تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: «هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ الْبَرْقَانِىُّ: ضَعِيفٌ جِدَّاً، وَقَدْ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِىُّ عَنْ أَبِى نُعَيْمٍ، وَهُوَ مِنْكَرُ الْحَدِيثِ.

قَالَ أبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا الْحَدِيثُ لا أَصَلَ لَهُ».

قُلْتُ: وأما قَوْلُهُ «رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ» فَلَرُبَّمَا كَانَ خَطَأً، وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْقَاسِمَانِ ابْنُ دِينَارٍ، وَابْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَكِلاهُمَا كُوفِيٌّ، كَمَا يَأْتِي بَيَانُهُ. وَأَوَّلُهُمَا ثِقَةٌ، وَثَانِيهِمَا ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُ بَعِيدُ النِّسْبَةِ إلَى إِبْرَاهِيمَ جِدَّاً.

وَأَمَّا الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ، فَقَدْ سَلَكَ مَسْلَكَاً آخَرَ. فَقَدْ جَمَعَ طُرُقَهُ، وَلَمْلَمَ أَطْرَافَ الرِّوَايَاتِ بِهَذَا الإِسْنَادِ الشَّاذِّ.

وَقَالَ عَقِبَ الرِّوَايَةِ السَّابِقَةِ: «قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُ دَهْرَاً أَنَّ الْمِسْمَعِيَّ يَنْفَرِدُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، حَتَّى حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ نَحْوَهُ».

ثُمَّ سَاقَهُ بِأَتَمِّ مِنْهَا وَأَوْسَعَ، هَكَذَا:

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ «الْمُسْتَدْرَكُ» (3/ 195): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ الْحَافِظُ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ابْنُ أَخِي طَاهِرٍ الْعَقِيقِيِّ الْعَلَوِيِّ فِي كِتَابِ النَّسَبِ ثَنَا جَدِّي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الآدَمِيُّ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَحْمَسِيُّ مِنْ كِتَابِ التَّارِيخِ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ قَالا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ سَهْلٍ التَّمَّارُ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَرْزَمِيُّ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَنَسٍ الْكُوفِيُّ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفَاً، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفَاً، وَسَبْعِينَ أَلْفَاً». هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ، وَفِي حَدِيثِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ «إِنِّي قَتَلْتُ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، وَإِنِّي قَاتِلٌ عَلَى دَمِ ابْنِ ابْنَتِكَ».

ثُمَّ قَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».

قُلْتُ: فَقَدْ رَوَاهُ: الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ الْخَزَّازُ، وَالْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَرْزَمِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْقُرَشِيُّ، وَكَثِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَنَسٍ الْكُوفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الآدَمِيُّ، سَبْعَتُهُمْ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.

فَبَانَ أَنَّه لا يَتَّجِهُ تَعْصِيبُ الْجِنَايَةِ بِالاثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرَهُمَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ. فَمَنْ الْمُتَّهَمُ بِهِ؟!.

يُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 11 - 07, 01:45 ص]ـ

** قُلْتُ: وأما قَوْلُهُ «رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ» فَلَرُبَّمَا كَانَ خَطَأً، وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْقَاسِمَانِ ابْنُ دِينَارٍ، وَابْنُ إِسْمَاعِيلَ.

وَكِلاهُمَا كُوفِيٌّ، كَمَا يَأْتِي بَيَانُهُ. وَأَوَّلُهُمَا ثِقَةٌ، وَثَانِيهِمَا ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُ بَعِيدُ النِّسْبَةِ إلَى إِبْرَاهِيمَ جِدَّاً.

لَيْسَ بِخَطَأٍ، فَقَدْ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ «الْمَجْرُوحِينَ» (2/ 215): «الْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِىِّ بْنِ عَمَّارٍ الْهَاشِمِيُّ الْكُوفِىُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

رَوَى عَنِ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السلامُ عَلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا قَتَلَ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفَاً، وَإِنَّهُ قَاتِلٌ بِابْنِ اِبْنَتِكَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ سَبْعِينَ أَلْفَاً وَسَبْعِينَ أَلْفَاً».

أَخْبَرَنَاهُ وَصِيفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بِأَنْطَاكِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَهَذَا لا أَصَلَ لَهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير