تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليهم رضوان الله تعالى ولا أعلم من خالف إلا ما يروى عن عبد الله بن عمر وبعض التابعين أن صلاة الجماعة هي التي عليها العمل. فقد يقول قائل "فلماذا أبو بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى لم يجمع الناس إذا كان العلة من ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يرد أن يشق على أمته فتنزل فتكون فريضة عليه؟ " يقال أن أبا بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتغل بقتال المرتدين وما كان في رمضان في المدينة حتى يجمع الناس بل كان يبعث الصحابة عليهم رضوان الله تعالى إلى الآفاق ليقاتلوا من ارتد من العرب.

وثمة جملة من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الصيام ومسألة الفطر في الإفطار على الدعاء عند الفطر والإفطار على تمر ورطب وبعض المفطرات ونحو ذلك -ويأتي الكلام عليها- لأن أكثرها لا تخلو من خمسة طرق أو نحو ذلك لكن ثمة أمر وهو-نشير إليه- أن ما جاء عن بعض الصحابة عليهم رضوان الله تعالى مما هو يثبت مما يخالف النص صراحة في أحكام الصيام أظهرها مخالفة ما جاء عن أبي طلحة عليه رضوان الله تعالى من أكله للبرد في نهار رمضان هذا -وإن كان إسناده صحيح- إلا أنه لم يعمل به كما نص على ذلك ابن رجب عليه رحمة الله كما في كتابه العلل وقال "لم يعمل به أحد من الأئمة" فأبو طلحة لما أكل البرد وهو صائم وقيل له في ذلك فقال "إنه بركة" حمله بعضهم على أن أبا طلحة يرى أن الفطر بأكل البرد لا يتحقق، يقال إذا كان هذا هو المقصود فهذا لم يقل به أحد من الأئمة على الإطلاق وهو قول شاذ لا يعول عليه مخالف لجوهر الصيام وهو الإمساك فأصل رمضان وفرضه هو الإمساك عن الطعام والشراب وهو مخالف لجواره ولكن ثمة مخرج لمثل هذا ويقال إن كان النبي عليه الصلاة والسلام ما يرد عنه من أخبار إذا لم يعمل به الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يقال إما أن تكون منسوخة ويكون قد دخل عليه الوهم والغلط ودخل عليها الزيادة والنقصان أو الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عن الصحابة من باب أولى فنقول أن فعل أبي طلحة عليه رضوان الله تعالى أنه أكل البرد في نهار رمضان وقال "إنه بركة" يظهر لي -والله أعلم- أن أكل أبي طلحة للبرد في نهار رمضان أنه لا يريد أن البرد يفطر وإنما أكله للبرد أراد به قطع صيام نافلة ولهذا من نظر إلى الطرق التي جاءت فيها رواية أبي طلحة عليه رضوان الله تعالى أنه كان يأكل البرد يجد أن في جلها ليس فيها ذكر رمضان وإنما أكل البرد وهو صائم، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يبترك بالماء الذي ينزل من السماء وكان يحسر عن رأسه ويقول "إنه حديث عهد بربي" وروي من حديث أبي بكر -ولا يصح- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل البرد وقال "بركة" وروي هذا عن بعض الصحابة عليهم رضوان الله تعالى وفي أسانيدها كلام، على كل يقال أن الأصل متقرر أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتبرك بما ينزل من السماء من مطر وأنه حديث عهد بربه. إذن فقول أبي طلحة وهو الصحابي الجليل وهو صحابي بدري الأمر الثاني أنه عربي قح وليس بأعجمي يبعد أن يخالف في مثل هذا، وعليه يأول قوله أنه بركة أنه حال أكله لهذا البرد وهو صائم أن استنكار من استنكر عليه أنه "لماذا تقطع صيامك وأنت صائم بأكل البرد" فقال "إنه بركة" أي "إنني أقطع الصيام لبركة البرد" فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد استعجل فحسر عن رأسه ليصيبه ما نزل من السماء فقال "إنه بركة" كذلك أيضا معلوم أن الناس في حال نزول المطر يحبسون الماء في الأواني ونحو ذلك ليشربوا منه ونحو ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام حسر عن رأسه مع بإمكانه أنه يأخذ ما في الآبار وما في البرق وما في الأودية مما هو أصله من السماء حتى يضع النبي عليه الصلاة والسلام على رأسه وإنما اكتفى النبي عليه الصلاة والسلام أن بادر بأن يصيبه ما نزل من السماء فقال "إنه حديث عهد بربي" فكيف ببرد يزول ولا يمكن للإنسان حبسه؟ ولهذا استعجل فقطع صيامه لأن يطعم ولهذا يقال أن أكل أبي طلحة عليه رضوان الله تعالى للبرد الأحوط أن يحمل على أنه أكله وهو يعلم أن صيامه ينقطع. فقد يقول قائل أنه لماذا استنكروا عليه؟ نقول استنكروا عليه قطع الصيام لأن الأصل في الأعمال أن تتم والله عز وجل يقول {لا تبطلوا أعمالكم} وذهب جماعة من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير