تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: دراسة أسانيد رواية يزيد الرقاشي:

رواه عنه ثلاثة:

* أبو صخر حميد بن زياد، وقد تُكُلِّم فيه (110)، والرواية عنه صحيحة،

* وعمرو بن أبي عمرو العبدي، ولم أعرفه، وفي الإسناد إليه متكلم فيهم ومتهمون، قال الألباني - رحمه الله -: " وهذا إسناد هالك، محمد بن يونس الكديمي وضاع، وحاتم بن سالم القزاز ليِّن أيضًا، وعمرو بن أبي عمرو العبدي لم أعرفه، ويحتمل أن يكون عمرو بن شمر، وهو متروك، راجع «الميزان» " (111).

* حماد ين يحيى الأبح، وهو صدوق يخطئ (112)، والرواية عنه صحيحة.

وقد ذُكر أبو بكر في الروايتين الأوليين، ولم يُذكر في رواية الأبح، بل قال: عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال له أصحابه: قد أسرع إليك الشيب ....

ويزيد الرقاشي ضعيف، وتركه بعض الأئمة، ونص الأئمة على تضعيف روايته عن أنس خاصة، قال أبو حاتم: " كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر " (113).

فهذا الوجه عن أنس منكر.

ثانيًا: دراسة إسناد رواية ربيعة بن أبي عبد الرحمن (ربيعة الرأي):

وقد جاءت روايته من طريق الحسن بن محمد الطنافسي عن أبي بكر بن عياش عنه، وقد ترجم البخاري (114) وابن أبي حاتم (115) الحسن هذا، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (116). وقد خالف غير واحد من أصحاب أبي بكر بن عياش رووه عنه عن أبي إسحاق عن عكرمة عن أبي بكر الصديق، وهي الرواية التي سبق ترجيحها عن أبي إسحاق، وتلك أرجح من هذه عن أبي بكر بن عياش.

فالرواية عن ربيعة الرأي من هذا الوجه معلولة.

تنبيه: وقع اسم الراوي عن الحسن بن محمد الطنافسي في المطبوع من علل الدارقطني: محمد بن أيوب الراوي، ولذا لم يعرفه المحقق (117)، وصوابه: الرازي، وهو محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي - كما نُسب في إسناد هذا الحديث في تاريخ دمشق (118) -، وهو من الحفاظ، قال فيه ابن أبي حاتم: " كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقًا " (119)، وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ (120)، وهو صاحب فضائل القرآن.

ثالثًا: دراسة إسناد رواية زياد النميري:

وهي معلقة لا يدرَى إسنادها، ورواها عنه زائدة بن أبي الرقاد، قال البزار: " حديث رواه زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس عن أبي بكر أنه قال: يا رسول الله قد شبت ... قال: «شيبتني هود وأخواتها»، وهذا الحديث فيه علتان:

إحداهما: أن زائدة منكر الحديث،

والعلة الأخرى: فقد رواه غير واحد عن زائدة عن زياد عن أنس أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ... ، فصار عن أنس، فلذلك لن نذكره " (121).

وزائدة منكر الحديث خاصة عن زياد عن أنس، قال أبو حاتم: " يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة الحديث، فلا ندري منه أو من زياد " (122).

فهذه الرواية منكرة.

الخلاصة في رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه -:

تبيّن أن الطرق الثلاثة كلها مناكير، ولا يصح الاعتداد بشيء منها، فالمنكر أبدًا منكر.

3 - دراسة أسانيد رواية عطاء بن أبي رباح:

وهذه الرواية جاءت من طريق طلحة بن عمرو، واختُلف عنه:

- فرواه ابن وهب عنه عن عطاء عن ابن عباس به،

- ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين وعبد الوهاب بن عطاء عنه عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.

وطلحة بن عمرو متروك (123)، وهذا الاضطراب منه يفيد شدة نكارة هذا الوجه.

4 - دراسة إسناد رواية سهل بن سعد - رضي الله عنه -:

قال الدارقطني عن هذه الرواية: " تفرد به عمر بن صهبان عنه - أي: عن أبي حازم عن سهل -، وتفرد به عنه سعيد بن سلام " (124).

وعمر بن صهبان، وهو ابن محمد بن صهبان متروك (125)، وسعيد بن سلام متهم بوضع الحديث (126).

5 - دراسة إسناد رواية عقبة بن عامر - رضي الله عنه -:

وهذه الرواية أخرجها الطبراني عن محمد بن محمد بن حيان أبي جعفر التمار البصري عن أبي الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة به.

ومحمد بن محمد التمار قال فيه الدارقطني: " لا بأس به " (127)، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: " ربما أخطأ " (128).

وهذا الإسناد ربما تمسك به من صحح الحديث أو حسنه أو مشاه؛ لحُسْنِهِ في ظاهره، إلا أن في ذلك نظرًا؛ لأمور تؤيد خطأ هذه الرواية وعلتها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير