تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه" وهذا الخبر خبر معلول: قد تفرد به مروان بن بلال يرويه عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن أبي بكر بن نافع عن نافع عن عبد الله بن عمر ولا يصح إسناده، ومروان بن بلال قد تفرد بروايته ولا يحتمل منه هذا التفرد، قد نص على تفرده الدارقطني عليه رحمة الله تعالى في سننه وكذلك الإمام البيهقي في كتابه السنن، ومروان بن محمد ينفرد ويغرب ولا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير