الخامس: من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
أخرجه العقيلي (الضعفاء ـ مخطوط ـ 1/ 2)، وابن عدي (الكامل ـ مخطوط ـ 1/ 90 ـ 91). كلاهما عن طريق محمد بن عبد العزيز الرملي (صدوق يهم) عن بقية بن الوليد (صدوق كثير التدليس عن الضعفاء) عن رزيق أبي عبد الله الألهاني (صدوق له أوهام) عن القاسم بن عبد الرحمن (صدوق يُغْربُ كثيراً) عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي r.
وسقط من إسناد ابن عدي ذكر بقية بن الوليد. وقد قال محمد بن عبد العزيز الرملي: "حدثنا بقية" هكذا في رواية العقيلي.
السادس: من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.
أخرجه الخطيب (شرف أصحاب الحديث ص 11) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب (قد ضعّفوه وأطلق عليه ابن عمار الكذب) عن العوام بن حوشب عن شهر بن حوشب عن معاذ
ابن جبل ـ رضي الله عنه ـ عن النبي r.
السابع: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقد ورد من طرق هي:
1 ـ من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي.
أخرجه ابن عدي (الكامل ـ مخطوط ـ 1/ 90) من طريق داود بن سليمان الغسّاني المديني عن مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان (صدوق يخطئ) عن أبي حازم.
قال ابن عدي: "لم أر هذا الحديث لمروان الفزاري بهذا الإسناد إلّا من هذا الطريق".
2 ـ من طريق أبي صالح الأشعري (مقبول).
أخرجه ابن عدي (الكامل ـ مخطوط ـ 1/ 90)، والخطيب (شرف أصحاب الحديث ص 28). كلاهما من طريق عبد الرحمن بن يزيد السلمي عن علي بن مسلم البكري عن أبي صالح الأشعري.
3 ـ من طريق أبي قَبِيل حُيي بن هانئ.
أخرجه البزار (انظر: كشف الأستار 1/ 86). والعقيلي (الضعفاء ـ مخطوط ـ 1/ 2).
كلاهما من طريق خالد بن عمرو الأموي القرشي (رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع). عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قَبِيل.
ومن طريق العقيلي أخرجه ابن عبد البر (التمهيد 1/ 59).
الثامن: من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
أخرجه ابن عدي (الكامل ـ مخطوط ـ 1/ 90) من طريق خالد بن عمرو القرشي (رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع) عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم عن ابن عمر عن النبي r.
قال ابن عدي: "وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه عن الليث غير خالد بن عمرو".
التاسع: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
أخرجه العقيلي (الضعفاء ـ مخطوط ـ 1/ 2) من طريق خالد بن عمرو القرشي (رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع) عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قَبِيل (حُيَي ابن هانئ) عن عبد الله بن عمرو عن النبي r.
ومن طريق العقيلي أخرجه ابن عبد البر (التمهيد 1/ 59).
فالضعف الشديد في هذه الأسانيد ينحصر في حديث معاذ وما أخرجه البزار والعقيلي من طريق أبي قَبِيل عن أبي هريرة، وحديثي عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو.
وما عدا ذلك فليس ضعفه بالشديد.
وثمة طرق أخرى لم أقف عليها. هي:
1 ـ من حديث جابر بن سمرة. انظر: (التقييد والإيضاح ص 139).
2 ـ من حديث ابن عباس. انظر: (فتح المغيث 1/ 294).
3 ـ ما عزاه البرهان فوري إلى ابن عساكر من حديث أنس، وإلى الديلمي من حديث ابن عمر. انظر: (كنز العمال 10/ 176).
وقد اختلفت آراء العلماء في الحكم على الحديث على النحو التالي:
1 ـ صحَّحه الإمام أحمد.
قال الخطيب: "حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الفقيه. قال: حدثنا أبو بكر الخَلّال. قال: قرأت على زهير بن صالح بن أحمد قال: حدثنا مهنا ـ وهو ابن يحيى ـ قال: سألت أحمد ـ يعني ابن حنبل ـ عن حديث مُعان بن رِفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العُذْري. قال: قال رسول الله r : « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين». فقلت لأحمد: كأنه كلام موضوع. قال: لا. هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت؟. قال: من غير واحد. قلت: مَن هم؟.
قال: حدثني بن مسكين إلّا أنه يقول: مُعان عن القاسم بن عبد الرحمن. قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به". شرف أصحاب الحديث ص 29.
2 ـ ضعّف أبو الحسن بن القطان رواية إبراهيم العُذْري. فقال: "هذا مرسل أو معضل، وإبراهيم الذي أرسله لا يعرف بشيء من العلم غير هذا ... ".
وتعقّب كلام الإمام أحمد في شأن رفاعة بقوله: "خفي على أحمد من أمره ما علمه غيره". (التقييد والإيضاح ص 139).
ويوافق ذلك قول الذهبي: "مُعان ليس بعمدة ولا سيما أتى بواحد لا يُدْرى من هو". (ميزان الاعتدال 1/ 45).
وقال العراقي: "وقد رُويَ هذا الحديث متصلاً من رواية جماعة من الصحابة: علي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن سمرة، وأبي أمامة. وكلها ضعيفة لا يثبت منها شئ وليس فيها شئ يُقَوي المرسل المذكور". (التقييد والإيضاح ص 139).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف، والشيخ محمد بن مطر الزهراني
من حق الشيخين علينا الدعاء لهما
المصدر ضوابط الجرح والتعديل للشيخ عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف رحم الله جزاك الله خيرا