[البند الثالث] أما قولك: قول مالك ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي)) لم يلتفت إليه أحد!!. فمن أين جئت بهذا الكلام، وهل لك فيه سلف، أوليس من شعارك الذى تكتبه تحت كل رسالةٍ لك: قال الإمام أحمد ((إيَّاك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام)). وأنا لن أجيبك بجوابٍ شافٍ يبين خطأ هذا الكلام، حتى تأتينى بإمامٍ سبقك إليه، أو تعتذر عن هذا الحشو الذى لا تنتهض به حجة
[البند الرابع] أما قولك: وكثير من شيوخ مالك فيهم ضعف!!. فهذا أيضاً كسابقه، وأكررها لك ((إيَّاك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام))، ولن أبرح أقولها، أو تحذفها من شعارك فى رسائلك، فتخرج عن مذهبك. وأنت الآن خرجت من رواة الموطأ إلى شيوخ مالك، فوصفت الكثير منهم بالضعف، فهل نسيت ما ذكرته قبل من تأويل توثيق ابن معين لمن روى عنه مالك بشيوخه ومن لقيهم، ثم الآن تقول: وكثير منهم ضعفاء!. وأسألك: هل طالعت ترجمة إمام دار الهجرة مالك بن أنس فى ((الجرح والتعديل)) (1/ 47:11) لابن أبى حاتم، ونصيحتى لك أن تطالعها، فإن فيها إفادات مستجادات.
[البند الخامس] أما قولك عن الإمام مالك أنه ((ذكر في كتابه مجاهيل))، فلعلك لا تدرى مقصودى من هذه المقالات، وقد قلتُ آنفاً: وددت لو أنك تريثت قليلاً، ولم تبادر بالاعتراض، فإن المقال المذكور واحد من جملة مقالات تالية، فيها البيان لما اعترضته وفهمته من بين السطور. وقد استقصيت أحاديث كثيرات من المجهولات؛ اللاتى لم يعرفن بجرحٍ ولا تعديلٍ، ممن احتج بهن: مالك، والبخارى، والنسائى، وابن خزيمة، وابن حبان؛ فى كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج الأئمة بروايات المجاهيل)).
[البند السادس] أما قول محمد بن عمر المعيطى ((روى مالك عن ثور وداود بن الحصين خارجيين خبيثين))، فأعجب شئٍ حملته وأودعته ردك، فهل تدرى أنك حملت غثاءاً، ورضيت به؟، فالمعيطى عراقى متعصب على المدنيين. وداود بن الحصين أبو سليمان الأموى، وثور بن زيد الديلى ثقتان ثبتان، لم يحتج بهما الإمام مالك وحده، بل احتج بهما إماما المحدثين: البخارى ومسلم، وإنما أنكر الأئمة إكثار داود بن الحصين عن عكرمة، وتفرده عنه بمناكير، وليس من رواياته عن عكرمة شئٌ البتة عند الثلاثة الأئمة. ولعلك لا تدرى كم روى الشيخان فى ((الصحيحين)) عن داود بن الحصين وثور بن زيد، فليكن هذا السؤال لغزاً ألزمك بحل رموزه. وهل تدرى من راوى هذه الأحاديث فى ((الصحيحين)):
(الأول) عن أبي الغيث عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟، قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ)).
(الثانى) عن أبي الغيث عن أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ـ وَأَحْسِبُهُ قَالَ ـ كَالْقَائِمِ لا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لا يُفْطِرُ)).
(الثالث) عن أبي الغيث عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ)).
هل تعلم أن راوى هذه الأحاديث هو الثقة الثبت المتقن: ثور بن زيد الديلى، الذى رضيت أن يقال عنه: خارجى خبيث!!. ألم تر كيف حملت غثاءاً لا أرضاه لك. ووالله إنى أحبك فى الله يا محمد، فلا تجد فى صدرك منى، فأنا لك كالوالد الذى لن يضيق صدره بأسئلة أبنائه. وسلامى إليك كثير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:02 ص]ـ
جزى الله الشيخ الألفي خير الجزاء على هذا البحث النافع القوي، وما بينه حفظه الله في مسألة الجهالة هو مذهب المتقدمين من حفاظ الحديث، فكانوا يتعاملون مع حديث المجهول الذي لايعرف بالقرائن والشهرة
وفي هذه الروابط فوائد حول هذا الموضوع
¥