[حول قول الشيخ الحويني ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني]
ـ[البخاري]ــــــــ[08 - 03 - 04, 10:38 م]ـ
ما هكذا يكون النقد يا أبا إسحاق!
هذه المقولة نظير ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني، في حق ابن المديني في رسالته نقد المغني عن الحفظ والكتاب -فيما أذكر- مستدركاً على ابن المديني: ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني!
لا يقعن في روع أحد أنني من المتعصبين لنهج، أو رجال، فإنني لا أعتقد عصمة أحد!
ومن وهم بيِّن وهمه، لا يحل لنا السكوت، وإغضاء الطرف عنه، لأن العلم دين!
لم أشأ تسطير أحرفٍ تبيِّن أحقية المتقدمين بالتقديم، في الحكم والنقد فهم أهل النقْد، وصيارفة المنقود، حتى استوقفتني عبارة، قالها الشيخ أبو إسحاق الحويني في موقعه نقلها عنه أحد تلامذته، وقد سأله عن نهج المتقدمين، ونَهج من يناصرة فقال: (وقد سمعت جوابا للشيخ الحويني - حفظه الله - عن سؤال في هذا الموضوع فقال – ما معناه – أنه يستكثر على الشيخ - يعني الألباني- أن يكون قد أخطأ في 17 حديثا. أما الموقع فالشيخ عنده – جانب الصواب – في مئات الأحاديث – إن لم أقل الألوف -. أما عن أقوالهم في تلاميذ الشيخ أمثال الشيخ الحلبي و الشيخ مشهور – حفظهم الله – فحدث ولا حرج .. )!
الشيخ أبو إسحاق الحويني باحث نقّاد محدِّث جلد، طويل النفس في البحث، يستوعب الطرق جمعاً نقداً على طريقة يراها صواباً وتحقيقاً، بينما هذا النهج يغني عنه أسطر من كلام الدارقطني وابن المديني في عللهم ..
قرأت للشيخ جُلَّ إن لم يكن كلَّ تصانيفة، فرأيته -وفقه الله- يسلك طريق طريق ابن حزم والألباني حذو القذة بالقذة، فهو لا يكاد يخالف الألباني في شيء من قوله، ولا أدل عليه قوله السابق: (أنه يستكثر على الشيخ أن يكون قد أخطأ في 17 حديثا)!
وأين الأحاديث التي خالف فيها االشيخ الألباني الأئمة المتقدمين التي تربو على المئات!
ءألحق معه فيها وهم أخطأوا!!
ما هكذا تعلل الأخبار يا أبا إسحاق!!
إنني أعجب من رجل علم، يبلغ من البحث ما بلغه الشيخ أبو إسحاق، ثم لا تلوح له بوارق التحقيق في دقة الأئمة الأوائل، وتقدمهم على من جاء بعدهم!
أيُستكثر على الشيخ الألباني الخطأ في 17 حديثاً، ولا يستكثر هذا على أحمد وابن معين والدارقطني والنسائي والترمذي!
وقولك هذا أيها الشيخ المحقق (أقرب إلى الرجم بالغيب منه إلى التحقيق العلمي)!
(ما بين القوسين قاله أبو إسحاق في حق شيخ الإسلام في كتابه نهي الصحبة ص 34)
وهو تعلُّق متداع، سبقه إليه جملة من المقلَّدة للشيخ حمل عليه تعظيم الشيوخ!
انظر نهي الصحبة 35)
وقد أبعدت وربي النجعة في قولك هذا، فللأمة مكانة في النفوس، لكن أن يكون مكثر في التصحيح والتضعيف، وقد صحح نحواً من أربعين ألف حديث - كما قال بعظهم - يخطيء في 17 حديثاً ويكون ذلك مستكثر عليه!
ما هكذا يكون الإنصاف يا أيا إسحاق!
وما الجواب حفظك الله عن مئات الأحاديث التي قوّاها الشيخ الألباني بجميع طرقها ولا سابق له!، بل منها ما اتفق الأئمة الأوائل على تضعيفها!
إن كان ثمة جواب فسيكون (جواب هزيل! بل أوهى من بيت العنكبوت! وأعجب أن يجيب محقق كأبي إسحاق على هذا)
(ما بين القوسين قاله أبو إسحاق في ابن الجوزي في نهي الصحبة 48)!
أما الأئمة المتقدمون فإليهم المآل وإن كثرت الطرق، وسودت الصحف بها، فقولهم لمن تأمله الفصل في الجملة، ومن حاد عنه جانب الصواب، قال شيخنا الشيخ إبراهيم اللاحم: إن المتأمل في مسيرة نقد السنة النبوية منذ عصر الرواية إلى وقتنا الحاضر- لابد أن يلاحظ وجود اختلاف في الأحكام النهائية على بعض الأحاديث بين نقاد السنة في عصور الرواية –أي في القرون الثلاثة الأولى- وبين نقاد السنة بعد هذه العصور إلى وقتنا الحاضر،ويلاحظ أيضاً أنه كلما تأخر الزمن بعدت الشقة،واشتد بروز الاختلاف.
فيلاحظ كثرة ما صحح من أحاديث قد حكم عليها الأولون بالنكارة والضعف،وربما صرحوا ببطلانها،أو بكونها موضوعة،وقد يقول المتقدم: هذا الباب –أي هذا الموضوع- لا يثبت،أو لا يصح فيه حديث،فيأتي المتأخر فيقول: بل صح فيه الحديث الفلاني، أو الأحاديث الفلانية.
¥