تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ترجمة سعيد بن أبي هلال حافظ مصر وردِّ دعوى الاختلاط

ـ[أبوعبدالله عمر صبحي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:51 م]ـ

"] ترجمة سعيد بن أبي هلال حافظ مصر وردِّ دعوى الاختلاط

كتبه: أبوعبدالله عمر صبحي حسن قاسم

وكان الفراغ منه في: 22/جمادى الآخرة/1428هـ

الموافق: 5/ 7/2008م

هذه دراسة أقدمها لإخواني في ترجمة سعيد بن أبي هلال المصري حافظ مصر، وما قيل عنه من الاختلاط أو الضعف الموجبَيْنِ لردِّ حديثِه، وأصلها ورقات كنت كتبتها منذ سنوات عديدة خلال بحث في حديث أبي سعيد الخدري عند أبي داوود في سننه في سجدة صاد، ثم زدت عليها ورتبتها بصورة أفضل؛ وذلك خلال بحث ودراسة أجريتها على الأحاديث والآثار الواردة في مسألة السبحة وحكمها، ولما كان سعيد بن أبي هلال من الرواة المشهورين وله حديث كثير أردت أن أفرد ترجمته عن بحث السبحة لينتبه القاريء لما قيل فيه من الاختلاط وردِّ هذه الدعوى، وفي بحث السبحة دراسة لمجموعة من الرواة ليسوا هم بمنزلة سعيد بن أبي هلال فلم أعتن بإفرادهم، وأسأل الله تعالى المعونة على مراجعة بحث السبحة وتنزيله لإخواني طلبة العلم في هذا الملتقى ليعمَّ النفعُ به ولأستفيد من ملاحظاتهم وتصويباتهم؛ والله الموفق.

إن اختلاط سعيد بن أبي هلال فيه نظر بالغ من وجوهٍ عديدة، وأول من تبنَّى هذا القول هو أبو محمد بن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل بل ظاهر طريقته أنه يضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا وهذا ما قرره عنه ابن حجر في مقدمة الفتح، ثم قرر اختلاطه من بعده العلامة الألباني رحمه الله في كتبه وتحقيقاته وجزم بأن سعيد بن أبي هلال ممن اختلط؛ بل هو عند الشيخ الألباني: (ممن اختلط ولم يبيِّن أهل العلم من روى عنه قبل الاختلاط ممن روى عنه بعد الاختلاط، فهو ممن أمره مشكل غير متبين: أما اختلاط سعيد بن أبي هلال فهذا أمر غير صحيح من وجوهٍ عديدة، وأول من تبنى هذا القول هو أبو محمد بن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل بل ظاهر طريقته أنه يضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا وهذا ما قرره عنه ابن حجر في مقدمة الفتح، ثم قرر اختلاطه من بعده العلامة الألباني رحمه الله في كتبه وتحقيقاته وجزم بأن سعيد بن أبي هلال ممن اختلط؛ بل هو عند الشيخ الألباني: (ممن اختلط ولم يبيِّن أهل العلم من روى عنه قبل الاختلاط ممن روى عنه بعد الاختلاط، فهو ممن أمره مشكل غير متبين)، فكان مصير سعيد بن أبي هلال عند الشيخ الألباني رحمه الله أن الشيخ عادةً لا يجزم بتصحيح الحديث من طريقه وتارة يصرِّحُ بضعف الحديث من طريقه إلا أن يجيء ما يقوِّي حديثه من متابعة أو شاهد، والصواب أن سعيد بن أبي هلال المصري نزيل المدينة ثقة جليل من أئمة مصر وفقهائها وحديثه في الأصل محتج به عند الأئمة النقاد وقد يردون بعض أفراده - وهذا قليل جدا - على اختلاف اجتهادهم؛ إذ روى بعض الغرائب ويكون قد دلَّسها أو يرويها عن بعض الوضاعين ممن لا تحلُّ الرواية عنهم ويدلس في أسمائهم - كما فعله سعيد بن أبي هلال مع محمد بن سعيد المصلوب -/ وينظر لذلك ترجمة المصلوب في ضعفاء أبي نعيم، أو أخطأ وخالف جماعة الثقات وهذا وارد من الحافظ الثقة، وقد أخذ سعيد بن أبي هلال العلم والحديث عن أئمة التابعين من أهل المدينة كنافع والزهري ومحمد بن المنكدر وهشام بن عروة وزيد بن أسلم وربيعة بن أبي عبدالرحمن (ربيعة الرأي) وآخرين، وأخذ العلم والحديث عن سعيد بن أبي هلال حفاظُ مصر الأئمة الكبار الأجلاء أمثال الليث بن سعد وعمرو بن الحارث ويزيد بن أبي حبيب وخالد بن يزيد السكسكي المصري وغيرهم، بل إن الليث تارة ينزل في السند حرصاً على أن يحفظ حديث سعيد بن أبي هلال فيروي عن خالد بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هلال، واحتج به الجماعة كما قال ابن حجر في مقدمة الفتح، بل احتجوا به في أصول الدين وأخبار المغيَّبَات كصفة الأرض يوم القيامة وسجود الناس لرب العالمين يوم يكشف عن ساق وغير ذلك من الأحاديث، وسعيد بن أبي هلال وثقه العجلي وابن سعد وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر، وقال عنه الإمام أحمد كما في المنتخب من علل الخلال / ص285:"مدنيٌ لا بأس به وقال عنه أبوحاتم: لابأس به، وقال عنه الساجي: صدوق، وقال عنه ابن حبان في كتابه مشاهير علماء الأمصار:"وكان أحد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير