تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث: "عمرة في رمضان تعدل حجة معي"، رواية ودراية]

ـ[أبوعبدالله عمر صبحي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 04:46 ص]ـ

أولا: رجاء من الإخوة المشرفين تغيير اسم الدخول من:

(محمد بن عمر) إلى (أبوعبدالله عمر صبحي)

[حديث: "عمرة في رمضان تعدل حجة معي"، رواية ودراية]

كتبه: أبو عبدالله عمر صبحي حسن قاسم

وكان الفراغ منه في: 2/شوال/1428 هـ

الموافق: 13/ 10/2007م

هذا البحث إنما أضعه بين يدي إخواني في شبكة الانترنت تواصلاً مع طلبة العلم وحرصاً مني على الاستفادة منهم، وأنا كلي حرص إن شاء الله على أن يسعفنا بعض الإخوة المختصين في باب المخطوطات امتلاكا لها أو خبرة بها بتحرير الصواب من هذا الاختلاف في النسخ الخطية لصحيح البخاري ولحديث حبيب المعلم عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه والذي ذكرته في أول البحث، وقد اعتمدت على رموز الكتب الحديثية التي اعتمد عليها السيوطي في جامعه، وهي رموز معروفة متداولة لا تخفى على طلبة العلم لكثرة مرورهم عليها في صحيح وضعيف الجامع للشيخ الألباني رحمه الله، وبعضها أنبه عليها بما يزيل اللبس عنها.

- قال البخاري رحمه الله في صحيحه/ "باب: حجِّ النساء": حدثنا عبدان أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا حبيب المعلم عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأم سنان الأنصارية: ما منعك من الحج؟ قالت: أبوفلان -تعني زوجها- كان له ناضحان حجَّ على أحدهما والآخر يسقي أرضا لنا، قال: فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي. .

هذه الزيادة:"حجة معي"، أي: بزيادة: "معي" على الجزم قد وقعت في المطبوع الذي بأيدينا من صحيح البخاري في باب حج النساء، في حديث حبيب المعلم به؛ من غير شك بل على الجزم، وكذا وقعت في فتح الباري الذي هو باعتناء ومقابلة الشيخ عبدالعزيز بن باز ومحب الدين الخطيب رحمهما الله/ الطبعة السلفية، وأصلها إنما هي الطبعة الأميرية المطبوعة ببولاق، إذ إنَّ كتاب الحج من فتح الباري من كتب الفتح التي لم يتم مقابلتها على نسخ خطية من الشيخ ابن باز رحمه الله، كما نبه في مقدمة الطبعة الأولى /1406هـ - 1986م، وهذه النسخة -من البخاري- اعتمدها الهيثمي في موارد الظمآن، والشيخ الألباني في مختصر البخاري، وعبيد الله المباركفوري في شرحه على المشكاة، وكلهم عزاها إلى البخاري من غير شك، وعزا الأخيران الشك لرواية مسلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (26/ 291): ((وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سنان امرأة من الأنصار: "عمرة في رمضان تقضي حجة معي")) ا. ه، وكان من قول الشيخ الألباني في مختصر البخاري: ((كذا في نسختنا من الصحيح -أي بالزيادة من غير شك-، وكذلك في غير ما نسخة، وفي نسخة (أوربا) "حجة أو حجة معي"، وبهذا اللفظ عزاه النووي في الرياض للمتفق عليه، وهي رواية الهروي للصحيح، وهي رواية لمسلم، والأخرى بلفظ: "تقضي حجة" دون شك، وما في النسخة -أي نسخة الشيخ الألباني- له طريق آخر عن ابن عباس رضي الله عنه؛ صححه جمع منهم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن العربي، وهو مخرج في صحيح أبي داوود-ح 1737 - وفي الإرواء-ح 1587 - )) ا. ه كلام الشيخ الألباني رحمه الله، ولم يذكر الشيخ الألباني أي النسخ أصح، وإنما رجَّح ذكر الزيادة في البخاري من غير شك استناداً إلى ورود الحديث من طريق آخر في السنن عن ابن عباس رضي الله عنه، وهو طريق عامر الأحول عن بكر بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنه -وسيأتي الكلام على ما فيه من نكارة-، وكذا عزا الشيخ ابن باز اللفظ للبخاري بالزيادة من غير شك في فتاويه.

وقبل الشروع في مناقشة لفظ البخاري بالزيادة على الجزم، أحبُّ أن أنبه على أن عزو شيخ الإسلام ابن تيمية الحديث إلى الصحيحين بالزيادة من غير شك خطأ ظاهر ولم يقل به أحد من أهل العلم، فرواية مسلم بالزيادة على الشك حتماً لا اختلاف عند المحدثين والمخرِّجين، وابن تيمية عادة ما يتَّكِلُ على حفظه رحمه الله في التخريج والعزو إلى كتب السنة فيقع منه بعض الوهم في مثل هذا، بل في نفس الفصل -وسيأتي الكلام عنه- عزا حديثاً لأبي موسى رضي الله عنه إلى الصحيحين مع أنه حديث لا يرويه إلا البخاري في صحيحه وليس له ذكر في مسلم أبداً، ولذا فلا يمكن أن يُذكر ابن تيمية رحمه الله مع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير