بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبو تامر المصري وفقني الله وإياك
هذا الحديث أخرجه أحمد والطيالسي في مسنديهما وأبو داود في سننه والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهم من طرق عن أبي التياح عن شيخ به.
ولم ارَ من بين المبهم هنا لا في كتب السنة ولا في كتب المبهمات ولا في كتب الشروح التي اطلعت عليها ولذا حكم عليه المحققون بضعف إسناده للجهالة وممن ضعفه النووي في المجموع (2/ 86) والبغوي والعراقي والألباني ينظر: فيض القدير (1/ 268)
وقول صاحب عون المعبود: والحديث فيه مجهول لكن لا يضر. يريد أنه حسن لغيره فالمتن ليس فيه ما ينكر وله ما يشهد له من العمومات التي تأمر بالتنزه من البول ولذا قال: (والحديث فيه مجهول لكن لا يضر فإن أحاديث الأمر بالتنزه عن البول تفيد ذلك) فهو يرى أن رواية أبي التياح وهو يزيد بن حميد وهو ثقة جليل متفق عليه عن هذا الشيخ التابعي _ الذي كان ملازما لابن عباس ويقدم معه إلى البصرة كما في بعض الروايات _ مع سلامة المتن مما ينكر ووجود ما يشهد له من الأحاديث الصحيحة يجعله حسناً لغيره.
والمقصود ان هذا الإسناد ضعيف للجهالة لكن هذا وجه قول أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي صاحب عون المعبود.
والله أعلم
الأخ الحبيب، أبو حازم الكاتب
شكرا مشاركتك الكريمة القيمة،
ولكن حيث أني لم أجد اسم الشيخ في المبهمات في تهذيب الكمال ولا في الأسماء المبهمة، وحيث أني مبتدئ، رجوت أن يزال الابهام،
ثم أضيف بعد مداخلتك ما جاء في السلسلة الضعيفة لشيخنا الألباني رحمه الله،
"
إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 343):
ضعيف
أخرجه أبو داود (1/ 2) و الطيالسي (519)، و الحاكم (3/ 465 - 466)،
و البيهقي في " السنن " (1/ 93) من طريق شعبة عن أبي التياح: حدثني شيخ قال:
لما قدم عبد الله بن عباس البصرة فكان يحدث عن أبي موسى، فكتب عبد الله إلى
أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى: أني كنت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول، فأتى دمثا في أصل جدار، فبال
، ثم قال صلى الله عليه وسلم: فذكره.
و هذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الذي لم يسم، و قال المنذري في " مختصره " (
1/ 15):
" فيه مجهول ". مع أنه سكت أبو داود عليه، لكن قال النووي:
" و إنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر! ".
و منه تعلم أن رمز السيوطي له بأنه حسن ; غير حسن، و أما المناوي فقال:
" رمز المؤلف لحسنه، فإن أراد لشواهده فمسلم، و إن أراد لذاته فقد قال البغوي
و غيره:
" حديث ضعيف "، و وافقه الولي العراقي، فقال:
" ضعيف لجهالة راويه ".
قلت: و لم أجد له شواهد ; بل و لا شاهدا يأخذ بعضده، فلست أدري ما هي الشواهد
التي أشار إليها المناوي، و يؤيد ما ذكرته أنه لو كان له ما يقويه لما قال
البغوي: " حديث ضعيف ".
نعم وجدت لبعضه الذي هو من فعله ما قد يشهد له على ضعفه، فانظر (كان يتبوأ ..
) فيما يأتي (2459).
قلت: و في جزم البغوي و غيره بضعف الحديث إشارة إلى أن كون الراوي المجهول في
إسناده يرويه شعبة لا تزول به الجهالة عنه ; خلافا لقول الكوثري:
" شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في روايته، و المعترف له بزوال الجهالة وصفا
عن رجال يكونون في سند روايته "!
و قد رددت عليه في تقوله هذا على أهل الحديث، و في غيره مبسطا في الكلام على
حديث معاذ في الاجتهاد بالرأي فيما يأتي (4858).
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 01:59 م]ـ
وقول صاحب عون المعبود: والحديث فيه مجهول لكن لا يضر. يريد أنه حسن لغيره فالمتن ليس فيه ما ينكر وله ما يشهد له من العمومات التي تأمر بالتنزه من البول ولذا قال: (والحديث فيه مجهول لكن لا يضر فإن أحاديث الأمر بالتنزه عن البول تفيد ذلك)
بارك الله فيك أخي الفاضل.