تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على فعل الخير في نهار رمضان ومن جملة ذلك يدخل فيه تفطير الصائمين يدخل من جملة أعمال البر إلا أن هذا العمل لا يثبت فيه خبر بخصوصه وأما ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا" فهذا خبر لا يصح: قد رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد الجهني وعطاء بن أبي رباح لم يسمعه من زيد بن خالد الجهني عليه رضوان الله تعالى كما قال ذلك علي بن المديني. وقد روي في هذا الباب أربعة أخبار:

أولها: حديث زيد بن خالد الجهني وهذا تبين علته

ثانيها: حديث سلمان الفارسي، قد رواه ابن خزيمة في كتابه الصحيح من حديث علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آخر يوم من شعبان "أيها الناس قد أظلكم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر من تطوع فيه كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة ومن فطر فيه صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا" وهذا الخبر معلول بعلل: أولها علي بن زيد بن جدعان فلا يحتمل منه التفرد وإن كان يقبل منه ما وافق فيه الثقات، الأمر الثاني الانقطاع بين سعيد وسلمان ولهذا قد أعل هذا جماعة من الأئمة أعله أبو حاتم كما في كتابه العلل فقال "خبر منكر" وأعله كذلك العقيلي كما في كتابه الضعفاء فقال "يروى هذا الخبر من غير وجه ليس منها شيء يثبت بيّن" وقد أعله كذلك ابن خزيمة حينما أخرجه كما تقدم الكلام عليه في ترجمته بقوله "باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر" يعني أن هذا الخبر لا يصح. وروي في هذا –وهو الخبر الثالث- عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى، قد رواه الإمام أحمد وغيره من حديث ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا" وهذا الخبر لا يصح بل هو منكر وقد ترفد بروايته الحسن بن رشيد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس.

وقد رواه غيره من حديث ابن جريج –وهذا هو الخبر الرابع- عن صالح مولى توأمه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و رواه العقيلي في الضعفاء من وجه آخر من حديث ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة ولا يصح منها شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لكن يقال أن مثل هذا ليس من ترتب الأجر ليس بعزيز على الله عز وجل فإذا كان قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث زيد بن خالد الجهني أن النبي عليه الصلاة والسلام قال "من جهز غازيا فقد غزا" بمعنى أنه قد جاهد في سبيل الله وذهب إلى الثغور وقاتل وجلد الأعداء ومعلوم أن الجهاد من أعلى مراتب الطاعات وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح أي العمل أفضل قال "إيمان بالله ورسوله" قيل ثم أي قال "جهاد في سبيل الله" والمجاهد يغفر له كل ذنب قد اغترفته يمينه إلا الدين لعلو ما وصل إليه من منزلة ولهذا يقول الله عز وجل {ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما} فسوف يؤتى هذا الأجر من جهز هذا الغازي سواء كان غنيا أو فقيرا أو نحو ذلك وهذا فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء فإذا كان هذا ترتب للإنسان من جهة من جهز غازيا في سبيل الله سيؤتيه الله عز وجل هذا الأجر بتمامه فكيف بمن دونه من جهة الطاعات وإن كان يعلم أن الفرائض أعظم من النوافل من جنسها كذلك لا يقارن نافلة من عبادة أخرى بفريضة من غير جنسها وهذا معلوم، معلوم أن التسبيح –مثلا- في الصلاة فريضة مثلا في السجود أو في الركوع أمر الله عز وجل به، قاعدة: يقول العلماء أن الفرائض أعظم أجرا من النوافل لكن يجب أن يقيد هذا بقوله "من جنسها" بمعنى أن هل نقول أن الله عز وجل حينما أمر الإنسان أن يسبح في سجوده فيقول "سبحان الله" أنه أفضل من نافلة الجهاد في سبيل الله؟ باعتبار أن هذه نافلة وهذه فريضة؟ أو أنها أفضل من صيام النهار كله؟ نقول لا نقول أن هذا التفضيل لا بد من تقييده بـ"جنسها" فيقال أن الفريضة أفضل وأعظم أجرا من النافلة مما هو من جنسها كذلك فإن النوافل تتفاوت من جهة الأجر. وإن كان حديث تفطير الصائم حديث زيد بن خالد بخصوصه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير