تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب]

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 07:18 م]ـ

[تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب]

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:

فهذا بحث خرجت فيه ما وقفت عليه من أحاديث تبين أن دعوة الصائم مستجابة، وَقَدْ قسمتها إِلَى قسمين:

القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.

القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.

وقد سميته:

"تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب"

أسأل الله العون والتوفيق ..

=== === === === === ====

القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.

روي ذلك من حديث أبي هريرة، وأنس، وعبدالله بن عُمَر، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن أَبِي أوفى، وعائشة رضي الله عنهم.

أولاً: حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-

روي عنه من أربعة طرق:

الطريق الأول: من طريق أبي مجاهد سعد الطائي عن أبي مُدِلَّة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))

رواه الطيالسي في مسنده (رقم2584)، وابنُ المبارك فِي الزهد (1075)، والحميدي فِي مُسْنَدِهِ (1150)، وعبد بن حميد في مسنده (رقم1420)، وابن أَبِي شيب فِي المصنفِ (8902)، والإمام أحمد في المسند (2/ 304، 445)، وإسحاق بن راهويه فِي مُسْنَدِهِ (رقم300 - 303)، والترمذي في سننه (رقم3598)، وابن ماجه (رقم1752)، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ (رقم7111)، وَفِي الدعاء (رقم1315، 1322)، والحارث بن أَبِي أسامة فِي مُسْنَدِهِ (رقم1071 - زوائده)، وابن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيْحِهِ (رقم1901)، وابن حبان في صحيحه (رقم3428، 7387)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي فضيلة العادلين (رقم23)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى (3/ 345، 8/ 162، 10/ 88)، وَفِي شُعَبِ الإيْمَانِ (رقم7101)، والخطيب فِي موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 327)، والمزي فِي تَهْذِيْب الكمال (34/ 269) وَغَيْرُهُمْ

وَرَوَاهُ عَنْ سعد الطائي: زهير بن معاوية، وسعدان الجهني، وعمرو بن قيس الملائي، وحمزة الزيات.

وبعضهم رَوَاهُ مطولاً وبعضهم رَوَاهُ مختصراً ..

ومعظم الروايات فِيْهَا: ((والصائم حتى يفطر) وَفِي رواية: ((والصائم لا ترد دعوته)).

ووقع فِي روايةٍ عَنْ حمزة الزيات- وَهُوَ ثِقَةٌ لَهُ أوهام- بِلَفْظِ: ((والصائم حين يفطر)).

ووقع كذلك فِي رواية عاصم بن عَلِيّ عَنْ سعدان الجهني، وعاصم بن عَلِيّ صدوق يخطئ ويصر.

ووقع كذلك فِي رواية مطبوع صَحِيْح ابن حِبَّانَ من طَرِيْقِ زهير بن معاوية عَنْ سعد الطائي وَهُو خطأ.

والمحفوظ رواية: ((والصائم حتى يفطر)).

الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ رجاله ثقات.

سعد أَبُو مجاهد الطائي: وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه (رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101) وَقَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ: لا بأس بِهِ، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، وَرَوَى لَهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ.

وَأَبُو مدلة مولى عائشة رضي الله عنها: وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه (رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101) وَقَالَ ابن الْمَدِيْنِيِّ: مجهول، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، ووثقه فِي صَحِيْحِهِ، وَرَوَى حديثه هَذَا فِيْهِ، وصحح لَهُ ابن خُزَيْمَةَ هَذَا الحَدِيْث.

وَالحَدِيْث حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-

وَقَالَ الدَّارّقُطِنِيُّ فِي العلل الواردة في الأحاديث النبوية (11/ 236): "والحديث محفوظ"

وَقَالَ الحافظ ابن الأخضر فِي كتاب العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب-مشيخة شهدة- (ص/139): "حديث حسن مشهور، وسعدان بن بشر الجهني الكوفي معروف بروايته عن أبي مجاهد الطائي واسمه سعد عن أبي مدلة مولى عائشة عن أبي هُرَيْرَةَ"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير