[هل هذا القول من الامام احمد تضعيف منه لحديث نبهان مولى ام سلمة؟]
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[07 - 11 - 07, 02:46 م]ـ
نقل ابن قدامة فى المغنى (7/ 352) عن الامام احمد قوله نبهان روى حديثين عجيبين هذا (اى حديث "افعميان انتما لاتبصرانه" والاخر" اذا كان لاحداكن مكاتب فلتحتجب منه"
فهل هذا القول من احمد تضعيف لهذين الحديثين ولراويهما نبهان؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 12:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبو عبد الله الهلالي وفقني الله وإياك
كلام الإمام أحمد يشعر بغرابة المتن؛ إذ أنه يخالف ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهزني وقال مزمارة الشيطان عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: " دعهما ". فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإما قال: " تشتهين تنظرين؟ ". فقلت: نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة ". حتى إذا مللت قال: " حسبك؟ ". قلت: نعم قال: " فاذهبي "
وكذا ما ثبت في صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله مالك علينا من شيء فجاءت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فذكرت ذلك له فقال: " ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال: تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك "
لكن كلام احمد ليس صريحاً في التضعيف.
و قد فهم بعض الحنابلة من هذا النص أنه ضعف الحديث كابن قدامة في المغني (7/ 465) وابن مفلح في المبدع (7/ 11)
لكن يشكل على هذا ما رواه الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله: كأن حديث نبهان لأزواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خاصة وحديث فاطمة لسائر الناس؟ قال: نعم.
فلو كان أحمد يضعف الحديث لما ذهب إلى الجمع وحمله على أزواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والحديث علته عند من ضعفه نبهان مولى أم سلمة قال ابن حزم وابن عبد البر مجهول، و العلة الأخرى معارضته في الظاهر لما سبق من أحاديث صحيحة.
والذين احتجوا بالحديث أجابوا عن العلتين بما يلي:
أما نبهان فقالوا هو من كبار التابعين وقد روى عنه الزهري وهو إمام وكذا روى عنه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ذكر ذلك ابن أبي حاتم عن أبيه ينظر: الجرح والتعديل (7/ 311) (8/ 502) ومحمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة من رجال مسلم:
قال ابن معين والترمذي ويعقوب بن سفيان: ثقة.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود: صالح الحديث.
وقال النسائي: ليس به بأس.
ولذا مال بعض المحدثين إلى توثيقه كما صنع الذهبي وذكره ابن حبان في الثقات.
وأما المتن فسبق ما نقله الأثرم عن أحمد من الجمع بين الأحاديث وهو ما جمع به أيضاً أبو داود والمنذري واستحسنه الحافظ ابن حجر.
ومنهم من جمع بأنه ليس في حديث فاطمة بنت قيس الإذن بالنظر بل تجلس عنده وتتحرز من النظر كذا قال النووي.
ولذا قال الترمذي عن الحديث: حسن صحيح، وحسنه النووي وقوى إسناده الحافظ ابن حجر.
والله أعلم
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيك الاخ الفاضل ابو حازم الكاتب
لكنى اريد ان اعرف ما الحكم الراجح على هذين الحديثين؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 11 - 07, 08:53 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
الحديث قال عنه الترمذي حديث حسن صحيح وحسنه النووي وقوى إسناده الحافظ ابن حجر وحقيقة ليس في المتن ما ينكر وقول أحمد: نبهان روى حديثين عجيبين) لا يلزم منه نكارة المتن ولم يرد عن احمد ما يوحي بضعف الحديث بل المشهور عنه تأويل ذلك وحمله على ازواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خاصة.
¥