[ما موقف الشيخ الألباني من سعيد بن زيد؟]
ـ[محبة القرآن والسنة]ــــــــ[13 - 09 - 07, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدعي أحد الرافضة بأن الشيخ الألباني رحمه الله ضعف سعيد بن زيد عند الحديث عن التوسل وحسنه عند الحديث عن الرهان فقط ليوافق عقيدته طبعا حسب كلام هذا الرافضي؟؟
يقول الألباني في كتابه التوسل وأنواعه وأحكامه ص 128
قلت: وهذا سند ضعيف لا تقوم به حجة للأمور ثلاثة
أولها أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن زيد فيه ضعف
وعندما يجد حديث عن جواز الرهان،
يقول الألباني في إرواء الغليل ج5 ص338
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات، وفي سعيد بن زيد - وهو اخو حماد - كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله تعالى
فما هي الإعتبارات التي جعلت الشيخ يقوي حديث سعيد بن زيد ويأخذ به عن الرهان؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - 09 - 07, 07:30 م]ـ
أما سعيد بن زيد فغالب كلام الشيخ في كتبه هو الاحتجاج به كما ورد في نقلك عن " الإرواء ".
وأما الكلام في " التوسل " فلم يبن الشيخ تضعيفه على سعيد فقط، بل سعيد كان من (ضمن) أسباب ضعف الحديث، ولقد رأيته لا يقول بضعف الحديث إذا كان فيه سعيد بن زيد فقط، بل يقول بتحسينه غالبا، وأما إذا انضم لسعيد أسباب أخرى (تقوي) تضعيف الحديث فلاجرم من القول بالتضعيف، وإليك نص كلام الشيخ على الحديث المذكور في الإرواء لتحكم بنفسك:
" قلت (الألباني): وهذا سند ضعيف لا تقوم به حجة لأمور ثلاثة:
أولها: أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن يزيد فيه ضعف. قال فيه الحافظ في (التقريب): صدوق له أوهام. وقال الذهبي في (الميزان):
(قال يحيى بن سعيد: ضعيف وقال السعدي: ليس بحجة يضعفون حديثه وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي وقال أحمد: ليس به بأس كان يحيى بن سعيد لا يستمرئه)
وثانيها: أنه موقوف على عائشة وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم ولو صح لم تكن فيه حجة لأنه يحتمل أن يكون من قبيل الآراء الاجتهادية لبعض الصحابة مما يخطئون فيه ويصيبون ولسنا ملزمين بالعمل بها.
وثالثها: أن أبا النعمان هذا هو محمد بن الفضل يعرف بعارم وهو وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره. وقد أورده الحافظ برهان الدين الحلبي في (الاغتباط بمن رمي بالاختلاط) تبعا لابن الصلاح حيث أورده في (المختلطين) من كتابه (المقدمة) وقال:
(والحكم فيهم أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاط ولا يقبل من أخذ عنهم بعد الاختلاط أو أشكل أمره فلم يدر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده).
قلت: وهذا الأثر لا يدرى هل سمعه الدارمي منه قبل الاختلاط أو بعده فهو إذن غير مقبول فلا يحتج به،وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على البكري): (وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح ولا يثبت إسناده ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة بل كان باقيا كما كان على عهد النبي صلى الله عليه و سلم بعضه مسقوف وبعضهم مكشوف وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد ولم تزل الحجرة كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد في إمارته لما زاد الحجر في مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم. . ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد ثم إنه بنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف. وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين ولو صح ذلك لكان حجة ودليلا على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت ولا يسألون الله به وإنما فتحو على القبر لتنزل الرحمة عليه ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه فأين هذا من هذا؟ والمخلوق إنما ينفع المخلوق بدعائه أو بعمله فإن الله تعالى يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه و سلم ومحبته وطاعته وموالاته فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه وإن أريد أن نتوسل إليه بما تحب ذاته وإن لم يكن هناك ما يحب الله أن نتوسل به من الإيمان والعمل الصالح فهذا باطل عقلا وشرعا أما عقلا فلأنه ليس في كون الشخص المعين محبوبا له ما يوجب كون حاجتي تقضى بالتوسل بذاته إذا لم يكن مني ولا منه سبب تقضى به حاجتي فإن كان منه دعاء لي أو كان مني إيمان به وطاعة له فلا ريب أن هذه وسيلة وأما نفس ذاته المحبوبة فأي وسيلة لي منها إذا لم يحصل لي السبب الذي أمرت به فيها." انتهى النقل منه.
فأنت ترى أن الشيخ عليه رحمة الله تعالى لم يقل بتضعيفه بسعيد بن زيد، بل بانضمام أسباب (قوية) للتضعيف ولو لم يكن سعيد واحدا منها، فتأمل.
والموضوع مطروح.
¥