متبعين غير سبيل المؤمنين؟!
قلت:
شيخنا محمد الأمين، مما لا نزاع فيه استثناء ما انتقده الأئمة الحفاظ، وأما القول بالإجماع على صحتهما جملة وتفصيلا فهذا القول لا يقول به عاقل، ويكفي للرد عليه ذكر أحاديث مشهورة تكلم فيها الحفاظ رحمهم الله
المسألة الهامة:
قلتم يا شيخ إن إجماع الأمة حاصل على صحة جمهور الأحاديث التي في الصحيحين.
وهذا القول يعني بداهة أن الإجماع حاصل على أكثرهما، ثم ذكرتم أمثلة على أعيان من تكلم في بعض أحاديثما بدءا من ابن المديني وانتهاء بالألباني رحم الله الجميع.
أخي الحبيب إن المترقب لهذا المسألة سيجد فيها نقاط هامة:
1* أكثر من ذكر ممن تقدم لا يرد أصل الحديث (أعني المتن)، بل يتكلم في علة يراها في السند، وبما أن عامة أحاديث الصحيحين من المشاهير ففي الغالب (لا أقول دائما) تجد لها طرقا أخرى تحفظها.
2* أكثر من أتى بعدهم علل الأسانيد بعلل واهية، لا يصح أن تسمى عللا، على مقتضى نظر أهل هذا الفن.
3* بعض من أتى بعدهم رد الأحاديث (أعني المتون) بشكل عجيب غريب، ويقال عنه من أهل الحديث.
الذي أود ذكره يا شيخ:
أنت قلت بالإجماع على ما سوى المنتقد، ثم فتحت الباب لقبول كلام من انتقد حتى وصلت إلى الألباني رحمه الله، (أنا لا أقول أنك توافقهم في أقوالهم، إنما سوغت لهم عملهم).
شيخنا محمد الأمين يلزم من قولك السماح بالانتقاد لمن أتى وسيأتي بعد الألباني، ويلزم من هذا السماح لكل من انتقد (وكان معدودا في أهل هذا الفن) حتى ولو وصل عدد الأحاديث المردودة إلى عشر الكتابين، شيخنا إن قلت َ: لا، سأقول هات الدليل في وقوفك عند العُشر، وإن قلت نعم سأقول لك: حتى ولو وصل إلى ربع الكتابين، فإن قلتَ: لا، سأعود لطلب الدليل، وإن قلتَ نعم سأزيد، وقد نصل إلى مرحلة لا يكون في الكتابين إلا القليل من الصحيح على مقتضى نظر هؤلاء.
شيخنا الحبيب نحن لو نظرنا إلى عدد الأحاديث التي تكلم فيها المتقدمون لوجدناها لا تبلغ نصف ما تكلم فيه في هذا العصر، إذن العدد في ازدياد، بمعنى أنه قد يأتي يوم يصل فيه عدد المنتقد ـ لن أقول إلى النصف بل الثلث، فإذا كان الأمر هكذا فأي إجماع يبقى!!!!
أرجو بحث المسألة أكثر من الإخوة المهتمين، ولو ننظر حتى في أصل المسألة.
شيخنا محمد الأمين لا عدمنا الله مشاركتك
جزاكم الله خيرا
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب علوش
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:52 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
شيخنا محمد الأمين جزاك الله تعالى خيرا على مرورك في هذا الموضوع، وأسأل الله أن ينفعنا بعلمك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
...
وقلتم أيضا:
واعلم أن هناك أحاديث في الصحيحين ضعفها علماء محدثون كثر. وما حصل إجماعٌ على صحة كل حديثٍ في الصحيحين، لا قبل البخاري ومسلم ولا بعدهما.
...
الذي أود ذكره يا شيخ:
أنت قلت بالإجماع على ما سوى المنتقد، ثم فتحت الباب لقبول كلام من انتقد حتى وصلت إلى الألباني رحمه الله
أخي الحبيب الفاضل ماهر بن عبد الوهاب علوش وفقه الله إلى مرضاته
لم أقل بالإجماع على ما سوى المنتقد، وإنما ذلك قول ابن الصلاح رحمه الله. وهو يرى إغلاق باب التصحيح والتضعيف، كما هو معروف، فمن باب أولى إغلاق باب انتقاد ما في الصحيحين.
ولو تأملنا الأحاديث المنتقدة على الصحيحين لوجدنا أكثر هذا النقد غير قوي. فالدارقطني رغم إمامته ذكر عللاً كثيرة غير قادحة. وهو يعلم حالها، ولم يرد تضعيف أكثر تلك الأحاديث. نعم، ضعف بعض أحاديث الصحيحين، لكن أكثر ما انتقده ليس بضعيف.
لكن الدارقطني حافظ يمشي على منهج المتقدمين. ولو تأملنا ما يفعل المعاصرون، لوجدنا أن أكثره نقد غير علمي ولا بناء. بل هو انتقاد للمتون فحسب (في الغالب) خجلاً من تعارضها مع ثقافة الغرب النصراني، كما هي حال أبو رية والغزالي وأمثالهما.
¥