تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة جلوس ابن مسعود خارج المسجد]

ـ[عبيد الله المنصوري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 02:51 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد

فهذا بحث متواضع أضعه، راجيًا الإفادة والاستفادة، وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل.

فقد كنت بصدد تحضير درس عن الاتباع؛ وقد وقفت على حديث يفيد في هذا الباب، وخلاصته: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقف على المنبر يومًا فقال: اجلسوا أيها الناس، وكان ابن مسعود علي باب المسجد يريد الدخول، فجلس في مكانه.

أخرجه أبو داود (1091) - ومن طريقه البيهقي (3/ 206)، وابن الجوزي في ((التحقيق)) (1/ 505) - والحاكم (1/ 423) - ومن طريقه البيهقي -، وأبو طاهر المخلص في ((الأمالي)) (27) - ومن طريقه ابن عساكر (33/ 128) - والبيهقي (3/ 218) عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر به.

ورواه عن ابن جريج هكذا: ((مخلد بن يزيد، ومعاذ بن معاذ، وأبو زيد النحوي)).

وخالفهم عبد الرزاق، فرواه عن ابن جريج لم يجاوز به عطاءً.

وهذا في ((مصنفه)) (3 / رقم 5368).

وتابعه روح، فرواه مثل رواية عبد الرزاق سواءً.

أخرجه الحارث في ((مسنده)) (1015 - زوائده).

ورواه الوليد بن مسلم عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباسٍ!

أخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (1780) عن محمد بن يحيى، والحاكم (1/ 420) عن محمد بن إسماعيل بن مهران؛ كلاهما عن هشام بن عمار،عن الوليد به.

وقال ابن خزيمة: ((إن كان الوليد بن مسلم ومن دونه حفظ ابن عباس في هذا الإسناد، فإن أصحاب ابن جريج أرسلوا هذا الخبر عن عطاء عن النبي r)) .

قلت: توبع الوليد، تابعه إسماعيل بن عياش؛ ذكره الدارقطني كما سيأتي.

أما الحاكم فقال في الموضعين: ((صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))!!

ومهما يكن الراجح عن ابن جريج، فابن جريج مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بالتحديث في أي طريقٍ وقفت عليها، وعنعنعته عن عطاء كعنعنته عن غيره، كما قرَّره شيخنا في ((بذل الإحسان)) (1/ 104)، وتعليقه على ((الفوائد المنتقاة)) لأبي عمرو السمرقندي (ص 168)، خلافًا للعلامة الألباني رحمه الله تعالى.

وقد توبع ابن جريج على الإرسال؛ تابعه عمرو بن دينار، فرواه عن عطاء مرسلاً.

أخرجه البيهقي في ((الكبرى)) (3/ 218) عن الحميدي، والهروي في ((ذم الكلام وأهله)) (279) عن عبد الجبار بن العلاء، كلاهما عن ابن عيينة، عن عمرو به.

فهذا يقوِّي الإرسال، كما رجَّحه أبو داود، وابن خزيمة، والدارقطني.

قال الدارقطني ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1)) :

(( رواه معاذ بن معاذ، ومخلد بن يزيد، وأبو زيد النحوي عن ابن جريج، عن عطاء عن جابر، وخالفهم إسماعيل بن عياش؛ فرواه عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس، ورواه عمرو بن دينار عن عطاء مرسلاً، والمرسل أشبه)).

وقال أبو داود:

((هذا يعرف مرسل، إنما رواه الناس ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2)) عن عطاء عن النبي r ، ومخلد شيخ)).

وقد ورد مثله عن عبد الله بن رواحة t .

أخرجه البيهقي في ((الدلائل)) (6/ 256 - 257) - ومن طريقه ابن عساكر (28/ 87) -، والطبراني في ((الأوسط)) (9128) من طريق إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3)) ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r جلس على المنبر يوم الجمعة فقال: ((اجلسوا))، فسمعه ابن رواحة فجلس في بني غنم، فقيل: يا رسول الله! ذاك ابن رواحة سمعك تقول للناس: اجلسوا، فجلس في مكانه.

قال الهيثمي (9/ 316): ((فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهو ضعيف)).

ثم قال البيهقي: ((وروي مرسلاً من وجهٍ آخر)).

ثم رواه من طريق يوسف بن يعقوب، نا أبو الربيع، نا حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أن عبد الله بن رواحة .. فذكر نحوه.

وصححه مع إرساله الحافظ في ((الإصابة)) (4/ 84) وقال: ((والمرسل أصحُّ إسنادًا)).

وقد عزاه في ((كنز العمال)) إلى الديلمي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة ابن رواحة! ومفاريد الديلمي مناكير في الغالب.

قلت: وقد روى من وجهٍ آخر ..

قال عبد الرزاق في (ج 3 / رقم 5367): أخبرنا معمر، عن أيوب قال: بلغني أن ابن رواحة .. فذكره.

وثمَّ وجهٌ ثالثٌ ..

قال عبد الرزاق (ج 3 / رقم 5366) عن ابن جريج، عن ربيعة به.

فهذه الطرق الثلاثة تدلُّ على أن للقصةِ أصلاً عن ابن رواحة، والله أعلم.

([1]) نقله في ((تنقيح التحقيق)) (2/ 82).

قلت: وفات الدارقطني مخالفة عبد الرزاق، وروح لمن ذكرهم، كما فاته رواية الوليد بن مسلم، فسبحان من لا تخفى عليه خافية!

([2]) لم أقف على غير رواية ابن عيينة، فعبارة ابن خزيمة أدقُّ، والله أعلم.

([3]) وقع في ((الدلائل)) و ((التاريخ)): ((إسماعيل بن إبراهيم))، وهو وجهٌ في اسمه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير