تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* فرواه الحسين بن عبد الله القطان - وهو ثقة (80) -، وموسى بن جمهور - وهو ثقة (81) -، كلاهما عن هشام عن أبي معاوية عن زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق به،

* ورواه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق عن هشام به، فجعل الشعبيَّ بدل أبي إسحاق، لم أعرف يعقوب هذا، وروايته خطأ، قال الدارقطني: " واختُلف عن هشام، فقيل عنه عن أبي معاوية عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن مسروق عن أبي بكر، وذكر الشعبي وهم، وإنما هو أبو إسحاق السبيعي " (82)، فالراجح عن أبي معاوية: الوجه الأول.

- ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة، وهو ثقة حافظ (83)،

- وأشعث بن عبد الله الخراساني، وهو ثقة (84) - إن صحت روايتاهما -، فاتفقا على متابعة أبي معاوية الضرير في الوجه الراجح عن هشام عنه.

وقد حكم الطبراني بتفرد أبي معاوية بهذا الوجه، قال: " لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر إلا زكريا بن أبي زائدة، تفرد به أبو معاوية " (85)، وإن صحت روايتا أبي أسامة وأشعث؛ فهما مما يستدرك على كلام الطبراني هذا، لكنّ حكمه بالتفرد يحدث الشك في صحتهما، خاصة أنهما معلقتان لا يُدرى إسنادهما.

وأبو معاوية ثقة حافظ لحديث الأعمش، لكنه يخطئ ويضطرب في غيره، قال الإمام أحمد بن حنبل: " أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب، لا يحفظها حفظًا جيدًا " (86)، وقال ابن خراش فيه: " صدوق، وهو في الأعمش ثقة، وفي غيره فيه اضطراب " (87).

ولعل روايته هذه خطأ، إذ هي عن غير الأعمش: أبي إسحاق، ويؤيده قول الإمام أحمد: " حديث أبي بكر في الشيب ليس هو من حديث مسروق " (88).

هذا، وقد قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار عن أبي معاوية الضرير عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر الصديق قال: قلت: يا رسول الله، لقد أسرع الشيب إليك، فقال: «شيبتني هود والواقعة ... » الحديث، قال أبي: " يُروى عن زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق أن أبا بكر " (89). وكأن أبا حاتم يشير إلى اختلاف صيغة الرواية بين مسروق وأبي بكر، حيث إن الرواية التي سأل عنها ابن أبي حاتم (بالعنعنة) تفيد حكاية أبي بكر ما حصل له مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله له، والرواية التي ذكرها أبو حاتم (بالأنأنة) تفيد حكاية مسروق ما حصل لهما. إلا أني لم أجد الرواية التي ذكرها أبو حاتم.

وقد جاءت رواية عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة عن أبيها أبي بكر - رضي الله عنهما -، رواها عنه محمد بن سلمة النصيبي، ولم أعرفه، إلا أن يكون الشامي الذي تركه ابن حبان (90)، والراوي عنه عبد الملك بن زياد النصيبي تُكُلِّم فيه (91)، وعنه إبراهيم بن إسماعيل بن زرارة تُكُلِّم فيه أيضًا (92).

فهذه الرواية على غرابتها وسلوكها الجادة= منكرة.

خامسًا: دراسة أسانيد رواية عامر بن سعد عن أبيه وعن أبي بكر ومصعب بن سعد عن أبيه عن أبي بكر:

وقد جاءت هذه الروايات الثلاث من طريق جبارة بن المغلس، واختُلف عنه:

- فرواه محمد بن محمد بن عقبة عنه عن عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر،

- ورواه محمد بن الليث الجوهري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وعلي بن سعيد عنه عن عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه،

- وجاء عن جبارة عن أبي شيبة يزيد بن معاوية عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، ولم أستبن راوي هذا الوجه عن جبارة، إذ قد قال الدارقطني: " حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا رجل ذكره جبارة، ثنا أبو شيبة ... " (93)، وأشار المحقق إلى بياض في إحدى النسخ بعد قوله: (ذكره)، فالله أعلم.

وهذه الأوجه الثلاثة كلها اضطراب ومناكير من جبارة، فإنه قد كذّبه بعض الأئمة، وتركه بعضهم، وذكر آخرون أن حديثه مضطرب (94). قال الدارقطني: " حدث به جبارة بن المغلس عن عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز عن أبي إسحاق، فقال مرة: عن عامر بن سعد عن أبيه، ووهم، وقال مرة: عن عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق، وعامر بن سعد هذا هو البجلي وليس بابن أبي وقاص، وليس هذا من حديث سعد بن أبي وقاص، وإنما هو من حديث أبي بكر الصديق ... " (95).

فلا يصح عن أبي إسحاق من هذه الأوجه شيء.

سادسًا: دراسة إسناد رواية أبي الأحوص عن ابن مسعود عن أبي بكر - رضي الله عنهما -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير