تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَذَكَرَ وَهْبٌ: «أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَقْبَلَ عَلَى الْكَلامِ يَوْمَ السَّبْتِ، فَمَدَحَ نَفْسَهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، فَمَدَحَهَا وَذَكَرَ عَظَمَتَهُ، وَجَبَرُوتَهُ، وَكِبْرِيَاءَهُ، وَجَلالَهُ وَسُلْطَانَهُ، وَقُدْرَتَهُ وَمُلْكَهُ وَرُبُوبِيَّتَهُ، فَأَنْصَتَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأَطْرَقَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَوْفِهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ جَعَلَ يَوْمَ السَّبْتِ عِيدَاً لأَهْلِ التَّوْرَاةِ، يَذْكُرُونَهُ وَيُسَبِّحُونَهُ وَيُعَظِّمُونَهُ وَيُصَلُّونَ لَهُ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَفَرَّغُوا لَهُ، وَيُفَرِّغُوا لَهُ أَهْلَهُمْ، وَلا يَكُونُ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَمَلٌ إِلَّا ذِكْرُهُ وَصَلَاتُهُ وَتَسْبِيحُهُ، فَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، أَعْظَمَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حُرْمَةً مِنْ يَوْمِ السَّبْتِ لأَنَّهُ فَرَغَ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ حَتَّى جَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالإِسْلامِ، فَأَلْزَمَ بِهِ أَهْلَهُ، فَاخْتَارَ لَهُمُ الْجُمُعَةَ، فَلَيْسَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ أَعْظَمَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلاً مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ».

وَذَكَرَ وَهْبٌ: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَقْبَلَ عَلَى الْكَلامِ يَوْمَ السَّبْتِ حِينَ فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَ: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ، وَالأَمْثَالِ الْعُلَى، إِنِّي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ، وَالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، ذُو الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، وَالآلاءِ وَالْكِبْرِيَاءِ، إِنِّي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ، وَمُقِيمُ السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ، وَجَبَّارُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ مَلأَتْ كُلَّ شَيْءٍ عَظَمَتِي، وَقَهَرَتْ كُلَّ شَيْءٍ مَلَكَتِي، وَأَحَاطَتْ بِكَلِّ شَيْءٍ قُدْرَتِي، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عِلْمِي، وَوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتِي، وَبَلَغَ كُلَّ شَيْءٍ لُطْفِي، وَأَفْنَى كُلَّ شَيْءٍ طُولُ حَيَاتِي، فَأَنَا اللهُ يَا مَعْشَرَ الْخَلائِقِ، فَاعْرَفُوا مَكَانِي، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ أَنَا، وَخَلْقٌ لا يَقُومُ وَلا يَدُومُ إِلَّا بِي، يَتَقَلَّبُ فِي قَبْضَتِي، وَيَعِيشُ فِي رِزْقِي، وَحَيَاتُهُ وَمَوْتُهُ وَبَقَاؤُهُ، وَفَنَاؤُهُ بِيَدِي، وَلَيْسَ لَهُ مَخْلَصٌ، وَلا مَلْجَأٌ غَيْرِي، وَلَوْ تَخَلَّيْتُ مِنْهُ إِذًا لَدُمِّرَ كُلُّهُ، وَإِذَا كُنْتُ عَلَى حَالِي لا يَنْقُصُنِي ذَلِكَ شَيْءٌ، وَلا يَزِيدُنِي، وَلا يَمُدُّنِي فَقْرُهُ، وَلا يَكْرِثُنِي، أَنَا مُسْتَغْنٍ بِالْغَنَاءِ كُلِّهِ، فِي جَبَرُوتِ مُلْكِي، وَعِزَّةِ سُلْطَانِي، وَبُرْهَانِ نُورِي، وَسِرِّ وَحْدَتِي، وَقُوَّةِ تَوَحُّدِي، وَسَعَةِ بَطْشِي، وعُلُوِ مَكَانِي، وَعَظَمَةِ شَأْنِي، فَلا شَيْءَ يُثْقِلُنِي، وَلا إِلَهَ غَيْرِي، وَلا شَيْءَ يَعْدِلُنِي، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِشَيْءٍ خَلَقْتُهُ أَنْ يُنْكِرَنِي، وَلا يُكَابِرَنِي، وَلا يُعَازِّنِي، وَلا يَخْرُجُ مِنْ قُدْرَتِي، وَلا يَرِيمُ قَبْضَتِي، وَلا يَسْتَنْكِفُ عَنْ عِبَادَتِي، وَلا يَعْدِلُ بِي، وَكَيْفَ يُنْكِرُنِي مَنْ جَبَلْتُهُ يَوْمَ خَلَقْتُهُ عَلَى مَعْرِفَتِي؟ أَمْ كَيْفَ يُكَابِرَنِي مَنْ قَدْ قَهَرْتُهُ بِمَلَكَتِي؟، فَلَيْسَ لَهُ خَالِقٌ وَلا رَازِقٌ، وَلا بَاعِثٌ وَلا وَارِثٌ غَيْرِي، أَمْ كَيْفَ يُعَازِّنِي مَنْ نَاصِيَتُهُ بِيَدِي؟، أَمْ كَيْفَ يَعْدِلُ بِي مَنْ أُفْنِي عُمُرَهُ، وَأُسْقِمُ جِسْمَهُ، وَأُنْقِصُ عَقْلَهُ وَقُوَّتَهُ، وَأَتَوَفَّى نَفْسَهُ، وَأُخْلِقُهُ وَأُهْرِمُهُ فَلا يَمْتَنِعُ؟، أَمْ كَيْفَ يَسْتَنْكِفُ عَنْ عِبَادَتِي عَبْدِي، وَابْنُ عَبْدِي،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير