ومن أوجه الاختلاف على الأعمش: أن ابن ماجه رواه (برقم1643) حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة)).
ولعل الوهم من أبي بكر بن عياش، أو الأعمش نفسه ..
فقد رواه الأعمش وغيره عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً: ((((إن لله عند كل فطر عتقاء من النار)) وهو عن أبي أمامة محفوظ، وعن جابر شاذ ليس بمحفوظ. والله أعلم
الحكم عليه:
الحديث موضوع بهذا اللفظ.
وحديث الأعمش أولى مع أنه لم يضبط صحابي الحديث، وأرجو أن لا يؤثر هذا الاختلاف في اسم الصحابي على صحة الحديث فإن احتمال كون هذا الصحابي ممن لم يسمع منه أبو صالح نادر، لأن أبا صالح ذكوان السمان ليس مدلساً وليس مشهوراً بالإرسال، والنادر لا حكم له.
=== === === === === ====
حَدِيْث آخر عن أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم: «إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان، فلا تغلق إلى آخر ليلة منه»
تخريجه:
رواه الطبراني في الصغير (رقم323)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 299) من طريق محمد بن مروان، عن داود بن أبي هند، أخبرني أبو نضرة، وعطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به.
قال الطبراني: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا محمد بن مروان السدي.
الحكم عليه:
حديث موضوع آفته: محمد بن مروان السدي كذاب.
=== === === === === ====
معضل الحارث بن عبيدة
عن الحارث بن عبيدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل صائم دعوة، وإذا أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة: يا واسع المغفرة اغفر لي».
تخريجه:
رَوَاهُ القضاعي فِي مسند الشهاب (رقم959)، والشجري فِي أماليه (1/ 281) من طَرِيْقِ ابن المبارك فِي الزهد (رقم1387) ثنا بقية بن الوليد، ثنا الحارث بن عبيدة به.
الحكم عليه:
إسناده واهٍ جداً ..
الحارث بن عبيدة الحمصي: ضعيف، وروايته عن صغار التابعين.
=== === === === === ====
الخلاصة
بعد جمع الأحاديث المتعلقة باستجابة دعاء الصائم، وتخريجها، ودراسة أسانيدها ومتونها تبين لي أن الصحيح من ذلك حديثان مرفوعان يبينان استجابة دعاء صائم، وأثر موقوف له حكم الرفع.
أما الحديث المرفوع الصحيح فهو حديث أبي مدلة عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
وحديث أنسٍ رضي الله عنه:
قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))
أما الأثر الموقوف والذي له حكم الرفع فهو أثر عبدالله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-:
قال ابن عمر: «كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره، إما أن يعجل له في دنياه، أو يدخر له في آخرته». فكان ابن عمر يقول عند إفطاره: «يا واسع المغفرة اغفر لي»
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
5 / شهر رمضان المبارك / 1427 هـ
البحث على صيغة وورد:
http://otiby.net/book/open.php?cat=5&book=23
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[11 - 09 - 07, 01:34 ص]ـ
أخي الكريم أبو عمر العتيبي جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم و المجهود الكبير , و لكن هناك بعض الاستدراكات و منها أن حديث أنس بن مالك فاتك أن تذكر أحد رواته و هو مدار الحديث و هو إبراهيم بن بكر المروزي الذي رواه عن عبد الله بن بكر السهمي عن حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا إلي النبي صلي الله عليه و سلم , و إبراهيم هذا ليس من رواة الشيخين البخاري و مسلم و هذا الإسناد ليس على شرط البخاري , فمسألة الحكم على إسناد بأنه على شرط البخاري او مسلم لها شروط عديدة و ليست بالسهلة , بل أن بعضهم ضعف الحديث من أجل عدم معرفة حال إبراهيم بن بكر هذا , و كذلك أثر ابن عمر ليس فيه من وجهة نظري ما يدل على أن له حكم الرفع , و الله أعلم.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[11 - 09 - 07, 03:43 ص]ـ
¥