تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 05 - 04, 09:27 م]ـ

قال ابن الجوزي في صيد الخاطر ص 225

فصل عدد الأحاديث

جرى بيني وبين أحد أصحاب الحديث كلام في قول الإمام أحمد: صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة ألف حديث.

فقلت له: إنما يعني به الطرق فقال: لا بل المتون فقلت: هذا بعيد التصور.

ثم رأيت لأبي عبد الله الحاكم كلاماً ينصر ما قال ذلك الشخص، وهو أنه قال في كتاب المدخل إلى كتاب الإكليل: كيف يجوز أن يقال: إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عشرة آلاف حديث، وقد روى عنه من أصحابه أربعة آلاف رجل وامرأة صحبوه نيفاً، وعشرين سنة بمكة ثم بالمدينة حفظوا أقواله وأفعاله ونومه ويقظته وحركاته وغير ذلك سوى ما حفظوا من أحكام الشريعة.

واحتج بقول أحمد: صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة ألف حديث وكسر، وأن إسحاق بن راهويه كان يملي سبعين ألف حديث حفظاً وإن أبا العباس بن عقدة قال: أحفظ لأهل البيت ثلاث مائة ألف حديث.

قال ابن عقدة: وظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث.

قلت: ولا يحسن أن يشار بهذا إلى المتون.

وقد عجبتُ كيف خفي هذا على الحاكم، وهو يعلم أن أجمع المسانيد الظاهرة مسند أحمد بن حنبل، وقد طاف الدنيا مرتين حتى حصله وهو أربعون ألف حديث منها عشرة آلاف مكررة.

قال حنبل بن إسحاق: جمعنا أحمد بن حنبل أنا، وصالح، وعبد الله وقرأ علينا المسند وقال لنا: هذا كتاب جمعته من أكثر من سبع مائة ألف وخمسين ألفا.

فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه و إلا فليس بحجة.

افترى يخفى على متيقظ أنه أراد بكونه جمعه من سبعمائة ألف أنه أراد الطرق.

لأن السبع مائة الألف إن كانت من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف أهملها؟

فإن قيل: فقد أخرج في مسنده أشياء ضعيفة.

ثم أعوذ بالله أن يكون سبع مائة ألف ما تحقق منها سوى ثلاثين ألفا.

وكيف ضاعت هذه الجملة؟ ولم أهملت؟، وقد وصلت كلها إلى زمن أحمد فانتقى منها، ورمى الباقي.

وأصحاب الحديث قد كتبوا كل شيء من الموضوع، والكذب.

وكذلك قال أبو داود: جمعت كتاب السنن من ستمائة ألف حديث.

ولا يحسن أن يقال: إن الصحابة الذين رووها ماتوا، ولم يحدثوا بها التابعين.

فان الأمر قد وصل إلى احمد فأحصى سبع مائة ألف حديث، وما كان الأمر ليذهب هكذا عاجلاً.

ومعلوم أنه لو جمع الصحيح، والمحال الموضوع، وكل منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الباقي؟

ولا يجوز أن يقال: تلك الأحاديث كلام التابعين فإن الفقهاء نقلوا مذاهب القوم، ودونوها واخذوا بها، ولا وجه لتركها ففهم كل ذي لب أن الإشارة إلى الطرق، وأن ما توهمه الحاكم فاسد.

ولو عرض هذا الاعتراض عليه وقيل له: فأين الباقي؟ لم يكن له جواب.

لكن الفهم عزيز.

والله المنعم بالتوفيق.

ومثل هذا تغفيل قوم قالوا: إن البخاري لم يخرج كل ما صح عنده، وإنما أخرج كالأنموذج و إلا فكان يطول.

وقد ذهب إلى نحو هذا أبو بكر الإسماعيلي، وحكي عن البخاري أنه قال: ما تركت من الصحيح أكثر.

وإنما يعني الطرق يدل على ما قلته: أن الدارقطني، وهو سيد الحفاظ جمع ما يلزم البخاري ومسلم إخراجه فبلغ ما لم يذكراه أحاديث يسيرة، ولو كان كما قالوا: لأخرج مجلدات ثم قوله: ما يلزم البخاري دليل صريح على ما قلته، لأنه من أخرج الأنموذج لا يلزمه شيء.

وكذلك أخرج أبو عبد الله الحاكم كتاباً جمع فيه ما يلزم البخاري إخراجه فذكر حديث الطائر فما أقل فهم هؤلاء الذين شغلهم نقل الحديث عن التدقيق الذي لا يلزم في صحة الحديث.

وإنما وقع لقلة الفقه والفهم. اهـ (!)

أقول: بقي كلام لا يحسن ذكره، ولا يُوافق ابن الجوزي في كلامه على الحاكم فهو إمام كبير من أئمة العلم خصوصا الحديث، وأين يقع منه ابن الجوزي. رحم الله الجميع.

ـ[المقرئ.]ــــــــ[27 - 05 - 04, 08:01 م]ـ

لا أظنه يخفى عليكم قصة ابن معين عندما جاءه رجل وقال له يا يحيى: إن فلانا قال: زوجتي طالق إن لم يكن يحيى يحفظ 100000 حديث فما تقول؟

فقال يحيى وما الذي دعاه لذلك؟ فقال الرجل: قد قالها فما قولك: فقال إني أحفظ 100000 حديث ومثلها ومثلها والرابعة عند المدارسة

وكذلك الإمام أحمد محفوظاتها أكثر حتى قيل 1000000 حديث فالذي ذكره الشيوخ أنهم يعنون بذلك الأسانيد وقد يدخل في ذلك الموقوف ونحوه فليس ببعيد والله أعلم.

ـ[أبو زُلال]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:07 ص]ـ

ما فهمت كيف يقول الإمام الحاكم: " ... وقد روى عنه من أصحابه أربعة آلاف رجل وامرأة صحبوه نيفاً"؟ وكيف لا يقول عليه شيئا ابن الجوزي؟ وهذا عجيب جدا! لأن عدد من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايزيد 1000 (مع أصحاب الأفراد) على ما ذُكر في "أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد" لابن حزم. وإذا نظرنا إلى "كتاب الطبقات" للإمام مسلم، ينقص هذا العدد بنسبة %30 ...

أخي العزيز عبد الرحمن سديس،

لماذا "لا يُوافق ابن الجوزي في كلامه على الحاكم". أليس هو إمام كبير من أئمة الحديث أيضا (ولو كان متشددا في تقييم أحوال الرجال)؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير